- المسيحيون يشاركون المسلمين بناء المساجد داخل القرية
- لا أرتدى الصليب.. ولا يوجد مسلمون وأقباط في "كمبوها"
- كنت أوزع كرتونة رمضان على المسلمين بالمسجد وأرفض إعطاء الأقباط
"إيفا هابيل"، ابنة محافظة أسيوط، محامية وعضو مجلس الشورى والعمدة السابقة لقرية "كمبوها" بمركز ديروط محافظة أسيوط ذات الأغلبية المسيحية وما زالت عمدة بعد الثورة، ولكن بشكل غير رسمى إذ لم يعين بها عمدة حتى الآن.
و"إيفا" هي أول امرأة تصبح عمدة في مصر، خاصة أنها قبطية ولكنها لاقت قبولًا بين مواطنى أسيوط مسلمين وأقباط ويقبلون أحكامها العرفية والتي ما زالت تفصل فيها حتى الآن، وما جعلها تلقى هذا النجاح بين المواطنين وشعب المحافظة أنها ترفع شعار "لا مسلم ولا مسيحى.. ولكن هناك مواطن كمبوهى"، على حسب تعبيرها.. "فيتــو" التقتها وكان هذا الحوار.
- كيف ترين الأحوال بعد ثورة 30 يونيو؟* محافظة أسيوط من المحافظات التي تتمتع بالتسامح وطيبة أهلها ولا يوجد بها ما يسمى مسلم ومسيحى وخصوصا في قريتى "كمبوها"، وأنا للأمانة الشديدة لا أحب تعبير مسلم ومسيحى، و30 يونيو كانت هي الثورة الحقيقية لمصر، وبالفعل كنا ننتظرها لتصحيح ما وقعنا فيه.
- ماذا عن جمعية "معًا أفضل" ؟* جمعية "معا أفضل" تجمع المسلمين والأقباط لتثقيف مجتمعنا وتضم قيادات إسلامية وقبطية، وهدف الجمعية هو بث روح المحبة بين مسلمى وأقباط مصر عن طريق طرح مجموعة من المناهج التثقفية التي تشرح وتظهر سبل التعايش سويًا في سلام كما كانت مصر دائمًا وعدم إعطاء الفرصة للمغرضين والدخلاء لتغيير تقاليدنا وتربينا عليها جميعًا فيزرع الفتنة والبغضاء بيننا دون أن نشعر تطبيقًا لكلمة "فرق تسد"، فهناك من يقف لنا بالمرصاد.
- قلتى لا أعادى الإخوان رغم ما حدث منهم ؟* أنا لا أعادى الإخوان والدليل أن أعز صديقاتى داخل قرية كمبوها من الإخوان المسلمين وتدعى رقية وهى دائمًا معى في كل اجتماعاتى مع أهل القرية وتعاملاتى تنبع من كونى مصرية وهم مصريون فهناك صالحون كما أن هناك طالحين.
- صرحتى بأنك لا ترتدين الصليب عندما كنت عمدة؟* الصليب بالنسبة لى مهم جدًا وعدم ارتدائى إياه يرجع إلى أننى أولا أنا عندما كنت في موقع المسئولية كنت أريد أن أشعر المسلمين أننى واحدة منهم كما أنني واحدة من الأقباط، ثانيًا لابد أن أحترم ما أرتدى وخصوصا لشيء له خصوصية وقداسة لى بما يمثله من سلام وحب.
- هل أصبح هناك تواصل بينك وبين أهالي قرية كمبوها بعد أن تركت العمودية؟* هناك تواصل بينى وبين أهل القرية وأنا العمدة بشكل غير رسمى، خاصة أنهم لم يعينوا عمدة بشكل رسمى للآن وما زال أهل القرية المسيحيون والمسلمون يعرضون عليّ مشاكلهم وقضاياهم لحلها بالصور العرفية؛ لأن العمدة الشاطر هو الذي لا يصدر مشاكله للشرطة.
- أنتى في قرية بها أقلية مسلمة وسط أغلبية قبطية.. فهل تواجهين مشاكل طائفية؟* لا يوجد في "كمبوها" طائفية ولا نحب كلمة أقلية وأغلبية، ولكن نحن مواطنون يحملون الجنسية الكمبوهية فنحن وهم أخوة ونقيم شعائرنا بكل ود ومحبة وسلام، فللمسلمين مسجد داخل القرية ونحن لدينا 5 كنائس ونحن متعايشون من يموت من عندنا أو من عندهم فعلى الآخر أن يزوره ويواسيه ماديا ومعنويا.. وبالنسبة للتعاملات فالغنى والقادر يعطى للفقير ولا ينظر أحد كون هذا قبطيًا أو مسلمًا، فالإنسانية هي الغالبة في "كمبوها".
- هل تتزاورين مع المسلمين في أعيادهم كما تفعلين مع الأقباط؟* أنا لا أزور المسيحيين في أعيادهم حتى لا يقال إن العمدة زارت فلانا وفلانا وحتى لا أميز فئة لمجرد أنها منى عن أخرى، ولكننى حريصة على الاتصال وإرسال رسائل التهنئة بالأعياد والمناسبات الإسلامية وأيضًا أشاركهم الأفراح والأحزان، فهذا شيء لا أفعله أنا فقط ولكن يفعله كل أهل القرية مع بعضهم البعض.
- قلتِ "إننى كنت أوزع كرتونة رمضان على المسلمين وأرفض إعطاء الأقباط منها".. ما تعليقك؟
* بالفعل كان الحزب الوطنى السابق وبعض رجال الأعمال يرسلون لى كراتين بها شاى وسكر وزيت وبلح لتوزيعها على المسلمين الفقراء في القرية في شهر رمضان وكنت أقف بنفسى أمام باب المسجد في "كمبوها" وأوزعها على فقراء المسلمين من أهل القرية وعندما كان يأتى قبطى كى يحصل على شيء من هذه الأشياء كنت أرفض وكنت أقول له هل أنت صائم ومسلم فمن يقول لا كنت أرفض إعطاءها لهم رغم احتياجهم لأنها أشياء تخص المسلمين وحدهم.. وكان إذا جاء شيء زيادة لكمبوها كنت أوزعها على المسلمين خارج القرية لأننى أستشعر أنهم أكثر حاجة من غيرهم.
- ماذا عن المسجد الذي تم بناؤه للمسلمين في كمبوها ذات الأغلبية المسيحية.. وهل يقبل الأقباط هذا الوضع ؟* هذا المسجد تم بناؤه منذ فترة وقد شارك الجميع في عملية البناء بداية من كاهن الكنيسة الذي كان يرسل للبنائين الطعام والشراب وحتى أصغر طفل في القرية.. الكل شارك بما يقدر عليه؛ لأن القرية لم يكن بها مسجد لفترة طويلة، وكان المسلمون يقطعون مسافة كبيرة للذهاب كى يصلون في أحد البلاد المجاورة وهذا كان شيئًا صعبًا وشاقًا لهم حتى تم بناء مسجد كبير في القرية.
- كنت ترفضين تدخل البابا شنودة في السياسة.. لماذا؟* بالفعل أنا رفضت تدخل البابا شنودة في السياسة وأرفض تدخل أي رجل دين ولا الكنيسة في شئون السياسة؛ لأن رجل الدين عليه أن يتكلم بعلاقتى بالله فقط وتقديم الوعظ والسلوكيات الحميدة للبشر كى يصبحون أفرادًا صالحين بدلًا من المعاناة التي نعيشها الآن وأظن أنها كلها سلوكيات كان على رجال الدين إصلاحها بدلًا من إقحام أنفسهم في دوامات السياسة.
- رفضت مرسي والإخوان من البداية فهل توقعتى أن يصل بهما الحال إلى ما وصلا إليه ؟* بالطبع كنت أرفض مرسي رئيسًا وهذا ليس لأننى لا أريد الإخوان لكونهم مسلمين، فأنا كنت أرفضهم لأنهم تنظيم دولي وأنا لست معهم في أن يحكمنا تنظيم دولي، والحمد لله أنهم سقطوا فقد كانوا يريدون إلغاء هويتنا وأنا فخورة بانتمائى لأبو الهول والهرم وأن جدى رمسيس وإخناتون وأفضل أن أموت وأعيش على هذا المنوال، وأقول لهم المسيحيون في هذا البلد كانت تحكمهم الشريعة الإسلامية منذ مئات السنين، وكان يسود بين المسيحيين والمسلمين المحبة والرحمة، والمسلمون في مصر لم يكونوا في انتظار الإخوان حتى يطبقوا هم الشريعة، فلن يستطيع أحد أن يضحك على الشعب المصرى.
- ما رأيك في الإخوان والرئيس المعزول مرسي؟* الإخوان كشفوا أنفسهم بسهولة أمام الشعب ومرسي في أسيوط كانوا يصفونه بأنه (رجل طيب)، وهذا تعبير يقال على شخص له مواصفات معروفة للجميع.
- هل أنت مع كوتة المرأة في الدستور الجديد.. وهل ستكون منصفة للأقباط؟* أرفض كوتة المرأة لأن بها تمييز وأرفض كوتة الأقباط فما قام على مبدأ التمييز أرفضه، وأقرب دليل على ذلك مجلس الشورى في النظام السابق والذي كان به 80 وكانوا معينين وكانوا للأسف لا تسمع أحدًا منهم يتفوه بكلمة؛ لأنهم كانوا مدينين لمن عيَّنهم بالولاء، وبالتالى فالكوتة مشروع فاشل.
- كيف كانت المرأة في عهد مبارك وكيف كانت في عهد مرسي؟* المرأة في حكم مبارك كانت كل يوم تخطو خطوة إيجابية، وسوزان مبارك رغم مساوئها قدمت للمرأة المصرية الكثير، ولكن للأسف تم هدم كل ذلك لمجرد أنها تتبع النظام السابق، وبعد أن كان صوت المرأة عورة في عهد مبارك أصبحت المرأة كلها عورة في عهد مرسي.
- أعز صديقاتك في القاهرة كانت من المسلمين.. ماذا عن ذكرياتك معها ؟* بالفعل فأعز صديقاتى في القاهرة تسمى نجلاء تعمل في الشئون القانونية بالتليفزيون، وهى مسلمة، وقد كانت زميلتى في فترة الجامعة وحتى تخرجنا في الثمانينيات، وقد كنا نقتسم معًا الطعام والسكن ودائمًا هي من تستضيفنى في القاهرة ودائمًا أبيت ليلة عندها نظل خلالها نحكى ونروى ذكرياتنا الجميلة، ولا أتذكر يوما أننا تكلمنا عن "ما دينك وما دينى"، فما يربطنا حب ومودة وعشرة منذ أكثر من 30 عامًا، فهذا هو الشعب المصرى الحقيقى.
- في النهاية بماذا تشبهين أهل قرية كمبوها؟* أهل قرية كمبوها مجتمع مسيحى يقع في أحضان مجتمع إسلامي.
أحمد عبد النور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق