رأيت هذا المشهد من قبل: كنت نائبا بمستشفى أسيوط الجامعى، وكان الإسعاف يحمل لنا الضباط والعساكر قتلى أو مصابين بالرصاص الذى أطلقه عليهم القيادى فى الجماعة الإسلامية، عاصم عبد الماجد ورفاقه، وهم أنفسهم الآن يكررون ما حدث»، يقول د.محمد عبدالقادر، أستاذ جراحة العظام بمستشفى أسيوط الجامعى، وابن عم الشهيد محمد أحمد عبدالقادر.
«ما الذى يعنيه مقر من أسمنت وطوب؟ المهم البشر»، يرتفع صوت د. محمد عبدالحميد، مكملا: «ربنا قال ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق، وهذا الحق ليس منه ترويع المتظاهرين، أو حماية مقر حتى لو كان فعلا معرضا لهجوم كما قالوا».
عبدالحميد هو ابن العم الأكبر للشهيد محمد أحمد عبدالحميد. يحكى عنه قائلا: «كان فى مقام ابنى، ربيته منذ طفولته، مسالم وكل من يعرفه يحبه».
محمد كان يعمل محاسبا فى أحد البنوك، 37 سنة، متزوج وله طفلان، كان أكبرهما على وعد بدخول المدرسة بعد شهرين: «شارك محمد فى مظاهرة سلمية للتعبير عن رأيه، كانوا بعيدين تماما عن مقر الإخوان، وحين تم إطلاق الخرطوش عليهم فى البداية هربوا، بمعنى أنه حتى لو كان الغرض فض المسيرة فقد انفضت بالخرطوش فى البداية، لكن من قتل الناس قتلهم متعمدا»، يقول ابن عمه.
تلقى محمد رصاصة فى رأسه أدت إلى وفاته: «لو عرفنا بالاسم من أطلق النار على محمد أو من حرض على ذلك لأخذنا بالثأر بأنفسنا، لكننا لن نلجأ لتصرف عشوائى، خاصة أنى أرى شباب الإخوان قطع شطرنج بيد القيادات، بعد أن تم غسل عقولهم»، يقول عبدالقادر.
«لولا موقف د. ناصف شاكر والد الشهيد لسالت دماء أخرى»، يقول أسامة عبدالحكيم، ابن خال الشهيد محمد ناصف.
حين وصل الخبر لعائلة محمد فى نجع سبع، غضبت عائلته وأراد بعض أفرادها القدوم بسلاحهم لأخذ ثأره، وعدم تلقى العزاء إلا بعدها. «د. ناصف وقف أمام الناس، وقال: هذا ابنى ولا أحد يحبه أكثر منى، واحتسبه عند الله شهيدا، ونحن لا نعلم على وجه اليقين اسم من أطلق عليه النار، ولو سالت دماء أبرياء أخرى ستكون فى رقبتى».
محمد أبو الغيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق