ووصلت الحال بآلاف الشباب أن قرروا الرحيل برا كان أو جوا, وربما عبر البحر إلي بلاد لا تعرف الفقر ولا العوز, وهم يعلمون علم اليقين أن مصيرهم إما الموت غرقا أو السجن, وأصبحت أعداد من ينضمون إلي طوابير البطالة رقما ربما يصعب علي المتابعين حصره لكثرة الداخلين فيه, وارتفعت معدلات البطالة لتصل إلي ذروتها وتنافست مناطق الصعيد علي المقاعد الأولي في المحافظات الأكثر فقرا, حيث أكد أحدث تقرير لمركز المعلومات, ودعم اتخاذ القرار برئاسة الوزراء لعام2010 ـ2011 أن محافظة أسيوط تحتل المركز الأول في عدد الفقراء بنسبة69% بعدما كانت61% عام2009/2008 تليها محافظة سوهاج بنسبة59% بعد ما كانت48% ثم محافظة أسوان بنسبة54% بعد ما كانت41% يليها محافظة قنا بنسبة51% بعد ما كانت39% عام2009/2008 وارتفاع نسبة الفقراء علي مستوي الجمهورية من22% إلي25% وأضاف التقرير أن الزيادة في نسب الفقراء في المحافظات الحضرية تبلغ96% من عدد الفقراء في العام السابق للدراسة, وكانت69% عام2009/2008 وارتفعت في حضر الوجه البحري من7.3% إلي10.3% وريف الوجه البحري من16.7% إلي17.7% وحضر الوجه القبلي من213% إلي2,95% وريف الوجه القبلي من43.7% إلي51.4% وريف الحدود من23,2% إلي33,3% بينما انخفضت نسبة الفقراء في حضر الحدود من48% إلي36% وارتفاع معدل الفقراء علي مستوي الجمهورية من21.6% إلي25.2%.
ووفق هذا التقرير استحقت أسيوط أن تدخل وبجدارة في موسوعة جينيس للارقام القياسية,
فرغم أنها الافقر فإن أسعار الشقق السكنية بها ـ علي سبيل المثال ـ وصلت إلي مليون جنيه ومازال ثلاثة أرباع سكان المحافظة لا يجدون قوت يومهم حسب تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء, وانتشرت, وبشدة عادة الأخذ بالثأر بعد ازدهار السوق السوداء, وانخفاض الأسعار نظرا لوصول أسلحة مهربة أغرقت السوق وأغرقت معها عائلات في بحور من الدم, واكتفت الحكومة بالتعامل مع الأزمة عن طريق القبض علي الجناة تارة أو عقد جلسات صلح تارة أخري, وانزوي المتخصصون من أساتذة الجامعات أسيوط, الأزهر وفضل بعضهم الجلوس في مقاعد المتفرجين, وربما اجتهد بعضهم في دراسات وأبحاث عن مشكلة الثأر, ولكنها لم تر النور بعد.
والجدير بالذكر أن مسئولي الصعيد لم يقفوا مكتوفي الأيدي, حيث شارك الدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط في مؤتمر برامج الصندوق الاجتماعي للتنمية لدعم محافظات الصعيد بقاعة المؤتمرات بمحافظة المنيا بحضور الدكتورة غادة والي الأمين العام للصندوق الاجتماعي, ومحافظي الفيوم وبني سويف والمنيا والوادي الجديد ووكلاء وزارات الشئون الاجتماعية والصحة والاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية والمجالس القومية للمرأة والاسكان والأمومة والطفولة ومراكز خدمة المجتمع بالصعيد, وقال الدكتور يحيي كشك في كلمته خلال المؤتمر: أن الصعيد تم إهماله خلال العهد البائد بعد أن كان سلة الغذاء في العصور الماضية, حيث بلغت نسبة الفقر بالمحافظة69% وهي أعلي نسبة فقر علي مستوي الجمهورية, ونسبة البطالة لأكثر من20% إلا أننا نمتلك مقومات ومعطيات تستطيع أن تنهض بالمحافظات في مجالات مختلفة, حيث تمتلك أسيوط6 مناطق صناعية بها678 مشروعا باستثمارات2 مليار جنيه, ويوجد مطار دولي ورحلات جوية لكل دول العالم, وشبكة طرق تصلها بجميع محافظات الجمهورية فضلا عن وجود نقطة للتجارة الدولية بالمحافظة والمساحات الكبيرة من الأراضي القابلة للاستصلاح الزراعي تقارب50 ألف فدان والمحاصيل التي تتميز بها كالرمان والموالح, والتي يمكن تصديرها للخارج بالإضافة إلي مقومات الجذب السياحي, فلدينا مزارات سياحية عالمية لافتا إلي ضرورة استغلال هذه المقومات, وتوافر الموارد المالية والخبرات الفنية الكافية لتحقيق التنمية المنشودة, وهو ما تسعي إليه المحافظة بتدريب وتأهيل الشباب وتزويدهم بالخبرات المناسبة لتحقيق التنمية ـ وأشاد كشك بدور الصندوق الاجتماعي في تنفيذ عدد من المشروعات المهمة والحيوية بالمحافظة تعمل علي رفع المستوي المعيشي, وتقديم الخدمات للمواطنين, حيث قدم تمويلا بقيمة128 مليون جنيه نفذ من خلاله9 آلاف مشروع ووفر العديد من فرص العمل مطالبا بمزيد من التعاون بين المحافظة والصندوق لتمويل مشروعات كثيفة العمالة, بالإضافة إلي مشروعات تدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل ـ فيما أوضحت غادة والي الأمين العام للصندوق الاجتماعي للتنمية أنه تم تقسيم عمل الصندوق إلي مناطق, والصعيد يعتبر الأكثر فقرا لذا نولي اهتماما خاصا به, خاصة مع التركيز علي المشاريع كثيفة العمالة, والعمل علي التنمية المجتمعية والاستثمار في البنية الاساسية والمجتمعية مؤكدة استمرار العمل علي دعم المحافظات, وانشاء المشاريع المختلفة بناء علي عدد من المعايير منها الكثافة السكانية ومعدلات الفقر والقدرة الاستيعابية وطلبات كل محافظة, وأكدت والي رصد نحو147 مليون جنيه منها32 مليونا و200 ألف جنيه كـ منح للبنية الأساسية, وهو يعتبر أعلي نسبة تم رصدها للمحافظات الـ5 موضحة أنه تم تنفيذ مشاريع وندوات توعوية مختلفة مثل برنامج بطاقتك حقوقك لاستخراج بطاقة شخصية للمرأة المعيلة والريفية في محافظة أسيوط وغيرها.. وأضافت أنه سيتم التنسيق والتعاون بين مكاتب الصندوق الإقليمية والمحافظة في اختيار المشاريع والندوات التي تحتاجها المحافظة, خاصة في ظل توافر الجهات المانحة والدعم المادي بالصندوق مطالبة بإيجاد آلية ومقترحات لكيفية اختيار, ومراقبة الجمعيات الاهلية لتنفيذ تلك المشاريع علي أرض الواقع بطريقة جيدة حتي نستطيع أن نتيح فرص عمل, ويلمسه المواطن في حياته اليومية.
أسامة صديق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق