علي أجهزة التحقيقات والأمن أن تعرف من وراء الحادث ودوافعه
- أجد صعوبة بالغة في احتواء أقاربي من الصعيد خوفا من الأخذ بالثأر وأتمني ألا يكون هناك تصرف منهم دون علمي
- لن يجرنا أحد إلي العنف والحرب الأهلية ومن أمن العقاب أساء الأدب
- إذا اضطررنا للدفاع عن أنفسنا فحتما لن نكون البادئين بالاعتداء
مصطفي محمد مصطفي نائب مجلس الشعب لثلاث دورات متتالية عن دائرة المنتزه شرق الإسكندرية وكان وكيلا للجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب الذي تم حله بحكم المحكمة الدستورية، تعرض لمحاولة قتل شابها الغموض وتباينت حولها وجات النظر ما بين وجهة نظر رسمية من خلال التحقيقات الرسمية تفيد بأن الجاني مختل عقليا ، ووجهة نظر لحزب الحرية والعدالة الذي ينتمي إليه تراها سياسية في سياق الأحداث التي تمر بها ، تتوافد عليه الزيارات للاطمئنان عليه من قوي سياسية مختلفة ومن أقاربه في محافظة أسيوط الذين يسعون إلي الثأر بأنفسهم من الجاني بعد تلك التحقيقات ، التقينا بالنائب وأجرينا معه هذا الحوار
حوار - محمد مدني
هل تقابلت مع المتهم قبل ذلك أو كان هناك خلافات معه؟
يقابلني علي مدار الأسبوع مئات الأشخاص وخلال ١٢ سنة في البرلمان تقابلت مع مئات الآلاف بل الملايين ولا يمكن أن أتذكر كل من تقابلت معه وقد يكون هذا الشخص قد قابلني قبل ذلك ولا أتذكره وقد يكون لم يقابلني ويدعي ذلك.
من زارك في المستشفي؟
زارني في المستشفي وفي البيت عدد من الرموز والقوي السياسية فضلا عن الاتصالات الهاتفية ، زارني الأصدقاء والزملاء في مجلس إدارة الدعوة السلفية وحزب البناء والتنمية وحزب المؤتمر ومستشار رئيس الجمهورية الدكتور عماد عبد الغفور وتلقيت اتصالات هاتفية متعددة منها مكالمة من السيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي وزملاء سابقين في البرلمان وأصدقاء من حزب الوفد وغيرهم الكثير لا يمكن أن أذكر الكل لكن هذه الزيارات تعطي إشارة واضحة أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
كيف حدثت محاولة الاعتداء؟
تعودت كل يوم خميس وجرت العادة في الدائرة أنن أتقابل مع المراطنين لمحاولة مساعدتهم في حل مشاكلهم كل يوم خميس وفي هذا اليوم وجدت ذلك الرجل الذي ساعدني علي ركن السيارة ثم بعد أن نزلت وتوجهت نحو المقر طعنني في ظهري بالسكين ورغم شدة الألم تمكنت من الإمساك به واستغثت بأهالي المنطقة الذين سارعوا بالإمساك به وتسليمه إلي الشرطة.
وماذا حدث بعد ذلك؟
ذهبت بعد ذلك إلي المستشفي الجامعي وأجريت الفحوصات والأشعة ودخلت غرفة العمليات وتحت مخدر كامل وعلمت من الطبيب الذي أجري لي العملية الجراحية أن الجرح كان طوله ٧ سم وعمقه داخل الجسم ٦ سم ولولا فضل الله لكانت الوفاة حيث لم يكن هناك بين جوف البطن والطعنة سوي ١مم فقط وكذلك العمود الفقري.
المتهم أقر في النيابة أنه ضربك بالسكين لأن رفضت توفير وظيفة له فما تعليقك؟
أولا لا يمكن أن أستجيب لكل من يطلب أي طلبات وإنما أحاول جاهدا أن ألبي أو أساعد في حل المشكلة ولو أن كل من طلب مني مساعدة وعجزت عنها طعنني بسكين لكنت أصبت بآلاف الطعنات وأنا لا أعتقد أن مرتكب الجريمة مختل عقليا عما زعم شقيقه في النيابة وادعي هو أنني أراقبه وأقوم بتصويره في بيته.
لماذا تعتقد أنه ليس مريضا نفسيا أو مختل عقلي؟
هناك فرق بين المختل والذي لا يعرف التمييز بين شخص وآخر وبين المريض النفسي الذي يدرك تصرفاته جيدا وهذا الشخص عندما استجوبته النيابة قال أنه ضربني بسكين وأنه يعرف شخصي ويميزه جيدا وشهود العيان أكدوا في تحقيقات النيابة أيضا أنه تردد علي المكان أكثر من مرة للسؤال عني وحينما سألته النيابة عن السكين قال أنه اشتراها ، فهو إذن مميز وواع ومدرك جيدا ما يحدث.
أوضحت في تحقيقات النيابة أنك الحادث سياسيا . لماذا؟
لا أستطيع أن أفصل الحادث عما يحدث سياسيا في مصر وتقديري الشخصي له أن له أبعادا سياسية امتدادا لما يحدث من حرق مقرات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والتحريض علي العنف والتهديدات التي تصلنا تباعا كرموز في الحزب ، وتوصيفي للمشهد أنه محاولة اغتيال سياسي ، ولو أنه مريض أو مختل فعليا فهذا أيضا يشير إلي احتمالية استغلاله من شخص ما أو جهة سياسية.
إذا كان الحادث سياسيا فمن تتهم بتدبيره؟
لا أستطيع أن أتهم أحدا بعينه فالجهات التي انتهجت العنف خاصة من بعض وليس كل المعارضة باتت متعددة من ميليشيات البلاك بلوك وبعض الحركات والمجموعات والتكتلات السياسية ، وتحديد المسئول عن هذا الحادث مسئولية أجهزة المباحث والنيابة المنوط بها تحديد المسئول وإقامة الدليل في القضية.
معروف عن حزب الحرية والعدالة أنه يقوم بأعمال خير والتي كان آخرها حملة معا نبني مصر، فلماذا إذن يتم الاعتداء عليكم؟
هذا الواقع وهذه الأعمال التي نقوم بها في تقديري لا تغير من طريقة تفكير قوي الشر التي انتهجت العنف وتحاول أن ترسخه في المجتمع المصري ، فهؤلاء لا يفرقون بين من يعمل ويخدم المواطنين ومن لا يعمل وربما هذا النجاح وهذا العمل هو من جعلهم يقصدونني فهم يقصدون النجاح في محاولة لإفشال السلطة الحالية والحزب الحاكم ولا أدل علي ذلك من السب والشتم الذي يتعرض له رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي رغم أنه لا توجد خصومة شخصية بينه وبين أحد في الماضي ولا حتي الحاضر ومع ذلك يلقون قصر الاتحادية بالنار والملوتوف ويحاصرون بيته وبيت عائلته في الشرقية.
هل تري ارتباطا بين الحادث والانتخابات البرلمانية المقبلة؟
ربما يكون هناك علاقة بين هذا الحادث والانتخابات البرلمانية المقبلة خاصة وأنني مرشح محتمل من الحزب في دائرة المنتزه والتي ترشحت فيها لثلاث دورات متتالية حصلت في أول مرة ونجحت بخمسة آلاف صوت ثم في المرة الثانية ٢٧ ألف صوت وفي المرة الثالثة ربع مليون صوت وكثير من العائلات والعصبيات في الدائرة تتنازل عن ترشيح ممثل لها حين تعلم بترشحي للانتخابات.
معروف عنك الانتماء الصعيدي وما تحمله وعائلتك من موروثات ثقافية تتعلق بمسألة الثأر ، إلي أي مدي أثر هذا الموروث علي الحادث؟
مسألة الثأر لا أقبلها ولا أحبها ولا أتمناها والأمر جد خطير وصعب ويحتاج مني لمجهود كبير وشاق لاحتواء الأزمة وأتمني ألا يحدث شيء دون أن أعرف ، ففي ليلة الحادث حضر قرابة ١٥ فرد من عائلتي من أسيوط وأجبرتهم علي العودة في نفس اليوم وأتحدث إلي آخرين عبر الهاتف وأمنعهم من الحضور ، وأتمني أن أنجح في احتواء الموقف والأزمة بين أقاربي والتي لن تزيد الأمور إلا اشتعالا.
أحداث العنف المتكررة خاصة في حقكم ألا يمكن أن تفقدكم كقيادات في الجماعة والحزب السيطرة علي الشباب في جماعتكم؟
بفضل الله حزب الحرية والعدالة حزب منضبط حركيا وسياسيا وسلوكيا وأفراد جماعة الإخوان وحزبها لا يتصرفون من تلقاء نفسهم ، وإنما يتحركون وفق آليات العمل الجماعي المنضبط ، ولو كان حزب الحرية والعدالة غير قادر علي السيطرة علي أعضائه ونوابه لانجرت البلاد إلي حرب شوارع ولكننا لا نبادل العنف بالعنف ولا نبدأ به ولا نسير في هذا النهج ، وإن اضطررنا للدفاع عن أنفسنا فوقتها حتما لن تكون البادئين.
في تقديرك الأحداث السياسية التي تمر بمصر هل ستدفعنا إلي الحروب الأهلية؟
نحن جماعة لها منهجها وما تجرأ علينا كثيرون أو حرقوا مقراتنا أو اعتدوا علينا إلا لأنهم يأمنون تحركنا ويعرفون أننا لن ننجر إلي العنف علي الإطلاق ومن المعروف أنه من أمن العقاب أساء الأدب ، وثوابتنا يعرفها الجميع أننا قد نضحي بأنفسنا أو بمصلحتنا الشخصية من أجل مصلحة هذا الوطن ، فضلا عن أن أحدنا لا يتصرف من تلقاء نفسه وإنما بعد التحدث إلي مسئوله الأعلي.
لماذا إذن ظاهرة انتشار العنف في الشارع السياسي؟
الفوضي والعنف منهج من فشل في الحياة السياسية وفشل في أن يكون قاعدة شعبية تدافع عنه وعن آرائه ودائما هي منطق ومنطلق الضعيف الفاشل وثبت عدم جدواها قبل ذلك من مليونيات أصبحت لا تجاوز بضع آلاف وقصف بالملوتوف لم يجدي وانتهاءا بحملة تمرد والتي هي بدعة في عالم السياسة.
ما تعليقك علي حملة تمرد وكيف تراها؟
حملة تمرد وإن كانت في تعبيرها ومعارضتها أكثر سلمية من الملوتوف لكن أرقامها التي تعلنها غير موثوق فيها وغير موثوق في طريقة تجميعها فضلا عن كونها لا يترتب عليها أي أثر قانوني ، ومن يدعي أنه جمع ملايين التوقيعات فلماذا إذن يرفض الانتخابات ويخشي نتائج الصندوق إلا لأنه يعلم أنه لا ظهير شعبي له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق