"أنا مظلوم وضحية فشل النظام الذي يبحث عن شماعة لأخطائه، وقرار حبسي ليس له علاقة بالجريمة وهو قرار سياسي صرف".. هكذا قال حسين عبد الرحمن عبد الحليم ٤٩ سنة، عامل البلوك بقرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط، أحد المتهمين في حادث قطار أسيوط "المندرة" الذي راح ضحيته أكثر من ٥٣ طفلاً، من طلاب المعهد الأزهري بمنفلوط.
وأضاف: "أنا اتظلمت مرتين الأولى في عهد النظام السابق، بعد مقتل شقيقي على يد ضباط أمن الدولة، والثانية في عهد الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين وحبسي ليس له علاقة بجريمة القطار وهو قرار سياسي فقط".
وتحدث حسين إلى "المصريون" قائلاً: "إحنا اتظلمنا مرتين مرة فى عهد مبارك وأيام أمن الدولة، فكان أخي يصلى الفجر، فاشتبه به ضباط أمن الدولة وأخذوه ومات من الضرب، ولم نستطع أن نعمل شيئًا سوى قولنا "حسبنا الله ونعم الوكيل"، والمرة الثانية في عهد مرسى الذي منحناه أصواتنا".
وأضاف المتهم: "أصبت بصدمة عندما علمت أننى بريء ومعى أمر إفراج من النائب العام، ومع ذلك لم يتم الإفراج عنى وقطعوا عنى راتبي، وهو الدخل الوحيد لي ولأسرتي، وأمر المستشار العام لنيابات شمال أسيوط بإخلاء سبيلي وأفاد بأنني مستبعد عن الشبهة الجنائية، فهناك شهادة من السكة الحديد تفيد بأنني قمت بعملي، وأعطيت الإشارة مرتين لعامل المزلقان، وذلك بشهادة الشهود التى توجد بملف القضية الذي حقق به المستشار العام بورقة ٢٩ من المذكرة ٣٢ التى برأني فيها".
وقال المتهم: "لقد ضحى بي المسئولون من أجل تهدئة الرأي العام وجعلوني "كبش فداء" لكبار المسئولين بالسكة الحديد"، وقال: "إن من يجب أن يحاسبوا هم آخرون من قيادات البلد الذين دمروا السكك الحديدية، وتركوا البلاد بمزلقانات من السلاسل الملقاة على الأرض وهم من تركوا الوضع غير آدمي ويزداد سوءًا".
وعن يوم الحادث قال المتهم: "في تمام الساعة ٦:٤٥ صباحًا يوم الحادث، جاءتني إشارة تفيد بقدوم قطار، فقمت بإعطاء الإشارة مرتين للتنبيه على عامل المزلقان بالغلق وتجاوب معي النداء، والمزلقان يبعد عنى ٢ كيلو وبعد ١٠ دقائق وجدت الإدارة تتصل بي تبلغني بالحادث، فقلت لهم لقد أعطيت الإشارات ومسجل ذلك بالجهاز اللاسلكي الأسود الخاص بغرفة البلوك بالمحطة، وفي ظهر نفس اليوم استدعتنى النيابة لأخذ أقوالي واستجوابي، وتمت مطابقة كلامي مع الشهود، وتم إثبات صحته ومن يومها حبسوني ظلمًا ولم أخرج حتى الآن".
تابع: "أبلغني المحامى الخاص بي أن الحبس تعسفي لقرار سياسي، لما خلفه حادث المندرة، ووفاة ٥٣ طفلاً، ولتهدئة الرأي العام الغاضب، وأشار إلى أنه نفذ التعليمات الخاصة بالهيئة ولكن المسئولون هم سبب إهدار الأرواح بالسكك الحديدية".
وفي نهاية حديثه قال: "أناشد الدكتور محمد مرسي الذي انتخبته ونجح بأصوات الصعيد، أن ينظر لأمري، فأنا مظلوم وظروفي سيئة وأبنائي هيضيعوا وأنا بريء، لماذا ندفع ثمن أخطاء حاشيتك وأخبرك بأنه رغم قرارات النيابة العامة وخطابات هيئة السكة الحديد والمنطقة الوسطى بأسيوط، إلا أنني فوجئت بقرار سياسى يتضمن إحالة شقيقى مع عامل المزلقان إلى محكمة الجنح"، مشيرًا إلى أنه رغم ثقتنا فى القضاء المصرى إلا أن القرارات السياسية أصبحت تتدخل فى كل شيء.
فاطمة جابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق