تضمنت فعاليات المؤتمر العلمي الثاني للطب التكاملي الذي نظمته جمعية الطب التكاملي بجامعة أسيوط.10 جلسات علمية .حيث ناقش المؤتمر عدة محاور غطت موضوع المؤتمر الرئيسي وهو مريض الكبد.. وصرحت الدكتور سوزان سلامة أستاذ أمراض الصدر ورئيس المؤتمر بأن المحاور اهتمت بعرض حالة مريض الكبد في وجود أمراض أخري والنظر إلي المرض بصورة متكاملة وهو ما يعكس مفهوم الطب التكاملي في معناه الشامل وأوضحت أن محور أمراض الصدر تضمن عرض العديد من الدراسات والبحوث وأوراق العمل التي تقدم بها المشاركون من مختلف الجامعات المصرية والتي تهتم بأمراض الصدر في حالة مريض الكبد حيث جاءت دراسة الدكتورة هدي أبو يوسف أستاذ ورئيس قسم الصدر بالقصر العيني لتلقي الضوء علي تأثير الإصابة بالفيروس 'سي' علي الرئة حيث أوضحت أن الرئة تتأثر في حالة الإصابة بالفيروس'س' إما بصورة مباشرة بالفيروس أو بصفة ثانوية بعد إصابة الكبد أو قد تتأثر من جراء تأثيرات العلاج بالاتترفيرون.. وأضافت أن معاناة مرضي الربو الشعبي والسدة الرئوية المزمنة تتزايد في حالة الإصابة بالفيروس وتجعل الاستجابة للأدوية والعلاجات مختلفة، عن الاستجابة للأدوية في مرضي حالات الإصابة بمرض الشعب الهوائية الذين لا يعانون من الإصابة بالفيروس 'سي' وأشارت أن معاناة الرئتين قد تتزايد في حالات الإصابة بالانسكاب البللوري ونقص معدلات الأكسجين في الدم وزيادة الضغط في الوريد البابي.
واهتمت مشاركة الدكتورة سوزان سلامة أستاذ الصدر والحساسية بطب أسيوط
بأهمية النظر إلي الأسباب الوراثية التي من الممكن أن تكون، واحدة من مسببات الإصابة بالسدة الرئوية المزمنة، وأوضحت أنه أمكن رصد أن السدة الرئوية قد تنتج عن نقص حاد في أحد الجينات مما يؤدي إلي خلل في بروتين الفاون أنتي تريبين وكذلك النقص في Alpha Antiripsim وأشارت أن الحلول العلاجية المتاحة حالياً لعلاج مرض السدة التنفسية وانتفاخ الرئتين يمكن أن يكون من خلال أدوية حديثة مثل Cendcetral وهو عبارة عن علاج جديد وفعال أدي إلي تحسن في معدل ونسبة النهجان وتحسن في قدرة المريض علي التعايش في الحياة العادية مقارنة بالأدوية المتاحة منذ سنوات.
وعن رؤيته في إمكانية التدخل الجراحي في حالات الارتشاح البللوري نتيجة أمراض الكبد جاءت ورقة الدكتور ياسر أحمد السيد استشاري جراحة الصدر بمستشفي القوات الجوية والتي أشار فيها أن التدخل الجراحي في المرحلة التي لا يستجيب فيها المريض لتكرار إجراء عمليات البذل للارتشاح البللوري يُعد إجراءاَ في غاية الأهمية.. ويتم ذلك عن طريق عملية جراحية لربط مجري السائل من الرئة إلي الأوعية أو البطن.. وفي هذه الحالة يُعد إجراء تركيب الأنبوبة الصدرية أيضاً إجراءاً مهماً خاصة في حالات التجمع الصديدي للسائل البللوري وحيث يتم الحقن من خلال هذه الأنبوبة بمادة تغلق التجويف البللوري وهو مايؤدي إلي نتائج جيدة وفعالة لعلاج السائل البللوري الصديدي الناتج عن وجود أمراض للكبد عند المريض
أما الدكتورة أماني عمر أستاذ الصدر بطب أسيوط فإنها تعزي ارتفاع معدلات ونسب الوفاة بين مرضي الكبد المصابين بالتهابات رئوية مقارنة بهؤلاء الغير مصابين بهذه الالتهابات بدون فشل كبدي وأوصت بضرورة التشخيص السريع والعلاج بالمضادات الحيوية واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث الالتهاب الرئوي بين المصابين بالفيروس الكبدي كوسائل احترازية وعلاجية ناجعة لحماية مريض الكبد من أضرار الالتهاب الرئوي الحاد الذي يزيد من معاناته.
وركزت الدكتورة مها الخولي أستاذ الصدر علي أن نقل الأعضاء يُعد من الوسائل التي يمكن استخدامها لعلاج المرضي الذين يعانون من فشل في وظائف الرئتين، وأشارت أن نقل الرئتين والكبد معاً من الطرق الجديدة للعلاج والتي قد تكون مناسبة في حاله الاختيار الدقيق للحالات التي يجري معها النقل وذلك لضمان أعلي درجة من النجاح وضمان بقاء المريض في حالة جيدة لأطول فترة ممكنة بعد إجرائها.
وأضافت سلامة أن محور أمراض الكبد في الأطفال قد أهتم بعرض العديد من الموضوعات حيث تناولت الدكتورة مني الفلكي أستاذ الأطفال بجامعة القاهرة مرض التكيس الليفي كنموذج للأمراض الوراثية التي أدي التقدم في التحاليل الخاصة إلي إثبات وجوده في مصر حيث أمكن رصده وتشخيصه في الأطفال الرضع ويمكن أن يصيب عدة أجهزة بالجسم وخاصة الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والكبد وقد يؤدي إلي التهابات متكررة في الجهاز التنفسي من خلال ما يحدثه من تمدد في الشعب الهوائية وبعض التليفات في أنسجة الرئة وفي الحالات المتقدمة، قد تؤدي إلي فشل في الجهاز التنفسي، وأوصت بضرورة الاهتمام برفع درجة الوعي الطبي والأداء لدي الأطباء في مجالي التشخيص المبكر والعلاج لتجنب المضاعفات المحتملة للمرض، كما أوصت بضرورة الاهتمام بفحص الراغبين في الزواج من الأقارب بتحليل الجينات لتجنب ظهور المرض بين الأبناء.
وأشار الدكتور مجد أحمد قطب أستاذ طب الأطفال وأمراض كبد الأطفال أن تلقي التغذية الصحية التي تتمثل في الامتناع عن تناول الأغذية المحفوظة أو تلك المحتوية علي ألوان صناعية وكذلك المشروبات الغازية فضلاً عن الانتظام في ممارسة الرياضة بصفة يومية يمكن أن يؤدي إلي تخلص نحو 34% من المرضي بفيروس 'سي' من المرض نهائياً.
وفي ورقة بعنوان ' الكبد يتحدث عن نفسه ' أكدت الدكتورة ملك شاهين أستاذ طب الأطفال بضرورة أن بأن يكون الإنسان علي وعي بما يأكل من خلال اللجوء إلي الطعام الصحي الذي لا يحتوي علي الدهون والأملاح فضلاً عن الاهتمام بالنشاط اليومي والرياضة بمختلف أنواعها والامتناع عن تناول الأدوية دون الحاجة التي يقررها طبيب، كما طالبت بضرورة المحافظة علي جدول التطعيمات للأطفال في المواعيد المقررة.
ومن خلال محور الأورام في مريض الكبد رصدت دراسة للدكتور عمرو حلمي أستاذ جراحة الكبد – ورئيس قسم زراعة الكبد بالمنوفية – ووزير الصحة الأسبق أن أورام كولانجيو كارسينوما تعتبر من الأورام السرطانية الناشئة من خلايا القنوات المرارية داخل وخارج الكبد ومعدلات حدوثها حالة من كل مائة ألف مواطن وهو معدل أقل كثيراً عن معدلات حدوث أورام الخلايا الكبدية التي يعرفها الكثير من الناس أو مقدمي الخدمي الطبية في الأعوام الأخيرة، وأشار إلي حدوث تطور كبير في وسائل التشخيص الدقيق والعلاجات الشافية لأورام القنوات المرارية وذلك منذ العام 2000 وهي العلاجات المتمثلة في الاستئصال الجراحي الكامل باستخدام طرق حديثة أو بجراحات زرع الكبد في الحالات المبكرة.. وأوصي بضرورة التشخيص المبكر للاستفادة من هذه العلاجات وذلك بمساعدة الأشعة التداخلية وعلوم علاج الأورام.
وأوضح الدكتور فاروق مراد أستاذ جراحة الكبد والبنكرياس بكلية طب أسيوط إلي أهمية وضرورة تقييم حالة الكبد قبل إجراء عمليات استئصال ثانويات سرطان القولون والمستقيم في فص الكبد وخص بالتقييم أنسجة الكبد الغير مصابة بالسرطان لضمان استمرار وظائف الكبد بعد الجراحة مطالباً بضرورة توفير الأجهزة والوسائل الجراحية الحديثة اللازمة لإجراء هذا النوع الهام من الجراحات.
واهتمت ورقة الدكتور سمير شحاته بأهمية دور العلاج الموجه في علاج سرطان الثدي وهو العلاج الذي يعتمد علي إعادة الجينات إلي موقعها الطبيعي مما يؤدي إلي عودة حجم الكبد إلي طبيعته والتقليل من حجم الورم وذلك في ظل عدم استجابة الكثير من أورام الكبد للعلاجات الكيمائية وعدم جدوي العلاج الجراحي نظراً لتأخر اكتشاف هذه الأورام في كثير من الحالات التي تلجأ للعلاج متأخراً.
واستعرض الدكتور عبد الرازق محمد علي أستاذ الكبد بجامعة الأزهر بعض التجارب الناجحة التي أوجدتها الطفرة التي حدثت في القدرة التكنولوجية في تشخيص العديد من أورام الكبد عن طريق السونار وهو ما يحدث في اليابان حيث تمكن العلماء هناك من تخيل خطوات العملية الجراحية قبل إجرائها.
واستعرضت الدكتورة مروة إسماعيل أستاذ مساعد الأورام – جامعة أسيوط أن التقدم الكبير الذي طرأ علي العلاج الطبي والهرموني الكيماوي أو الإشعاعي أو العلاج موجه في علاج علي أورام الكبد وتعزي هذا التقدم إلي ما حدث من طفرات كبيرة في مجالات البحث العلمي وأساليب الطب التكاملي في علاج ورش العمل المتخصصة والمستمرة في مجال التشخيص المبكر للمرض وكان لذلك كله أثره في إتاحة الفرص أمام هؤلاء المرضي للحياة بلا ألم تتراوح من ثلاث إلي خمس سنوات بعد العلاج.
وأستعرض الدكتور عبد الهادي عمر أستاذ الباثولوجيا بكلية طب أسيوط من خلال محور التحاليل الطبية والباثولوجي طرق تشخيص الأورام المتكيسة في الكبد ومنها خراج الإنتاميبا والخراج الصديدي وكيفية التفريق بينها وبين الأورام الخبيثة.
كما تناول بحث للدكتورة اعتماد حلمي يس أستاذ الباثولوجي – جامعة أسيوط من خلال نفس المحور كيفية حدوث الأورام السرطانية في الكبد، أوضحت فيه ارتفاع نسبة حدوث سرطان الكبد في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروسات الكبدية خاصة بي و سي, كما أشارت أن الكثير من العوامل قد تتداخل لتؤدي إلي حدوث سرطان الكبد خاصة في المصابين بالالتهاب الكبدي وتليف الكبد, ومن هذه العوامل الطفرات الجينية التي تحدث بسبب الالتهابات المستمرة والتراكمية علي الخلايا وأوصت أن بوضع كل ذلك في الاعتباراً عند اختيار العلاج المناسب لمريض سرطان الكبد.
كما ربطت الدكتورة هويدا إسماعيل أستاذ الباثولوجي جامعة أسيوط الحصول علي العلاج المناسب لمريض الالتهاب الكبدي الفيروسي إمكانية متابعة استجابة المريض للعلاج بوجود عينة مثالية من التحاليل تعبر عن درجة ومدي التليف في الكبد عند المريض وذلك من خلال استخدام الصبغات الحديثة وأجهزة تحليل الصورة الباثولوجية وهو ما يعطي أفضل وأدق تقييم لدرجة التليف وبالتالي ضمان تقدم النتائج العلاجية الإيجابية.
وعن علاقة الأمراض النفسية والعصبية بمرض الكبد استعرض الدكتور نعمان الجارم أستاذ الكبد بجامعة القاهرة الأعراض التي تصيب الجهاز العصبي والنفسي التي يمكن أن تصاحب الإصابة بأمراض الكبد حيث أشار إلي مجموعة من الأعراض تصاحب الأمراض التي تصيب كلاً من الكبد والجهاز العصبي مثل مرض ويلسون أو تلك المضاعفات التي تحدث لمرضي الكبد مثل الغيبوبة الكبدية الحادة أو المزمنة مستعرضاً وسائل العلاج.
لولا عطا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق