قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إنه بينما يقف الإخوان فى موقف دفاعى فى القاهرة فى أعقاب عزل الرئيس محمد مرسى، فإن أنصارهم فى أسيوط ومحافظات أخرى يشنون حملة متصاعدة من الكراهية ضد الأقباط بزعم أنهم من يقفون وراء سقوط مرسى.
وتحدثت الوكالة الأمريكية عن مسيرة تضم قرابة 10 آلاف إسلامى فى أسيوط، الثلاثاء الماضى، كانت تردد شعارات مناهضة للمسيحيين، وقيام بعض الصبية الذين ينتمون إليها بإشراف من بالغين بالكتابة على الجدران "قاطعوا المسيحيين" وشعارات أخرى تسىء للبابا تواضروس، هذا بالإضافة إلى وضع علامات على بيوت الأقباط ومحالهم ورسم صليب وعليه علامة خطأ.
وأضافت أن تضخم العداء قاد تحالف من 16 منظمة حقوقية مصرية، يوم الأربعاء، للتحذير من موجة جديدة من العنف ومطالبة السلطات الحكومية بحماية المسيحيين الذين يعانون من التمييز المزمن، فبينما كانت مدينة أسيوط من الأماكن التى مرت عليها العائلة المقدسة، فإن الخوف يزداد بين الأقباط بسبب فشل السلطات الحد من اعتداءات الإسلاميين منذ عزل مرسى فى 3 يوليو الماضى.
ونقلت الوكالة عن حسام نبيل، 38 عاما الذى يمتلك محل مجوهرات فى شارع يسرى التى مرت مظاهرة الإسلاميين به: "إنهم لن يتوقفوا طالما يفعلون ما يحلو لهم دون خوف من المساءلة". ومثل غيره من المسيحيين فى الشارع، فإن نبيل اضطر لإغلاق محلة حتى مر المتظاهرون، وأضاف: "لقد أشاروا لنا بأصبعهم مهددينا بالذبح وكانوا يصرخون باسم مرسى فى وجوهنا".
وتصف الوكالة الأمريكية حالة الرعب التى يعيشها مسيحو أسيوط، حتى أن زوجين شابين كانا فى أحد المحال وقت مرور مسيرة الإسلاميين، وقد شعروا بالرعب لدرجة أن الزوج قام بالوقوف أمام زوجته كدرع لها خشية من أى اعتداء، كما قام السكان فى الشارع بإغلاق النوافذ والابتعاد عن الشرفات.
وتقول الأسوشيتدبرس أن إسلامى أسيوط أقوياء لأن السلطات المحلية ضعيفة، فى تلك المنطقة التى ينتشر فيها الفقر على نطاق واسع، ونقلت عن جمال آدم، سكرتير عام محافظة أسيوط، أن السلطات توقفت عن تنظيف الجرافتى المسئ للأقباط لأنه سرعان ما يظهر من جديد، وخشية من صدام عمال النظافة مع الإسلاميين.
وبالنسبة لـ40% من سكان أسيوط، الذين هم مسيحيون، فإن الحياة قد تغيرت جذريا. فإنهم يلتزمون منازلهم مع غروب الشمس وقد ألغت الكنائس أنشطتها المسائية، كما أن بعض الأثرياء غادروا المدينة تماما.
وتقول نيفين كمال، صيدلانية وأم لطفلين: "نحن لم نتعرض من قبل لمثل هذا النوع من الاضطهاد الذى نعانيه الآن.. نشعر بغضب وإحباط كبير، لكن أكثر ما يحزننى أن أبنائى غاضبون من بلدهم ويرغبون فى مغادرتها ولا يصدقونى حينما أخبرهم بأن الأمور ستتحسن قريبا".
وأضافت: "لدى إيمان شخصى أن كل هذا سيسفر عن أمر جيد لنا ولبلدنا، لقد كنا نظن أن الإخوان المسلمين لن يتركوا الحكم قبل 80 عاما ولكن المفاجأة أنهم سقطوا بعد عام واحد فقط. فمن كان يصدق ذلك؟".
وتشير الوكالة إلى أنه منذ عزل مرسى قتل ما لا يقل عن سبعة أقباط، أحدهم فى أسيوط، وأصيب العشرات، ففى قرية فى محافظة المنيا، أثارت أغنية مؤيدة للجيش مشادة بين مسلم ومسيحى، وفى اليوم الثانى قام حشد من آلاف الأشخاص بنهب متاجر ومنازل مسيحيين وحاولوا إقتحام كنيسة، ما أسفر عن إصابة 18 شخصاً على الأقل وأوامر ضبط وإحضار بحق 35 آخرين.
وتجنب مسيحيو مصر السياسة طيلة عقود ماضية، غير أنه منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربى فى أوائل 2011 بدأوا فى توجيه مطالبهم بشكل مباشر وخوض غمار السياسية والمشاركة فى الاحتجاجات المناهضة لمبارك وقد انتقلوا إلى مستوى جديد خلال عام من حكم مرسى وتمكين حلفائه الإسلاميين، وقد انتقد البابا تواضروس، الذى انتخب العام الماضى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، علنا الرئيس مرسى وأكد مرارا أن المسيحيين أحرار فى المشاركة السياسية.
وتقول الأسوشيتدبرس، إن الأمر كان مقامرة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لأقلية شعرت طويلا بالضعف. فخلال العام الماضى تكلم الإسلاميين بعداء متزايد تجاه الأقباط ووصفهم البعض بأنهم أعداء للإسلام، بل كان يتم تحذيرهم بضرورة أن يتذكروا أنهم أقلية. حتى عندما اندلعت الاحتجاجات ضد مرسى فى 30 يونيو، حاولت القنوات الإسلامية تصوير الأمر على أنها حركة احتجاج يهيمن عليها المسيحيين.
انجى مجدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق