مسجد أبو العباس السبتى الكائن في مدينة صدفا والتي تقع جنوب أسيوط، يعود تاريخه إلى سنة 600 هجرية، أنشأه العالم الكبير أبو العباس أحمد الجواد السبتى الطاهر، والذي ينتهى نسبة إلى الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه.
وكان أخوة حاكم مدينة سبته المغربية المطلة على المحيط الأطلنطى في دولة الموحدين والمرابطين التي كانت في ذلك الوقت تحكم بلاد المغرب العربى، وهى الدولة التي ساندت وقاومت جيوش أوربا أثناء محاربتهم الإسلام في الأندلس.
فأبو العباس من أحد العلماء الذي جاء من مدينة سبتة بالمغرب وسكن صدفا واشتغل بالعلم، وأصبح من أكبر العلماء وتتلمذ على يدية الكثير والكثير مثل عبد السلام ابن بشيش وغيره، وله مسجده المعروف الذي تم بناؤه منذ أكثر من 800 عام وأعيد تجديده وترميمه في أوائل التسعينات.
وتم التحديث في المساحة المتوسطة للمسجد أمام الجهة الشرقية، فظلت كما هي لم يتم بها تغيرات وهى المكان الذي به المأذنة والتي يعود عمرها إلى مئات السنين وهى من المآذن المرتفعة والمزخرفة بأشكال هندسية جميلة يتجلى فيها الفن الإسلامي وزخارفة.
وأما المنطقة الغربية من المسجد
فأيضا ما زالت على قدمها ولم تدخل في تحديث المسجد في التسعنيات، والمنطقة الوسطى التي تم ترميمها قام بالصرف عليه في مراحلها الأخيرة اللواء الوزير شيخ العرب عبد الحليم موسى، وزير الداخلية آنذاك، وذلك لرؤية شاهدها في المنام زارة خلالها أبو العباس وأمرة باستكمال بناء المسجد الذي هرب من إكماله المقاول المسئول وظل لأكثر من عامين دون بناء.
وتكفل الوزير ببنائه وحضر افتتاحه والمسجد اليوم يتعرض إلى إهمال من وزارة الأوقاف وتوجد به جدار كبير مشروخ معرض للسقوط في أي وقت، ومعرض يحصد الكثير من الأرواح، وجاءت لجان كثيرة من الأوقاف وعاينت وأعطت تقارير تنذر بخطورة الشروخ التي في الجدار، وأوصت بسرعة إقامتها من جديد إلى أن مضى سنوات ولم يتحرك أحد والشروخ تزداد يوم بعد يوم ويتعرض الجزء الشرقى والجزء الغربى من مسجد أبو العباس للانهيار التام.
وبرغم إعلان وزارة الأوقاف استكمالها أعمال بناء المسجد وتكملته وإعادة بنائه في الجزئين الشرقى والغربى في خطة 2011/2012 إلا أن كل هذا ذهب أدراج الرياح ولم يحدث أي تغيير على المسجد منذ أكثر من 25 عاما، وكان كل الأمراء والسلاطين الذين بنوا المساجد في العصر العثماني وهبوا معه وقف من أراضٍ زراعية وأطيان لصرف الريع والربح على المساجد من صيانة وترميم، ولكن إهمال هيئة الأوقاف أعطى الفرصة للمواطنين العابثين بامتلاك هذا الوقف في غياب تام للوزارة.
ولحقت بهم أضرار وإهمال جسيم علمًا بأن تلك المساجد وقف كبير من أراضٍ وأطيان يصرف من خلالها على الترميم والصيانة ولكن إلى الآن لم يتم حصر هذه الأراضي من قبل هيئة الأوقاف.
ويشهد هذا المسجد حاليًا الإهمال الشديد لتخلي هيئة الأوقاف عن إدارته؛ فقبل الثورة تم إغلاق الجزء الغربى من المسجد لأنه مهدد بالانهيار لكثرة الشروخ بداخلة وإبلاغ مجلس المدينة والمحافظة لاحتوائه على مئذنة مرموقة وعالية مهددة بالانهيار، وإلى الآن مازالت المشكلة قائمة بامتناع الأوقاف عن ترميم المسجد علمًا بأن وزارة الآثار معنية بالإشراف فقط.
يذكر أن سيدى أبو العباس السبتى يقام له كل عام مولد معروف ومشهور، وهو في نفس التوقيت من كل عام ولمدة 15 يوما وموعد إقامته عقب شهر رمضان مباشرة.
أنور عرابى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق