انتشرت الحرائق وبصورة مثيرة للدهشة في زراعات القمح، بقرى ومراكز محافظة اسيوط، وسط غياب الفاعل الحقيقي، والذي اعتاد مزارعو أسيوط إلصاق التهمة بـ«عقب السيجارة» ليصبح هو الفاعل والمتهم وراء حرائق محاصيل القمح،ولكن الفاعل الحقيقي مستتر ،نظرا لحالة الانفلات الأمني الذي تشهده قرى ومراكز أسيوط المختلفة، بسبب كثرة الخلافات الثأرية والعائلية، وأصبح الشغل الشاغل لأهالي ومزارعي أسيوط هو حماية أراضيهم ومحاصيلهم بالأسلحة وتكثيف ورديات الحراسة عليها ،لحين انتهاء موسم الحصاد وتوريد محصول القمح للشون والبنوك الزراعية.
ويقول ميلاد كرم شاروبين 46 سنة، عامل ومقيم بقرية المنشاة الكبرى بمركز القوصية، انه تعرض هذا الموسم لاحتراق مساحة من زراعات القمح تقدر بحوالي نصف فدان، مما ترتب عليه احتراق ما لا يقل عن 10 اردب قمح ،مرجحا سبب الحريق إلي إلقاء أحد المارة عقب سيجارة مشتعل وقام بتحرير محضر رقم 2056 إداري مركز القوصية لسنة 2013م.
ويقول عبد المحسن على من كبار مزارعي مركز منفلوط، أن مركز منفلوط من اكبر المراكز زراعة للقمح ،وان تخوف المزارعين الوحيد هو حرائق المحاصيل، وخاصة في موسم الحصاد، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتخوف الأهالي من وجود حرائق مفتعلة بفعل أياد خفية تريد تدمير اقتصادنا ومحاصيلنا ،ولذلك كثفنا حملاتنا ودورياتنا لحماية المحاصيل من الحرائق التي انتشرت في اغلب محافظات الصعيد والفاعل فيها مجهول.
وقال كمال منصوري رئيس مركز ساحل سليم بأسيوط، أن تم التأكيد على جميع شون قمح لاهتمام بعمليات تسلم القمح من المزارعين ،مضيفا إلى تشكيل غرفة عمليات بالمركز لتلقي شكاوى المزارعين في حالة حدوث أي حرائق أو أي شكاوى في تسليم القمح ،وذلك لسرعة التدخل.
وقال مجدي سليم، وكيل وزارة التموين بأسيوط، انه تم تشكيل لجنة لاستلام القموح من المزارعين بالقرى والمراكز وتخزينها بشون التخزين والصوامع الخاصة بالمحافظة ،للحفاظ عليها ومنعا لتعرض محاصيل الزارعين لأي خسائر من سوء التخزين أو الحرائق.
وأضاف احمد رفعت، وكيل وزارة الزراعة ونقيب الزراعيين بأسيوط، إلى أن هذا العام تميز بزيادة إنتاجية الفدان من محصول القمح ليصل إلى 30 اردبا، وبلغت مساحة الأرض المزروعة بالقمح حوالي 215 الف فدان، وقدمت المديرية عدة إجراءات لتحفيز المزارعين لزراعة القمح بتقديم خدمات متميزة منها تطهير المجارى المائية وتكليف ألاف المهندسين الزراعيين ومشرفي المديرية بالإشراف على زراعات القمح في كافة قرى ومراكز المحافظة وتوعية المزارعين بالحفاظ على المحاصيل من المخاطر المختلفة من حرائق او إتلاف او نقص سماد او سولار أو سوء تخزين.
من ناحيته قرر الدكتور يحي كشك، محافظ أسيوط، حظر نقل محصول القمح خارج نطاق محافظة أسيوط دون تصريح من وزارة التموين، لمنع بيعه بالسوق السوداء بالإضافة إلى فرض عقوبات على السيارات المحملة بمواد تموينية، ومواد بترولية مخالفة دون تصريحات،ووقف ترخيص السيارة وقائدها لمدة 3 أشهر ،لتوفير السولار للمزارعين لحصاد المحاصيل وعدم تركها في الأرض الزراعية وحتى لا تكون عرضة للحرائق والتلف.
محمود عيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق