باقى الصور
مر عام كامل وما أشبه الليلة بالبارحة، فالأوضاع كما هى لم يختلف إلا شيئا واحدا هو فقدان أكثر من 54 طفلا وطفلة فى عمر الزهور، وإصابة العشرات منهم فى حادث قطار المندرة بأسيوط.. حزن عميق عشش فى جدران منازل كل من فقد فلذة كبده فى هذا الحادث.
وكأنه نفس اليوم الذى ذهبنا فيه إلى مزلقان قرية المندرة، وكأن الحادث كان البارحة، فأنت وعلى هذا المزلقان لا يمكن أن تنسى أبدا أشلاء الأبرياء ودماءهم الذكية وكتبهم وكراريسهم الملطخة بالدماء، ويد الإهمال التى ذبحتهم وتركت آباءهم حتى هذا اليوم الذى قابلناهم فيه مرة أخرى بعد عام كامل، والدمع لم يجف من أعينهم، فمنهم الصابر ومنهم المتظاهر بذلك، ولكن فى الحقيقة دموعهم تفضحهم.
"مزلقان المندرة" ذلك المزلقان الذى تناقلت اسمه وسائل الإعلام بكل أشكالها، وتوجهاتها العربية منها والأجنبية، ولِمَ لا وهو المزلقان الذى سال على قضبانه دماء أكثر من 54 طفلاً وطفلة، وأصيب العشرات منهم وما زالت الصورة التى استيقظ عليها أهالى القرية المتراصة منازلها على جنباته، وصورة الحادث عالقة بأذهان تلاميذ المدارس كلما مروا ذهابًا وإيابًا.
وكان مسئولو الدولة قد أطلقوا سيلاً من التصريحات أعقبت هذا الحادث، وملأت الدنيا وعودًا عن نيتها لتطوير هذا المزلقان, ليس هذا فحسب بل تطوير كل مزلقانات المحافظة، ورأينا المسئولين يطلون علينا عبر كل الشاشات والقنوات عن اعتماد كذا، وكذا لتطوير مزلقانات المحافظة بالنظام الإلكترونى، ولكن المفاجأة أن المزلقان كما هو ما اختلف فقط هو بناء غرفة بجوار الغرفة التى تهدمت أجزاء منها أثناء غضب أهالى الأطفال وقت الحادث حتى هذه الغرفة الصغيرة لم ينتهوا منها حتى الآن، فما زال المزلقان يعمل بالنظام اليدوى، ولا يزال عامل البلوك يتلقى الإشارات عبر التليفون "المانافيلا"، حيث يقوم العامل بتحريك البوابات الحديدية التى يتم تحريكها من خلال عجلات صغيرة أسفل كل بوابة عندما يتلقى الإشارة من عامل البلوك الذى يسبقه.
وقال "حمادة فوزى"، عامل مزلقان قرية المندرة، الذى شهد الحادث المؤلم: لم يحدث أى تغيير على مزلقان المندرة منذ وقوع الحادث، وبعد مرور عام كامل فنظام التشغيل كما هو، حيث أتلقى تعليمات فتح، وإغلاق المزلقان عبر التليفون الأرضى الموجود فى غرفة المزلقان، وانتقد حمادة استمرار نظام التشغيل بالشكل القديم، حيث الإغلاق اليدوى له العديد من المساوئ، منها أن تليفون الإشارة قد يتعرض لعطل لأى سبب من الأسباب، فضلا عن أن البوابات الحديدية غير آمنه، حيث إن ثقافة المواطنين بالقرية تجعلهم يقومون بفتح البوابات للمرور بالرغم من أننا قمنا بإغلاقها، مما يعرض حياتهم وحياة غيرهم للخطر، فضلا عن أن عمل الواحد فينا يستمر لقرابة الـ12 ساعة، وهو ما يعتبر إجهادا كبيرا على الشخص.
وأضاف أحد عمال البلوك، الذى رفض ذكر اسمه، أن هناك حوادث عديدة وقعت على هذا الطريق بعد حادث أطفال معهد النور قائلاً: "إن حادث تلاميذ معهد النور الأزهرى لم يكن الحادث الأخير على هذا المزلقان، فقد لقى مجند مصرعه بعد الحادث بأيام، وكاد قطار قادم من أسيوط يصطدم فريق عمل قناة فضائية كانت تجرى لقاءات على القضبان بعد الحادث بأيام بعد مرور القطار، دون تلقى عامل المزلقان إشارة المرور.
هيثم البدرى
ضحا صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق