أكد الفريق عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع أنه منذ اللحظات الأولي للأزمة في البلاد وقبل أن تقوم القوات المسلحة بتقديم بيانها الذي طرحت فيه خارطة المستقبل، فإن القيادة العامة للقوات المسلحة أبدت رغبتها أن تقوم الرئاسة نفسها بعملية الاحتكام إلي الشعب وإجراء استفتاء يحدد به الشعب مطالبه ويعلي كلمته. وأوضح السيسي - خلال لقائه مع قادة القوات المسلحة- أن القوات المسلحة أرسلت إلي الرئيس السابق محمد مرسي مبعوثين برسالة واحدة واضحة، وبين المبعوثين رئيس وزرائه وقانوني مشهود له وموثوق فيه برجاء أن يقوم بنفسه بدعوة الناخبين إلي استفتاء عام يؤكد أو ينفي، وقد جاءها الرد بالرفض المطلق. وأكد أن القوات المسلحة
آثرت أن تترك الفرصة للقوى السياسية كي تتحمل مسئوليتها وتتفاهم وتتوافق، لكي لا يقع الوطن في هوة استقطاب سياسي تستخدم فيها أدوات الدولة ضد فكرة الدولة، وبالتعارض والتراضي العام الذي يقوم عليه بنيانها. وأشار إلى أن الأطراف المعنية عجزت رغم فرصة أتيحت لها وأجل إضافي أفسح لها مجال الفرصة، لم تستطع أن تحقق الوعد والأمل. وتابع: عندما تجلت إرادة الشعب بلا شبهة ولا شك ووقع محظور أن تستخدم أدوات حماية الشرعية بما فيها فكرة الدولة ذاتها ضد مصدر الشرعية، فإن الشعب وبهذا الخروج العظيم رفع أي شبهة وأسقط أي شك. وقال الفريق السيسي: لأن الشعب الذي قلق من أن تستخدم فكرة الدولة وأدواتها ضد حقوق الشعب وآماله، فإن القوات المسلحة كان عليها أن تختار وفى الحقيقة فإن مساحة الاستقطاب وعمقه ومخاطره إلى جانب عجز أطرافه عن الإمساك بمسئولياتهم فرض على الجميع ما لم يكن الجميع مهيأ له. وأشار إلى أن القوات المسلحة التزمت بهدف واحد، وهو أن تؤكد شرعية الشعب وأن تساعده على استعادة الحق إلى صاحبه الأصيل بامتلاك الاختيار والقرار وهكذا وقفنا جميعًا – الشعب بكافة طبقاته وطوائفه و كل رجاله ونسائه وبالتحديد شبابه، والجيش الذي يملكه الشعب، وفكرة الدولة وجهازها، وأطراف العمل السياسي وفصائلها وطلائع الفكر والثقافة والفن – على مفترق طرق جديدة وأمام ضرورة الاختيار والقرار مرة أخرى وفى ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد، وكلها مما لا يحتمل الخطأ أو سوء التصرف مهما كانت الأعذار. وأضاف أن القوات المسلحة تصورت أن تكمل اقترابها من ساحة العمل الوطني وليس السياسي فطرحت خريطة مستقبل قد تساعد على ممارسة حق الاختيار الحر، وكانت هذه الخريطة التي تشرفت بعرضها أمام الشعب ووسط حضور ممثلين لقواه خصوصا الأزهر الشريف والكنيسة القبطية مجرد إطار مقترح لطريق آمن للخروج من المأزق ولمواجهة المسئوليات الكبرى المطلوبة للمستقبل وهى لسوء الحظ ثقيلة ومرهقة وخطرة أيضا لكنها جميعا، مما يتحتم مواجهته وقبول تحديه والنزول على مسئولية مواجهته بجسارة وكفاءة وأمل. وتابع: وقد تمثلت خطوات خريطة المستقبل في إجراءات تكفل حيدة السلطة في انتداب رئيس المحكمة الدستورية العليا في القيام بمهام رئاسة الدولة خلال ممارسة حق الاختيار والقرار للشعب – وللشعب أولاً وأخيرًا. وشدد الفريق السيسي أن كل قوى الوطن لا تريد الصدام أو العنف بل تدعو إلى البعد عنهما وأن تدرك كل القوى بغير استثناء وبغير إقصاء أن الفرصة متاحة لكل أطراف العمل السياسي ولأي تيار فكرى أن يتقدم للمشاركة بكل ما يقدر عليه من أجل وطن هو ملك وحق و مستقبل الجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق