قالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إن ما حدث في مصر لا يمكن أن نطلق عليه "انقلابا عسكريا" بالمعني المعروف في العالم نظرا لوجود أعداد هائلة من المواطنين في الشارع الذين أرادوا إنهاء حكم الرئيس مرسي وجماعة الإخوان الذين فازوا في الانتخابات بأغلبية ضئيلة للغاية لم تتجاوز 1.7%.
ونقلت الصحيفة عن العقيد "أحمد محمد علي" المتحدث باسم القوات المسلحة، تأكيده على أن الجيش المصري ليس لديه رغبة في الحكم وتدخل من أجل حماية مصر، بعد تجاهل الرئيس المعزول لتقارير الجيش التي أشارت إلى أن البلاد تعاني من الفتنة وتسير في طريق خطر.
وقال العقيد علي "إن الجيش حاول تصحيح مسار مصر أكثر من مرة وتوجيه الرئيس لخطورة الموقف، لكنه كان يعاني من حالة إنكار نفسي لما يجري حوله، ولم يكن يستمع لأحد"، فأيقن الجميع أن الحلول السياسية لم تعد ممكنة في الوقت الحالي، ويجب التحرك لإنقاذ البلاد.
ومن أبرز العوامل التي دفعت الجيش للتحرك وفقا للمتحدث العسكري،
ظهور حركة تمرد وجمعها 22 مليون توقيع من المواطنين الغاضبين مما يجري.
بالإضافة إلى التهديدات التي كان يطلقها مؤيدو الرئيس ضد الشعب المصري واتهام معارضى الرئيس بـ "الكفر"، وهو أمر لم يكن ليقبله الجيش المصري، خاصة أنه كان يهدد بإحراق مصر وإشعال حرب أهلية.
وأكدت الصحيفة الفرنسية أن الشقاق بين الجيش والرئيس المعزول بدأ في 21 نوفمبر 2012، عندما اصدر المعزول الاعلان الدستوري الذي سيطر فيه على كافة المؤسسات ومنح نفسه صلاحيات كبيرة، وهو الإعلان الذي رفضه الجيش ولعب دورا في حمل مرسي على إلغائه بصورة غير مباشرة.
من جانبه، أكد الجيش المصري إنه لن يسمح بالمساس بالأمن القومي، وإن بإمكانه حسم الموقف في وقت محدود في سيناء حيث يشن عملية عسكرية واسعة لضرب معاقل المسلحين .
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة ، في تصريح خاص لسكاي نيوز عربية إن "الجيش المصري لن يسمح بالمساس بالأمن القومي ولديه من الإمكانيات والقدرات والمعلومات ما يسمح له بحسم الموقف في وقت محدود، ولكن في التوقيت المناسب".
وبدأ الجيش عملية كبيرة لضرب معاقل المسلحين في سيناء، خاصة في مناطق جبل الحلال والشيخ زويد ورفح وجبال وسط سيناء.
وقالت مصادر عسكرية إن العملية تشارك فيها مروحيات الأباتشي، وطائرات أف 16، وسلاح المدفعية، كما تم الاستعانة بقوات من فرق الصاعقة المتخـصصة في مكافحة الإرهاب، وقوات المظلات.
من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية مصرية بقيام مسلحين مجهولين بمهاجمة أربعة أكمنة للجيش في مدينتي رفح والعريش في سيناء.
وأوضحت المصادر أن المسلحين أطلقوا قذائف الأر بي جيه على كمين للجيش أمام مجلس مدينة رفح ما أدى إلى إصابة جنديين أثنين قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار. كما هاجم مسلحون ثلاث نقاط تفتيش للجيش على الطريق الدائري بمدينة العريش، دون وقوع إصابات من الجانبين.
وأكد مصدر أمنى رفيع المستوى في محافظة جنوب سيناء أن المحافظة تشهد حالة من الاستنفار الأمنى بداية من طابا وحتى رأس سدر حيث تم انتشار نحو ٢٠ كمينا ثابتا و متحركا لقوات من الداخلية والجيش على طول الطرق الدولية المؤدية لجنوب سيناء، خاصة الطريق الأوسط الرابط بين شمال وجنوب سيناء.
وكذلك انتشرت على طريق النفق شرم الشيخ الدولي كمائن عدة. وتقوم الأجهزة الأمنية بفحص هويات القادمين والمغادرين لشبه جزيرة سيناء ومن يتم الاشتباه به يتم القبض عليه وإيقافه للتأكد من هويته.
وأشار المصدر إلى أن الهدف من هذه الإجراءات هو خشية تسلل "عناصر جهادية" إلى جنوب سيناء .
وأوضح المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن هناك مجموعات متعاونة من البدو تقوم بتأمين الأودية والتجمعات و الطرق الجبلية التى من الممكن أن تسمح بتسلل عناصر تخريبية إلى جنوب سيناء.
وقال إن بدو جنوب سيناء لن يسمحوا بدخول أو تواجد "عناصر جهادية" على أرض المحافظة لأنها تهدد السياحة والاستقرار .
وفي سياق متصل، استأنفت السلطات المصرية العمل فى منفذ رفح البري الحدودي مع قطاع غزة السبت لساعات محددة في الاتجاهين، بعد توقف العمل به أمس الجمعة.
وقال مصدر مصري مسؤول إنه تقرر استئناف العمل بالمعبر استجابة للحالات الإنسانية والعالقين على المعبر فى الاتجاهين.
كما نفى المتحدث العسكري، ما تردد بشأن تعرض مبنى الإرشاد التابع لهيئة قناة السويس بمنطقة بورتوفيق بمدينة السويس إلى هجوم مسلح، مشيرًا إلى أن الواقعة تتلخص فى قيام بعض الشباب باعتلاء أحد أسطح المباني المجاورة لمبنى الإرشاد في تمام الساعة "10.50" من مساء يوم الجمعة 12/7/2013، حيث قاموا بإلقاء ألعاب نارية "شماريخ" التي وقعت بجوار المبنى المشار إليه.
وأضاف "القوات المسلحة تؤكد استقرار الحالة الأمنية بمدينة السويس الباسلة، ولا يوجد ما يكدر السلم العام، كما كررت القوات المسلحة مناشدتها بأهمية تواصل وسائل الإعلام مع المتحدث العسكري للقوات المسلحة، للتأكد من المعلومات قبل نشرها والاعتماد على البيانات والتصريحات الصادرة عنه، كونه المنوط بهذا الشأن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق