فى الوقت الذى تنحصر فيه جولات محافظ أسيوط على شوارع المدينة نفسها ومؤتمرات جامعة أسيوط التى لا تنتهى حتى لقبه البعض بـ"محافظ جامعة أسيوط" ووسط انشغاله الشديد بتجربة "الآى باد" فى المدرسة التجريبة، تجد أمواتا وهم أحياء، حيث تعانى معظم قرى ومراكز محافظة أسيوط من الفقر المدقع ونقص الخدمات الآدمية والأساسية وتعد عزبة الجبانات أخطر نوذج للفقر المدقع فى أسيوط.
تقع عزبة الجبانات أقصى جنوب أسيوط بقرية العتامنة التابعة لمركز البدارى الذى يصنف الأول لانتشار الجريمة بأسيوط وأكثر الأماكن انتشارا للثأر وحتى الآن لا يوجد به مركز شرطة منذ أن تم غلقه .
ويبلغ عدد سكان العزبة حوالى ألفى مواطن لا توجد لديهم وحدة صحية أو مدرسة أو مكتب بريد أو مواصلات ولا يوجد بها صرف صحى ولا مجرد مخبز .
وتعد أكثر حالات الوفاة لديهم الناتجة عن لدغة ثعبان أو عقرب لأن مستشفى البدارى التابعة لها تبعد عنها حوالى ٢٠كم لحين أن تجد مواصلة إما أن يشاء القدر بالشفاء أو الوفاة.
ولا يعرفون كلمة مسئول فى قاموس حياتهم سوى من يحصل منهم إيجارات الإقامة بسعر7.5جنيه للمتر وليس للسكن وإذا لم تستطع الدفع فالسجن فى انتظارك، ولا يقتصر نقص الخدمات عن تلك العزبة فقط ولكن حالها حال جميع القرى البعيدة عن المحافظة، والتى وصل عدد القرى فيها إلى 55 قرية أم، و235 قرية تابعة و810 نجوع وعزب، تعيش معظمها تحت وطأة الجهل الذى وصل إلى 42%، والفقر الذى وصل 61% وانتشار الأمراض.
وأكد الحاج "فرج " الذى يبلغ من العمر ٨٥عاما أننا نسكن هنا منذ 120 عاما بجوار المقابر وقامت الدولة بتأجير الأرض لنا مقابل 10 قروش عن المتر وبمرور الزمن تم رفعها إلى 75 قرشا ثم جنيه ويتم تحصيلها لمصلحة الضرائب العقارية حتى وصل إلى 7 جنيهات ونصف الجنيه.
وتابع قائلا، إننا نعيش يوما بيوم ويعطف علينا زائرو المقابر، ويعمل أولادنا "عتالين" يحملون الأشياء الثقيلة للناس ونعانى مع المرض حتى ندفن على بعد خطوتين من هنا .
وأكد "محمد عبد البصير" من أهالى العزبة أرسلوا ٥٥ شخصا للمحكمة" واسمه ايه ده حسين سالم المليونير باعوا أراض سياحية بـ٥٠ قرشا وأحنا مع الأموات أجبرونا على التأجير بسبعة جنيهات ونصف".
وأضاف إننا نعيش بلا أى خدمات حكومية فلا مياه ولا كهرباء ولا خدمات صحية ولا طرق ولا أى شىء، ونصارع الفقر والجهل والمرض والحرمان.
فاطمة جابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق