رغم ما يعيشه الكثيرون من مواطني محافظة أسيوط, خاصة في جنوبها, من فقر وسوء الخدمات المقدمة وتعطل لبعض المرافق فإن كثيرين لم يكتفوا بهذا الألم الاجتماعي الذي يتجرعونه بصفة مستمرة,
وانتشرت وبصورة مفزعة المخدرات بجميع أشكالها وأصنافها, واستحدث بعض الشباب وصفات جديدة لعمل دماغ كما يقولون فمنها ما يؤدي للوفاة مبكرا كاستخدام حقن الطلق الخاصة بعملية الولادة للسيدات كبديل سريع للمواد المخدرة نظرا لسهولة الحصول عليها.
الأهرام رصدت الواقع المرير لكثيرين من شباب أسيوط من الذين انجرفوا في تيارات الإدمان دون أن يستوقفهم أحد, أو يكترث لهم مسئول, فالواقع في محافظة كأسيوط ينذر بكارثة حقيقية فبمنهج المنطق الواقع يمثل أزمة كبري حيث إن أسيوط تصل بها نسبة الشباب إلي61 بالمائة من الشريحة السكانية وهي بذلك تكون من أغني محافظات مصر.
ورغم ارتفاع الأسعار فإن رواجا غريبا أدي إلي ازدهار سوق المخدرات في أسيوط, وكأن هناك من يستهدف عضد هذه الأمة وهم شبابها, حيث تنتشر بالمحافظة أغلب أنواع الحشيش وهي( الليبي ويتم تهريبه من ليبيا ـ والمغربي ويهرب من المغرب بالإضافة إلي الإسكندراني والفيومي) ـ ونادرا مايصل أسيوط أنواع اللبناني والأفغاني ويصنف تجار هذه الأنواع إلي صنفين ثلاثات وسبعات ويعتبر الحشيش المغربي المفضل لدي المتعاطين, ووصل سعر القرش إلي150 جنيها.
ويعد البانجو من المواد المخدرة الشائع تعاطيها نظرا لتوافرها بأسعار مناسبة لمعظم طبقات المتعاطين, حيث يصل الكيلو للبانجو السيناوي والعريشي ما يقرب من800, أما المحلي والمزروع في أرض طينية بالصعيد لا يفضل الكثيرون تعاطيه لقلة المادة المخدرة به ويصل سعره تقريبا إلي100 جنيه, ولا يخفي علي الكثيرين أن الأقراص المخدرة أصبحت مقررا يوميا لبعض الذين اعتادوا تعاطيها, مما خلق سوقا سوداء للعشرات من الأقراص مثل الترامادول, الترمال, وأبوصليبة كما يطلقون عليه أو الفراولة.
أما البيسة فقد غزت معظم التجمعات الشبابية, حيث تعد بالنسبة للمتعاطين بديلا للهيروين والكوكايين الشهيرين اللذين يصعب شراؤهما لارتفاع اسعارهما, حيث تعتبر البيسة الاكثر انتشارا في الشهور القليلة الاخيرة والتي وصل سعر التذكرة إلي200 جنيه, ورغم خطورة الأمر واحتمالية تعرض متعاطيها إلي الموت بعد استعمالها مدة تزيد عن الشهرين حسب مصدر طبي, فإن كثيرين يقعون رهينة لتعاطيها, في ظل غيبة غير مبررة من كثير من المسئولين عن القطاع الصحي والاجتماعي الذين استطاعوا أن يوصلوا آلاف الشباب إلي نقطة اللاعودة, فيوما بعد الآخر تزداد أعدادهم دون أن يحرك المسئولون ساكنا تجاه ذلك الخطر المحدق الذي يداهم أبناء المجتمع ويخلق حالة من الفوضي وتقترف باسمه معظم الجرائم, مما أفقد المحافظة أمنها وسلامها الاجتماعي. أما الأمر المزعج هو تلك الحالة التي انتابت بعض العائلات والتي تتضح في استخدامهم المخدرات كنوع من التحية للضيوف خاصة في الأفراح بدلا من الحلوي, حيث يقوم أصحاب العرس بتقديم الأفيون والحشيش والفولة وهي خليط معجون من المواد المخدرة والبانجو, وكلما زادت الكميات المقدمة كان الترحيب لائقا بمقام الزائرين حسب معتقدات البعض.
كما نجحت أجهزة أمن أسيوط في توجيه ضربة موجعة لتجار المخدرات, حيث تمكنت من ضبط عدد أربعة أفدنة من نبات الأفيون المخدر بالظهير الصحراوي التابع لمركز ساحل سليم بأسيوط قام بزراعتها هارب من حكمي مؤبد بالإضافة لمدفع رشاشجرينوف وآخر آر بي جيه وعدد طلقات مدفع. ورغم ما يتم ضبطه يوميا من مواد مخدرة فإن الأمر يحتاج لحلول من جديد, وآن الأوان لمتخذي القرار بمحافظة أسيوط أن يوحدوا الجهود لمواجهة ذلك المد الشيطاني الذي ينخر في عضد الشباب لمنع جرائم كثيرة تقترف تحت تأثير المخدرات لينعم المجتمع الأسيوطي بسلام وأمن وحياة كريمة.
أسامة صديق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق