قرية رفاعة الطهطاوي، التي يطلق عليها أيضاً قرية "شباب الخريجين" ، وتقع على بعد 8 كيلو مترات عن مدينة أبنوب التابعة لمحافظة أسيوط ، كانت عبارة عن صحراء جرداء تقع في قلب الطريق الصحراوي الشرقي بأسيوط ، وتجاورها مدينة عرب العوامر الصناعية، وتحولت على أيدي شباب الخريجين إلى قلعة خضراء تنتج من خيرات الأرض، حتى حصلت على المركز الأول على مستوى قرى شباب الخريجين في استخدام احدث نظم الري بالرش.
وعلى الرغم من كل ما حققه الشباب من انجازات لتوفير منتجات زراعية بأقل استهلاك للمياه إلا أنهم يواجهون تجاهل الحكومة لهم، حيث أن الأراضي مهدده بالتبوير والزراعات معرضه للهلاك بسبب انقطاع الكهرباء المستمر وثورة العطش على وشك الانفجار من سكان القرية التي تنقطع عنهم المياه بشكل مستمر والوحدة الصحية آيلة للسقوط.
"صدى البلد" رصدت صرخات شباب الخريجين بالقرية في هذا التحقيق.
في البداية، قال أحمد جابر شاكر سكرتير الجمعية الزراعية بقرية رفاعة الطهطاوي " شباب الخريجين " بمركز ابنوب أن القرية ضمن قرى الاستصلاح الزراعي وتم تسليمها إلى شباب الخريجين عام 1990 وتحولت من صحراء إلى مسطحات خضراء وكافحنا في هذه الأرض حتى حصلنا على المركز الأول لقرى شباب الخريجين على مستوى الجمهورية لأننا التزمنا بنظام طرق الري الحديثة.
وأضاف: على الرغم من ذلك تجاهلتنا الحكومة حتى في ابسط حقوقنا وهي مياه الشرب التي تنقطع بشكل مستمر ، حيث لا نجد مياه للشرب سوى ساعة واحده يوميا، وغالبا ما تأتي في منتصف الليل ونسبة الأملاح بها مرتفعة جدا وتقدمنا على مدار 4 سنوات بأكثر من مذكرة لجميع المسئولين بالمحافظة وطالبناهم بحل مشكلة المياه، خاصة وان القرية تقع في مرتفع عن الأرض.
وأشار شاكر
إلى وجود خط مياه يمر من أمام القرية لتغذية مدينة عرب العوامر الصناعية، وعلى الرغم من ذلك لا نجد قطرة مياه لنروي بها عطشنا ، لافتاً إلى انه نشب حريق منذ أيام بالقرية التهم 5 منازل بسبب عدم وجود مياه للسيطرة على الحريق ولولا تدخل قوات الدفاع المدني في الوقت المناسب لالتهمت النيران القرية بأكملها وأسفر الحريق عن التهام 5 منازل وأدى إلى نفوق عشرات الماشية وتقدر الخسائر بـ 300 ألف جنيه.
وأضاف شاكر أن عدد سكان القرية 2000 نسمة وأكثر من 2000 آخرين منتفعين من القرية بصفة يومية وعلى الرغم من ذلك لا نجد المياه لكي نشربها ووعدونا المسئولين بالمحافظة لأكثر من مره بان القرية تم وضعها في الخطة المالية لتوصيل المياه إليها من خط عرب العوامر ولكن لم يتم ذلك حتى الآن.
وقال محمد عبد الفتاح محمد " يقطن بالقرية " أن مفارق الطرق السريعة المودية إلى طريق أسيوط الصحراوي الشرقي ومدينة عرب العوامر الصناعية تتسبب في حوادث بصفة أسبوعية بالقرية حيث أن الطريق يشطر القرية إلى نصفين مما يعرض أطفالنا إلى الخطر الدائم نطالب محافظ أسيوط بإنشاء مطبين صناعيين أول مدخل القرية وعند نهايتها ، كما انتقد عبد الفتاح عدم وجود أطباء بالوحدة الصحية بالقرية مشيرا إلى أن الوحدة الصحية آيلة للسقوط ولا يوجد بها أي خدمات.
وأكد أحمد محمد محمود رئيس مجلس إدارة جمعية رفاعة الطهطاوي الزراعية أن هناك مشكلة في كهرباء المحطات حيث انه يوجد بالقرية 6 محطات تقوم على ري 2000 فدان ، وهذه المشكلة ليست جديدة بل شهدتها العام الماضي، حيث أدى تخفيف الأحمال الذي تقوم به المحافظة إلى تقوم محطات الري خاصة وإننا نبحث عن المياه في الصيف لري الأراضي عندما نوفر المياه لا نستطيع تشغيل المحطات بسبب ضعف التيار الكهربي وتخفيف الأحمال في الكهرباء تسبب في احتراق 5 مواتير ري كما تسبب انخفاض التيار الكهربي في احتراق محول كهرباء قمنا بشرائه بـ 132 ألف جنيه.
وقال إن ذلك تسبب في حدوث مشاكل كثيرة إلينا، خاصة وان نظام الري في القرى يعتمد على الكهرباء والري بالرش والتنقيط وناشد محمود المسئولين بسرعة حل أزمة الكهرباء حتى لا يتكبدون خسائر مثل العام الماضي، مشيرا إلى أن فدان الفول السوداني ينتج في المتوسط 15 اردب فول وبسبب مشاكل الكهرباء وتسببها في توقف الري أنتج الفدان 3 أرادب فول وكبدهم خسائر فادحة.
ومن جانبه، اعترف المهندس محمد صلاح مستشار محافظ أسيوط لشئون المياه والصرف الصحي بانقطاع المياه عن القرية 10 أيام وذلك بسبب قيام شركة المقاولون العرب بعملية غسيل مواسير المياه بمركز الفتح والتي تحصل منها القرية على المياه، مشيرا إلى انه طالب الشركة بعدم غسيل المياه خلال فترة النهار حتى لا تنقطع المياه عن القرية.
ايهاب عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق