للأسف الحكومى بات صعبا والخاص أسعاره نار وبحسب المعدلات العالمية فإن 10% من الأطفال يحتاج لحضانات فى حين ان استيعاب كل حضانات مستشفى أسيوط جامعية عامة وخاصة لا تستوعب كل هذا العدد ناهيك عن الأطفال الذين يأيون من كل محافظات الصعيد للعلاج بأسيوط.
يقول عماد محمد "موظف"، أصبح الحصول على مكان فى الحضانات فى مستشفى حكومى ضربا من الخيال نتيجة العجز الشديد فى أعداد الحضانات مقارنة بنسبة الإقبال الشديد عليها، مضيفا: عقب ولادة طفلى استدعى الأمر لوضعه فى الحضانة لاحتياجه الشديد للتنفس الصناعى فذهبت به المستشفى الجامعى فلم أجد مكانا ووجدت أولياء أمور مثلى أطفالهم فى حالة خطيرة ولا يملكون ثمن الذهاب إلى حضانات المستشفيات الخاصة، والتى يتراوح أسعارها ما بين 200 و500 جنيه فى اليوم تبعا لحالة المولود وما يحتاج إليه من رعاية.
ويقول محمد القناوى والد طفل حديث الولادة من محافظة قنا
بعد ولادة قناوى اكتشف الأطباء حاجته الشديدة لعملية جراحية وتم تحويلى لمستشفى الأطفال الجامعى بأسيوط، فقمت على الفور بتدبير نفقة السفر لأسيوط خصوصا فى ظل الأوضاع الأمنية والحزن يعتصر قلبى نتيجة بكاء الطفل الذى لا ينقطع من الألم وفور وصولى للمستشفى بخطاب التحويل من قنا فوجئت بأن المستشفى كامل العدد وان هناك طوابير انتظار ولا أدرى أين أذهب، خصوصا أنا لا أملك نفقة علاجه فى المستشفى الخاص وأخبرنى موظف بالمستشفى، كان الأفضل الاتصال قبل المجىء ولو اتصلت ألف مرة ستكون الإجابة لا يوجد مكان، وأكد لى الموظف ذاته أن زوجته أنجبت له توءما ولم يتمكن من إدخاله المستشفى فلجأ لحضانة خاصة ودفع 1000 جنيه نتيجة بقاء طفليه يوما واحدا.
وبعرض المشكلة على الدكتور عبداللطيف عبدالمعز مدير مستشفى الأطفال الجامعى، أكد أن المستشفى يقدم جميع خدماته للأطفال من تدخل جراحى وتنفس صناعى وغير ذلك وان المستشفى يعمل الآن بطاقة استيعابية قدرها 55 حضانة ومن ثم فهى مشغولة على مدى الساعات وهناك مئات الحالات تتردد يوميا على المستشفى، ولا تجد مكانا وآلاف الحالات تريد المجىء من غير القادرين ولا يستطيعون لعدم وجود أماكن، خصوصا أن المستشفى يقدم خدماته للصعيد كله باعتباره فريدا من نوعه على مستوى الصعيد، مفجرا مفاجأة بأن المستشفى يعانى من نقص حاد فى التمريض كما أنه بات مهددا بالتوقف عن العمل بعد تراكم مديونية تقدر بـ6 ملايين جنيه لدى التأمين الصحى لم يدفعها للمستشفى ليواصل عمله مقابل تقديم الخدمات الطبية للتأمين، كما أننا علينا ديون لشركات الأدوية تقدر نحو مليونى جنيه وهو ما دفع هذه الشركات للتوقف عن توريد الأدوية والمستلزمات الطبية، وأصبحنا نتسول من أهل الخير ورجال الأعمال كى يستمر المستشفى فى أداء خدماته وقد تبرع بعض رجال الأعمال بنحو 15 حضانة ولكن كل هذا غير كاف.
وفجر عبدالمعز مفاجأة بقوله ومن المتوقع قريبا أن يتوقف المستشفى تماما عن استقبال حالات رغم انه يعتبر طوق النجاة للغلابة ومحدودى الدخل نتيجة تهديد الأطباء وطاقم التمريض عن العمل بسبب توقف صرف حوافزهم منذ شهور وبعضهم بدأ يمنتع عن إجراء عمليات حتى يحصل على مستحقاته لأن المستشفى ينفق من حوافز ومكافآت العاملين فى شراء أدوية ومستلزمات المستشفى.
وفى الوقت الذى يموت فيه الأطفال، ولا يجدون مكانا فى حضانة فى مستشفى حكومى نجد مستشفى جامعة الأزهر، يوجد به 8 حضانات يعمل منها نحو 3 فقط والباقى معطل ولا تجد من يشغلها.
فى السياق ذاته، أكد هانى اللحويج، مسئول المنظمة الدولية لحقوق الإنسان أن كثيرا من الحالات تأتى للمنظمة للشكوى من مشكلات الحضانات وارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة بها، آخرها أب ظل ابنه لمدة عشرة أيام فى إحدى الحضانات الخاصة المشهورة فى أسيوط باع من أجل بقاء طفله الغالى والنفيس ليدفع للمستشفى مبلغ الخمسة آلاف جنيه وبعدها توفى طفله وحاول مع إدارة المستشفى تخفيض المبلغ دون جدوى فلجأ للمنظمة للوقوف بجواره وبالتحقيق فى الشكوى أكد مدير المستشفى المذكورة أنه مستشفى خاص وأنه لم يجبر أحدا على الحضور للمستشفى مما دفع مسئول المنظمة لرفع تقرير للجهات الرسمية بسرعة توفير حضانات بأقصى سرعة، حتى لا يتم استغلال ظروف هؤلاء الغلابة الذين لا يكادون يوفرون قوت يومهم.
ويوضح د. أحمد عبدالحميد وكيل وزارة الصحة بأسيوط، أنه توجد بالمستشفيات العامة والمركزية والنوعية التابعة للمديرية (13) قسما للأطفال المبتسرين تحتوى على (157) حضانة وأن عدد الأطفال الذين استفادوا من هذه الحضانات خلال النصف الأول من عام 2013 نحو (3500) طفل بمتوسط مدة إقامة للطفل داخل الحضانة (10 أيام) فى حين أن متوسط المواليد فى الشهر بمحافظة أسيوط وحدها - ناهيك عن باقى المحافظات التى تأتى إلى أسيوط - يزيد على عشرة آلاف طفل وطبقاً للمعدلات العالمية، فإن نحو 10% من الأطفال المواليد يحتاجون إلى حضانات أى ان المتوقع وجود عدد 1000 طفل شهرياً يحتاجون إلى حضانات.
وأضاف عبدالحميد، أن إجمالى الحضانات بالمستشفات الجامعية والتأمين الصحى ومديرية الصحة بأسيوط والقطاع الخاص لا يستوعب هذه النسبة حالياً وبالتالى هناك ضرورة قصوى لزيادة عدد أجهزة الحضانات بمحافظة أسيوط حرصاً على حياة الأطفال الحديثى الولادة.
حمادة السعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق