للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تشهد محافظة أسيوط ، في شهر رمضان تراجع أعداد موائد الرحمن، التي اعتادها سكان المحافظة عليها، وظهر على السطح "شنطة رمضان" أو "كرتونة رمضان" التي تحتوى على كميات من الأغذية المعلبة والجافة والدقيق والزيت والسكر والياميش، ويتم توزيعها مجاناً على الفقراء في بيوتهم وفى سرية تامة .
حيث قامت العديد من الجمعيات الأهلية – مؤخراً- بتجهيز كميات كبيرة من المواد الغذائية، وتجهيز كشوف تضم أسماء بعض الأسر الفقيرة – وما أكثرها – وفضّل بعض رجال الأعمال من ميسوري الحال أن يشاركوا تلك الجمعيات ما تقوم به واستبدلوا موائد الرحمن بشنط تذهب للفقراء مباشرة، بعيدا عن الانتشار العشوائي الذي ربما يَحرم كثيراً من الأسر المعدمة من أي استفادة من الموائد التي ربما تكون في بعض الأحياء الغنية ويصعب وصولهم إليها.
الانفلات الامنى
ويقول أحمد الأسيوطي -رئيس لجنة زكاة النور بالوليدية- أن هناك تراجعاً كبيراً في عدد موائد الرحمن هذا العام، والتي ربما تعود إلى انتشار تجربة "شنطة رمضان" ، وتخوف البعض من الانفلات الأمني الذي انتشر في الآونة الأخيرة، وبسبب سوء الحالة الاقتصادية.
ويضيف محمد حسن -أحد رجال الأعمال وصاحب شركة مواد غذائية بأسيوط- أن موائد الرحمن التي يقوم بها بعض رجال الأعمال بأسيوط، تحتاج إلى تكلفة كبيرة ولا يستفد منها إلا أعداد قليلة بالمدن فقط، ويقل تواجدها بالقرى والنجوع، وقد قلّ انتشارها هذا العام، بسبب الأحداث السياسية الجارية، واتجاه أغلب رجال الأعمال إلى الشنط الرمضانية، بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية بالقرى والنجوع لضمان وصولها إلى مستحقيها .
حملة افطار صائم
من جهتهم دشن العشرات من أعضاء الفرق الشبابية والتطوعية بأسيوط حملة " إفطار صائم" وأشار محمد النقيب -مؤسس فريق عبر التطوعي- إلى أن الحملة تقوم بتوزيع كيس يحتوي على "زجاجة مياه معدنية، وعلبة عصير، وعدد 3 تمرات" على الأهالي وسائقي السيارات في الشوارع، وعند الإشارات المرورية وقت الإفطار، موضحاً أنه يتم جمع التبرعات عن طريق تذاكر سعر الواحدة 2.5 جنيه، وهي قيمة محتويات الكيس ليقوم المتبرع بتحديد عدد من ينوي إفطارهم، ومن ثم تحديد قيمة التبرع، فقد تم توزيع وتعبئه 2400 كيس إفطار في يومين .
وأضاف النقيب، أن هدف الحملة هي الحصول على أجر إفطار الصائم الذي بشر به النبي صلى الله عليه و سلم، عن طريق إفطار المارة في الشوارع وقت الإفطار، خاصة في الأماكن، والطرق البعيدة، وأماكن تواجد المسافرين.
دور رجال الاعمال
تقول فاطمة سلطان -رئيس مجلس إدارة جمعية فجر الخير بأسيوط-
"من أهم الأنشطة الرمضانية التي تقوم بها أغلب الجمعيات الأهلية بأسيوط هي" شنطة رمضان " لما تلاقيه من ترحيب كبير بين الأسر الفقيرة والمحرومة، ويتم تجهيز تلك الشنط بمساعدة رجال الأعمال، وميسوري الحال، ولا تتعدَ تكلفة الشنطة الواحدة 100 جنيه، الأمر الذي أدى إلى كثرة التبرعات المقدمة، وتقوم الجمعية حالياً بتوزيع تلك الشنط -بصفة يومية- طبقاً لخطة موضوعة للوصول إلى الأسر المهمشة والفقيرة بالقرى والنجوع البعيدة .
القوات المسلحة والاورمان
وأكد خالد عبد العليم -مدير فرع جمعية الأورمان بأسيوط- أن الجمعية ستقوم هذا العام بتوزيع 7500 كرتونة رمضان، على الأرامل والأيتام والأسر الفقيرة ومحدودي الدخل في جميع مراكز وقرى محافظة أسيوط، بالتنسيق مع مديرية الشئون الاجتماعية بالمحافظة، مشيراً إلى أن عمليات التوزيع ستبدأ الأسبوع الجاري، وستستمر حتى نهاية الشهر الكريم، وفقاً للكشوف التي أعدتها مديرية الشئون بالتعاون مع الإدارات الاجتماعية بالمراكز، لاختيار الأسر التي تحتاج للدعم والرعاية لضمان العدالة والمساواة بين الجميع .
فيما أشار مصطفى أبو غدير -وكيل وزارة التضامن الاجتماعي- إلى أن المحافظة قد تلقت تبرعات لا تقل عن 90 ألف كرتونة من القوات المسلحة، لتوزيعها على الأسر الفقيرة، وجارى إرسال كميات أخرى من القوات المسلحة، ومن الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية .
وأكد أبو غدير، أن وزن الكرتونة لا يتعدى 10 كيلو، وهى تشتمل على المواد الغدائية من سكر وزيت وأرز ودقيق وزيت وثمن وياميش، مضيفاً أن توزيعها سيكون طبقاً لتعداد خريطة الفقر وضعف الدخل في كافة مراكز ومناطق المحافظة بالاستعانة بقياسات الشئون الاجتماعية، حيث تم إيداعها في مخازن تابعة للمديرية إيذاناً بتوزيعها بالتنسيق مع القوات المسلحة
محمود عيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق