تباينت آراء المواطنين فى مدينة أسيوط حول استمرار حظر التجول من عدمه، حيث رأى عدد من المواطنين الذين يعملون فى مهن خدمية أن تطبيق حظر التجول أثر بشكل مباشر على عملهم، وطالب بعضهم بإلغائه، غير أن البعض الآخر تمسك به من منطلق الحرص على الأمن داخل المدينة.. بشاى أنور، 19 سنة، مكوجى، يقول إن الحظر أثر بالسلب عليه وعلى المحل الذى يعمل به، والذى يقع فى منطقة فريال بأسيوط، إذ إنه كان من المعتاد أن يسهر حتى الثانية عشرة، لكن منذ تطبيق الحظر يضطر لإغلاق المحل من السادسة مساءً، الأمر الذى أثر على دخل المحل، ودخله هو شخصياً، ورغم ذلك يشعر «بشاى» بالتفاؤل، فعلى حد تعبيره: «طول ما ربنا موجود ما أخافش من أى حاجة».
أما ياسر محمد أحمد، 32 سنة، مدير إحدى الكافيتريات، فيقول إن الحظر دفعهم إلى أن يغلقوا الكافتيريا مبكراً، ما ألغى تماماً وردية الليل بالنسبة لبعض العمال، الذين أصبحوا يقومون بالتبديل مع زملائهم، ليتفادوا قطع الأرزاق، يتعشم «ياسر» أن ينتهى الحظر فى الأيام المقبلة، إذ إن المظاهرات فى المدينة خفت كثيراً عما كانت عليه من قبل. يختلف معه طه حسين كامل، 25 سنة، بائع فى محل عطور بشارع الجمهورية، فيعترف بأن الحظر أثر على حركة البيع والشراء داخل الشارع، الذى يعد أحد أكبر الشوارع التجارية فى مدينة أسيوط، لكنه فى الوقت نفسه يطالب باستمرار الحظر حتى نهاية الشهر الذى حددته الحكومة، إذ إن المظاهرات التى شهدتها المدينة خلال الأيام السابقة على الحظر شهدت أعمال عنف وتكسيراً لمحلات فى شارع الجمهورية، هو نفسه كان يضطر فى أوقات المظاهرات إلى إغلاق محله خوفاً عليه من الحريق، الذى طال عدداً كبيراً من المحلات بشارعى راغب والجمهورية.
هاجس إشعال النيران يراود الدكتور تادرس إسحاق، 70 سنة، صاحب صيدلية تادرس، فبالإضافة إلى كونه يفتح صيدليته على شارع عمومى تمر منه المظاهرات، فإن اسمه المكتوب على الصيدلية من الخارج الذى يشى بأنه مسيحى الديانة جعله يعيش فى قلق دائم بسبب الخوف من تعدى المتظاهرين على صيدليته وإشعال النيران فيها، أسوة بما حدث لمحلات أخرى يملكها مسيحيون فى شارعى الجمهورية وراغب، «تادرس» الذى حضر من قبل أيام حظر التجول فى أسيوط عقب اغتيال «السادات» وأحداث العنف التى جرت من قبل جماعات إسلامية ضد مديرية الأمن، يطالب ببقاء الحظر لأطول فترة ممكنة، ليتمكن رجال الأمن من اكتشاف المتورطين فى أعمال مخالفة للقانون، كما يطالب بزيادة أعداد الدوريات الأمنية أثناء النهار.
طلبات أخرى يسوقها إبراهيم مصطفى، 78 سنة، صاحب سوبر ماركت،
بضرورة أن تشد الحكومة قبضتها على الجميع، وأن تضرب بيد من حديد حتى يعود الأمان مرة أخرى. «إبراهيم»، الذى يفتح محله بالقرب من مسجد الجمعية الشرعية بأسيوط، يتذكر أحداث العنف التى جرت فى المدينة أثناء الثمانينات من القرن الماضى، ويتمنى ألا تعود تلك الأيام مرة أخرى.
ولأنها ربة أسرة مكونة من 5 أطفال فى مراحل التعليم المختلفة، تشكو «سحر» من عدم تمكنها من النزول مع أبنائها لشراء مستلزمات المدارس، فالحظر الذى تم تطبيقه فى مدينة أسيوط جعل من عملية النزول إلى الشوارع ليلاً خطراً داهماً، خاصة فى ظل ما تقول إنها تسمعه من إطلاق النيران فى الشوارع، ومطاردات رجال الأمن، وتتمنى لو قامت الحكومة بإلغاء الحظر، خاصة أن المظاهرات فى أسيوط قد خفت عن ذى قبل، على حد تعبيرها.
وفى أحد الشوارع التجارية بمدينة أسيوط، وقف محمد علاء، 35 عاماً، صاحب مطعم، أمام مطعمه، يصف الحظر فى كلمتين: «خارب بيتنا»، يفسر أكثر: «أنا سرَّحت تلاتربع العمالة اللى عندى، لأن الحظر قضى على الفترة اللى كان المحل بيشتغل فيها، وهى فترة الليل»، «علاء» يطالب بإنهاء الحظر، لأن المظاهرات التى تخرج فى هذه الأيام سلمية للغاية، ولا تعتدى على المحلات أو على المنشآت، بعكس ما كان يحدث فى الأيام الماضية، ضد طوائف بعينها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق