«قاطعوا النصارى».. «يسقط حكم البابا».. «يسقط حكم العسكر».. «مصر إسلامية».. تلك هى النصوص المنتشرة على جدران البيوت فى مراكز «الغنايم، والقوصية، وديروط» بأسيوط، مراكز تكتل أنصار تنظيم الإخوان والجماعات المتشددة، التى تشهد تظاهرات متكررة منددة بعزل محمد مرسى.
«الوطن» زارت معاقل الإسلاميين المناصرين للرئيس المعزول، وهى المراكز التى اعتدى فيها أنصار مرسى على ممتلكات الأقباط وأقسام الشرطة وسيطروا على بعض المساجد ليجعلوا منها نقاط تجمع واحتشاد لتظاهراتهم.
مركز الغنايم أكثر مراكز أسيوط التى لحق بها الضرر جراء الاعتداءات التى قام بها المشاركون فى تظاهرات التنديد بعزل مرسى، فقد أحرقوا «مركز الشرطة ومجلس المدينة ومحكمة الغنايم».
إيهاب مقار، أحد أفراد الشرطة بمركز شرطة الغنايم، يقول: «يوم الأربعاء 14 أغسطس قام مئات الإسلاميين بالهجوم بالأسلحة وقنابل المولوتوف على مركز شرطة الغنايم، فى هذا التوقيت لم نحصل على إذن من مديرية الأمن بالتعامل بالذخيرة الحية، حاولنا إبعادهم لكنهم تمكنوا من اقتحام المركز وسرقة كل الأحراز من سلاح ومخدرات، وكذلك سرقوا كل الأسلحة الموجودة فى غرفة الأسلحة، كما سرقوا الأسلحة الاستراتيجية المُخزنة، وقاموا بالاعتداء على أفراد الشرطة بالضرب وانتزعوا منهم أسلحتهم وأحرقوا سيارات ملاكى وسيارات بوكس وسيارات ترحيلات كبيرة وميكروباص ترحيلات حديث».
خلال الاشتباكات التى دارت بين المتظاهرين المناصرين للرئيس المعزول، وقوات الأمن فى مركز شرطة الغنايم، سقط قتيل فى صفوف أنصار الإخوان، لكن المتظاهرين تمكنوا من اقتحام القسم وإحراقه وسرقة كل محتوياته، يقول مقار: «هناك مقاطع فيديو صورها بعض الأهالى وبعض الزملاء فى مركز الشرطة وسنتعرف على منفذى الهجوم وسنلقى القبض عليهم لتسليمهم للعدالة».
الغنايم، بحسب م. أ، يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام «القسم الأول هم الإسلاميون الذين يناصرون الإخوان وعددهم ليس بقليل، والقسم الثانى هم تجار المخدرات والأسلحة الذين استفادوا من موقع الغنايم عند سفح جبل أسيوط الغربى برواج تجارتهم، والقسم الثالث هم الأهالى الذين لا ينخرطون فى الحياة السياسية».
يقول م. أ: إن الإسلاميين ينتشرون فى كافة قرى الغنايم «هناك مساجد فى كل قرية يسيطر عليها أعضاء الجماعة الإسلامية فى قرى الدير الجنادلة والمشايغة والعزايزة والغنايم شرق والغنايم غرب والغنايم بحرى، لكن هؤلاء جميعاً لا يجتمعون إلا فى نقطة واحدة عند مسجد الرحمن فى المنطقة القبلية من الغنايم عند موقف السيارات».
عبدالظاهر هاشم، أحد مواطنى مركز الغنايم، يقول: «المظاهرات كل كام يوم تخرج من الناحية القبلية فى الغنايم، ومات فى المظاهرات واحد من البلد اسمه محمد نصير قلنا المظاهرات هتوقف لأن اللى بيرتبوها هيتراجعوا لكنهم استمروا». «القوصية».. واحدة من أبرز الساحات التى يتظاهر فيها أنصار الإخوان، حيث تنطلق بين الحين والآخر تظاهرات تضم مئات المواطنين من مدينة القوصية والقرى المحيطة بها مثل قرى «مير والشيخ عون الله، والنزالى». وبحسب المواطنين فى القوصية فإن كثيراً من قيادات الجماعة الإسلامية وقيادات الإخوان فى أسيوط يقطنون تلك القرى ويوجهون التظاهرات من منابر المساجد الكبرى بها.
وتنتشر على جدران منازل القوصية عبارات كُتبت باللونين الأحمر والأسود نصها «قاطعوا النصارى»، النصوص التحريضية ضد مسيحيى مركز القوصية كانت سبباً فى ضيق وجدى فاروق أمين، محامٍ مسيحى، الذى يقول: «كلنا مصريون وإخوة فى الوطن، والعلاقات بيننا يجب ألا تنحدر إلى مستوى التحريض على المقاطعة.. هذا بلدنا جميعاً وعلينا أن نتعايش فيه دون النظر إلى عامل الدين، وإن كنت شعرت بالضيق وقت كتابة هذه العبارات، فإننى شعرت بشىء من السعادة لما طمس بعض الإخوة المسلمين هذه العبارات بأنفسهم». يوم الأربعاء 14 أغسطس تعرض منزل وجدى فاروق أمين، المحامى، للاعتداء على أيدى من وصفهم بـ«أنصار الإخوان»، وقتها حاول المشاركون فى المسيرة التى جابت شوارع القوصية بأسيوط الدخول إلى شارع المطرانية الواقعة فى الشارع التالى لمنزل وجدى، لكنهم فشلوا فى الوصول إلى هناك بعدما تصدى الأهالى لهم، فعادوا لتخريب المنازل والمحلات التجارية المعروف أنها مملوكة لمسيحيين. يقول وجدى: «لدى ثلاثة منازل متجاورة، الأوسط منها كان مقراً لكنيسة قديمة تم نقل ترخيصها إلى كنيسة أخرى بشارع الجلاء، واشتريته أنا وحولته لجراج، وقام المشاركون فى المسيرة باقتحام المنازل الثلاثة وإحراق الجراج، المقر القديم للكنيسة، بزجاجات المولوتوف، واقتحموا منزلى الذى أسكنه وقاموا بسرقة بعض محتوياته.
مسجد سعد وأمام مقر الإخوان فى القوصية، هما نقطتا تجمع أنصار الإخوان من قرى القوصية للمشاركة فى التظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول مرسى، كما تجوب مسيرات الإسلاميين بشكل متكرر شوارع القوصية بالقرب من مقر المطرانية، ومراكز تكتل المسيحيين. يقول وجدى، المواطن المسيحى المقيم بالقوصية: إن «مظاهرات الإخوان توفر المناخ المناسب الذى ينشط فيه التخريبيون والبلطجية.. المتظاهرون يأتون من قرى يتركز فيها أنصار التيار الإسلامى وعلى رأسها «مير، والحبالصة».. ففى هذه القرى تخرج ميكروباصات مملوءة بأنصار الإخوان، أما لو اقتصرت مظاهرات القوصية على الإسلاميين الموجودين فى المركز فقط فلن يشارك فيها سوى 300 أو 400 شخص».
ناجى صديق عازر كان من بين المسيحيين الذين تضررت محلاتهم بسبب أعمال التخريب التى قام بها ملثمون وملتحون فى مركز القوصية بأسيوط، يقول: «كان معهم زجاجات مولوتوف، حاولوا بها حرق المحل بالكامل، لكن أبواب المكتبة التى يمتلكها كانت عصيّة على الاقتحام».
وتمثل المساجد والجمعيات الخيرية أحد أهم آليات الإخوان والجماعة الإسلامية والدعوة السلفية للحشد وتجنيد الأنصار، فى مقدمتها «الجمعية الشرعية» بأسيوط، حيث يوجد لها 11 مقراً ومسجداً بالمحافظة، بواقع مقر لكل مركز، فضلاً عن سيطرة الجماعة على 28 مسجداً باسم مسجد الرحمن فى 28 قرية.
ويسيطر الإخوان على مسجد «أبوالجود» بقلب مدينة أسيوط، كما سيطروا بعد وصولهم للحكم على مسجد «ناصر» الأكبر فى مدينة أسيوط.
سماح عبدالعاطى ومحمود عبدالرحمن وأحمد منعم وإسلام فهمى ومحمود مالك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق