اسيوط تحرق 1.3 مليون طن مخلفات زراعية سنويا
السحابة السوداء باسيوط تنتشر فى سبتمبر واكتوبر ونوفمبر
35 مصنع اعلاف باسيوط لاتعتمد على المخلفات الزراعية
رئيس جهاز البيئة باسيوط : لم نحرر اى محاضر ضد المخالفين
"حرق البوص والحطب وقمائن" الطوب وراء السحابة السوداء باسيوط
تعانى محافظة اسيوط فى هذه الايام من انتشار ظاهرة حرق المخلفات الزراعية ، وخاصة ما يقوم به الفلاحين والمزارعين من حرق مخلفات محصول الذرة وحطب القطن ، وتظهر المعاناة فى هذا التوقيت وخاصة اشهر سبتمبر واكتوبر ونوفمبر من كل عام، من كثرة تلوث الهواء وانتشار الدخان بالمراكز والقرى وما يترتب عليه من اثار سلبية ، ظهور السحابة السوداء ، تلك السحابة التى جعلت من نهار اسيوط ظلاما ومن ليلها جحيما ووحشة ومن هوائها مرضا وضيقا .
35 مصنع اعلاف باسيوط لاتعتمد على المخلفات الزراعية
فتبلغ مساحة الارض الزراعية المنزرعة بالذرة بمحافظة اسيوط
ما يقارب من 120 الف فدان ذرة شامية وحوالى 115 الف فدان ذرة رفيعة و 25 الف فدان قطن وحوالى 10 الاف فدان عباد شمس وتبدا المعاناة ، بعد حصاد المحصول ورغبة الفلاحين فى اخلاء الارض الزراعية سريعا ، حتى يتمكنوا من زراعة المحاصيل الشتوية ، حيث يقوموا بحرق تلك المخلفات على الارض الزراعية ، مما يتسبب فى كارثة بيئية وتلوث الهواء وتكوين سحابة سوداء ، ياتى هذه فى الوقت الذى بلغ فيه عدد مصانع الاعلاف بالمحافظة الى اكثر من 35 مصنع اعلاف تقوم بتوفير اعلاف الماشية والدواجن واضافات الاعلاف ،ولكنها لاتعتمد على مخلفات المحاصيل الزراعية نهائيا ، كما ان 90 % من حرائق المنازل باسيوط سببها الرئيسى تخزين المخلفات الزراعية فوق الاسطح او حرق المخلفات بطريقة عشوائية .
فيقول: محمد عبد المنعم اسماعيل فلاح ومن اصحاب الحيازات الزراعية الكبيرة بمركز اسيوط ان الفلاح ليس له علاقة بالتلوث وانما كل ما يعنيه هو اخلاء الارض من المخلفات وتجهيزها لزراعة المحصول الجديد " الشتوى "مثل القمح والفول والبرسيم والحمص والعدس والكمون .
ويضيف انه على الرغم من قيام اغلب الفلاحين والمزارعين بحرق تلك المخلفات الاانه لم يتم تحرير اى محاضر لمن يقوم بحرق تلك المخلفات ، ولا يوجد رادع لهم .
"حرق البوص والحطب وقمائن الطوب " وراء السحابة السوداء باسيوط
ويؤكد: محمد محمود بكر عبيس من المزارعين بمركز اسيوط على اهمية تلك المخلفات ، حيث كانت لفترات قريبة تستخدم كوقود فى افارن المنازل البلدى او تستعمل كعلف للمواشى اما حاليا ومع رخص ثمن تلك المخلفات ومع التطور السريع وانتشار استخدام افران البوتاجاز بالقرى والمراكز نظرا لنظافتها وسهولة استعمالها ، تم اهمال تلك المخلفات ليصبح السبيل الوحيد للتخلص منها هو حرقها فى مكانها خاصة وان تكلفة نقلها ارتفعت لتصبح تكلفة النقلة الواحدة 150 جنيه للنقلة الواحدة .
ويضيف : فراج سالمان مزارع بقرية الدوير بصدفا انه انتشرت الامراض بالقرية بسبب انتشار حرق المخلفات الزراعية لمحاصيل الذرة والقطن وانبعاث الادخنة ليل اونهارا مما تسبب فى اصابتنا بحساسية الجهاز التنفسى والربو الشعبى وامراض الصدر المزمنة وحدوث اختناقات لكبار السن والاطفال وظهر ما يسمى بالسحابة السوداء والدخان الاسود الكثيف .
ويقول : جابر عبد النبى – من اهالى قرية النواورة بمركز البدارى ان الانفلات الامنى وراء انتشار حرق المخلفات بطريقة عشوائية ومنتشرة بجميع قرى المركز وغياب الرقابة ، الامر الذى دفع الفلاحين والمزارعين الى حرق مخلفات البوص والحطب بالارض الزراعية بالاضافة الى " اماين الطوب " وحرق الطوب اللبن باستخدام المازوت والبوص والحطب مما يؤثر بالسلب على تلوث الهواء واصابتنا بالسرطانات وامراض الجهاز التنفسى .
اكثر من 100 الف مصاب بامراض الصدر باسيوط كما ان اغلب حرائق القرى سببها تخزين المخلفات الزراعية فوق اسطح المنازل .
ويقول : الكابتن ايمن محمد سيد – مشرف رياضى بالمدرسة العسكرية باسيوط اننا نعانى من تلوث الهواء وخاصة بالليل وانتشار الدخان الكثيف والرائحة الكريهة مما يصيبنا بضيق التنفس والاختناق واصابة اطفالنا بالذبحات الصدرية وحساسية الصدر .ويعلق الدكتور محمد ابوالفضل اخصائى امراض الجهاز التنفسى والصدر ان نسبة الاصابة بامراض الجهاز التنفسى باسيوط تعدت 100 الف مريض موزعين على جميع مستشفيات اسيوط ، التى تعانى من تكدس المرضى اغلبهم من الاطفال وكبار السن وذلك بسبب انتشار التلوث الهوائى وحرق المخلفات بصورة مستمرة بالقرى والنجوع .
وكيل الزراعة باسيوط : نطالب بجهاز شرطة لحماية الارض الزراعية
اسيوط تحرق 1.3 مليون طن مخلفات زراعية سنوياكما صرح المهندس احمد رفعت وكيل وزارة الزراعة باسيوط بان كمية المخلفات الزراعية باسيوط بلغت سنويا 1.3 مليون طن سنويا ، حيث تمثل المخلفات الزراعية نسبة 30 الى 50 % من جملة المحصول المنزرع ، وقامت مديرية الزراعة بحملات توعية وتوزيع منشورات على المزارعين والفلاحين بمختلف قرى ومراكز المحافظة للتوعية بخطورة حرق تلك المخلفات وما تسببه من تلوث بيئى وخسارة مادية للمزارعين وضعف لخصوبة الارض الزراعية وما يترتب عليه من اثار ضارة على مرضى الصدر وكبار السن والاطفال ، اضف الى ذلك تزايد معدل الحوادث على الطرق الزراعية بسبب انعدام الرؤية بسبب الادخنة المتصاعدة .
كما اوصى وكيل وزارة الزراعة باسيوط باهمية الاستفادة من المخلفات الزراعية باعادة ندويرها والاستفادة منها فى عمل " الكومات السمادية والاعلاف الحيوانية الغير تقليدية " مثل السيلاج والمخلفات المعالجة بمحلول اليوريا .
واكد ان هناك مسائلة قانونية لكل من يقوم بعملية الحرق المكشوف وذلك تطبيقا لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته والتى تتراوح عقوبتها بالغرامة ما بين 1000 الى 10000 جنيه .
وفى الوقت الذى تقوم فيه مديرية الزراعة باسيوط والارشاد الزراعى بها من حملات توعية للفلاحين وتوزيع منشورات للتوعية باضرار حرق المخلفات الزراعية ، الا ان هذه الحملات لاتحقق اهدافها بسبب انتشار نسبة الامية بقرى ومراكز محافظة اسيوط وبخاصة بين الفلاحين والمزارعين ،والذى يقلل من نتائج هذه الحملات والمنشورات.كما طالب وكيل وزارة الزراعة باسيوط بضرورة انشاء شرطة حماية الارض الزراعية ، كما اكد على انه تم التنسيق مع محافظة اسيوط باجهزتها التنفيذية للتدخل لفرض عقوبات تمنع حرق المخلفات والسيطرة عليها ، مطالبا بضرورة تكاتف جميع الجهات من مساجد ومدارس وجامعات للتوعية بخطورة حرق المخلفات الزراعية وذلك فى اطار تعليمات وتوجيهات اللواء ابراهيم حماد محافظ اسيوط .
رئيس جهاز البيئة باسيوط : لم نحرر اى محاضر ضد المخالفين
ويقول دكتور نادر شحاته – رئيس جهاز شئون البيئة باسيوط انه لم يتم تحرير اى محاضر هذا العام ضد اى فلاح او مزارع قام بحرق مخلفات زراعية ، وان دور الجهاز هو تحرير المحاضر للاشخاص المرسل اسمائهم من قبل مديرية الزراعة باسيوط و الوحدات المحلية ، كما تم تحرير 250 محضر العام الماضى فقط ، والى الان لم يتم تحرير اى محاضر على الرغم من انتشار حرق المخلفات بطريقة كبيرة بجميع القرى والمراكز مما اثر بالسلب على البيئة وهدد بانتشار السحابة السوداء وتواجدها المستمر على المحافظة .
واكد دكتور نادر على دور الجهاز فى توفير 5 مفارم لمديرية الزراعة باسيوط لاستخدامها فى فرم البوص والحطب وتحويله الى علف او محروقات عضوية لمصانع الاسمنت وهذه المفارم غير كافية .
محمود عيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق