شهدت مصر سقوط العشرات من رجال الشرطة وهم يؤدون واجبهم الوطني عقب أحداث فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة. "المصريون" شاركت لحظات الألم التي عاشها أهالي الشهداء فأسيوط ضحت في الأحدث الأخيرة، خاصة بعض فض اعتصامي "رابعة العدوية، النهضة" بثلاثة من أبنائها قتلوا على يد الخارجين عن القانون أثناء اقتحامهم لمراكز وأقسام الشرطة. حيث اتشحت قرية قرية الشيخ راجح مركز أبو تيج محافظة أسيوط بالسواد بعد استشهاد الشرطي ثروت محمود الشاب بسيط وهو الأخ الأكبر لأربع أخوات عمره عن 33 تاركًا وراءه أرملة وطفلين يتيمين فى عمر الزهور والذي التحق بالعمل في وزارة الداخلية كفرد شرطي في فرق قوات الأمن بجنوب منذ 9سنوات. يقول محمود محمد، والد الشهيد،
فلاح صعيدي بسيط يبلغ من العمر60 عامًا الذي أصيب بحالة هستيريا كبيرة، حيث انهارت أمه تمامًا بينما لطخ والده وجهه وملابسه بالطين. وأضاف والد الشهيد الذي غطا الطين جلبابه وعيناه كادت تبيض من البكاء حزنًا على كبيره الذي فقده بأيد ظالمة غاشمة أنا رجل بسيط أعمل في القاهرة "عامل باليومية" وتلقيت اتصالًا هاتفيًا من الشهيد يطمئن عليه ويطمئني بأن الأمور عندهم في الشغل تمام ولا يوجد ما يثير مخاوفنا، مشيرًا إلى أن ثروت كان أحن أبنائه عليه, واستطرد قائلًا وبعد قرابة ساعة فوجئنا باتصال من أخي مصطفى يخبرنا فيه أن ثروت أصيب وبسرعة أخذنا ميكروباص وأتينا أسيوط, وقال والد الشهيد والدموع تغمر عيناه "ماذا فعل لهم ابني كي يقتلوه ابني عمره ما أذى حد وطول عمره في حاله حرام عليهم يقتلوه"، مضيفًا : "كان أخويا وابني وكان عليه حنية تساع الدنيا كلها". أما والدته الحاجة عواطف والتي انهارت من كثرة البكاء ولا يفارق لسانها مقولة "حبيبي راح.. ولدي راح, حسبي الله ونعم الوكيل" منهم لله مؤكدة أن قلبها كان مقبوضًا من أول الصباح واتصلت به وقلت له يا حمادة خلى بالك من نفسك أنا خايفة عليك من اللي بيحصل يا ولدي دول بيضربوا في الشرطة قالي "ما تخافيش يا ست الكل إنتي بس ادعى لي"، ودعيت له وكأنس أدعي عليه, وأضافت قبل ما ييجيلنا التليفون بربع ساعة كان مكلمني وبيقولي والله وحشاني يا ست الكل واطمئن علي لأني كنت تعبانة". وتكمل الأم:"ولدي غلبان وعمره ما أذى حد ومندرته ماتخلاش من الناس, وقالت ودموعها تنهمر من عينيها كان واحشنى ونفسى أشوفه ووصفت الأم رحلتها فى الطريق من القاهرة لأسيوط بأنه كان بعدد سنوات عمر ثروت فشريط حياته مر بخاطرى منذ حملى به وحتى ولادته"، مشيرة إلى أنها ووالده جاءا حافيًا القدمين. أما سيد سليمان فهو خفير نظامي بمركز الساحل محافظة أسيوط، والذي استشهد أثناء قيام مأمورية اليومية بالذهاب إلى النيابة، والذي تعرض لإطلاق وابل من الرصاص لكنه ظل صامدًا وأخذ يقاتل لولا إصابته بإصابات بالغة جعلته يسقط على الأرض وتم نقله إلى المستشفى ولكنه فارق الحياة. يقول أخاه محمد "والله حرام اللي بيحصل فينا ده"، أن الظروف دفعت بشقيقي العمل كخفير في مديرية أمن أسيوط فهو لم يجد عملًا وهو أب لبنتين تركهم أطفال الأولي 4 سنوات والثانية سنتين الله يرحمه كان كريمًا وصبورًا، ولكن النصيب بقي ربنا يرحمه و"حسبي الله ونعم الوكيل". بينما شيع أهالي قرية مجريس بمركز صدفا بأسيوط، جثمان أحد ضحايا قسم شرطة كرداسة المجند "محمد حمام فهيم بدوى"، 20 سنة، والذي تعرض لهجوم إرهابي مع قوة القسم، وراح ضحيته أكثر من 11 من قوات الأمن، حيث تعالت صرخات أهالي الشهيد حزنًا عليه، مستنكرين الاعتداء الوحشي على رجال الشرطة الذين كانوا يؤدون عملهم ويحفظون أمن الوطن والمواطن، حيث تم دفن الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة بقرية مجريس. وقال شحاتة الدسوقي، أحد أقاربه، إن المجند الضحية كان يتبقى له في خدمته في الداخلية أيام قليلة لينهى مدته العسكرية، حيث ذهب إلى سريته كي يلملم متعلقاته ليبدأ حياة جيدة ويكون أسرة ويساعد أسرته الحالية على المعيشة، حيث تحملت الكثير أثناء خدمته العسكرية فهو أخ لخمسة أولاد وبنت ووالده يعمل فلاحًا لا يملك من حطام الدنيا سوى أبنائه ليكونوا سندًا له، وأضاف شحاتة أن الشهيد كان خلوقًا ومحبًا للجميع وكان يساعد والده في فترة إجازته بالعمل بأجر يومي في مزارع المركز ليجمع مصاريف نفقاته أثناء فترة تجنيده، بالإضافة لمساعدة والده له واختتم شحاتة حديثه بحسبي الله ونعم الوكيل.
حسين عثمان
فاطمة جابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق