إذا فزعت من أي شيء أو أصبت بـ ‘‘الخضة’’، فمن المفترض أن يقوم شخص برشّ قطرات من الماء على وجهك فجأة، حتى تتلاشى آثار الفزع، ولك الحق أن تعتقد في صحة هذا أو لا تعتقد، إلا أن أهالي قرى أسيوط، يعتقدون في ذلك تمام الاعتقاد، ويرونها موروثات قديمة لا يُمكن التخلي عنها، ولكل مناسبة أو موقف العادات الخاصة به، سواء الزواج أو الإنجاب أول حتى الموت.
في يوم العرس، يأكل العروسان من قطعة خبز واحدة، لاعتبارهم أن لقمة العيش تلك تمثل عيشة هنيئة لهما، وتضع العروس قدمها في ماء به فجل وجرجير، ولا تخرج العروس من منزل الزوجية إلا بشرطين، أن تمر عليها سنة، أو يكون معها مولود، وتقوم بفرش سرير العروس فتاة لم تبلغ، أو فتاة غير مخطوبة، حتى يأتي عليها الدور في الزواج. وفي اليوم الثالث من الزواج، ترسل أم العروس حمام للعروسين، إلى جانب كعك الفرح المخبوز خصيصا لذلك، وفي اليوم السابع من الزواج تُرسل سمك.
المشاهرة فكرة شائعة جدا لدى معظم أهل الصعيد، وخاصة أسيوط، وهي بمعنى الحسد، فمثلا لا يصح أن تدخل امرأة حديثة الولادة أو حائض، على العروس، بل تُقدم العروس إلى الغرفة أثناء تواجدهم.
وفي حال عدم الإنجاب، فيذهب الزوجان إلى منطقة جبال، أو إلى غيط باذنجان، ويدخلا من ناحية ويخرجا من الأخرى، فإذا ظل الباذنجان سليما إذن لا توجد مشاهرة، أما إذا شُق الباذنجان فإن المشاهرة قد انفكت. أما إذا لم ينجب أحد أخوين ويكون قد تم ختانهما في نفس الوقت، فيقومون بشك يد الذي لم ينجب بدبوس، فيما يعرف بـ‘‘الشق’’، حتى ينزف.
في سبوع المولود، يوضع تحت رأسه سبعة جريدات نخل، وفوقه لقمة عيش بها ملح، وسكينة، ومصحف، حيث يعتقدون أن هذه العملية تحافظ على لبن الأم، ويقومون في السبوع كذلك بتوزيع أرز باللبن على الحضور، ويرشون الملح والشيح لاعتقادهم أنه يمنع الحسد، كما أسموا حالات التشنج والبكاء المفاجئ دون سبب للأطفال، بـ‘‘فرحة العيال’’، ويعتقدوا أن علاجها عن طريق وضع قطعة قماش سوداء علي الطفل لفترة وجيزة ثم انتزاعها.
عند الوفاة، يذهب أهالي المتوفى حديثا، للمدافن قبل العيد، فيما يسمي ‘‘جمعة الوداع’’، ويذهبون في كل الأعياد في الصباح الباكر، وقد يبيتون من ثاني إلى رابع أيام العيد، وبيوم الأربعين يصنع أقارب المتوفى ‘‘زلابية’’ ويوزعوها على الأهل، لأنهم يعتقدون أنهم إذا لم يفعلوا ذلك، سوف تسحب المقابر شخص آخر يتوفى بعد أربعين يوم من الأول.
ولم تترك تلك المعتقدات حتى الطعام والشراب، فيعتقدون أن التخطية على أي شيء يصيبه بالضرر، فمثلا إذا خطى شخص على الملوخية فذلك يجعلها عديمة الطعم، والخُطى على الشعر المتساقط تجعله أكثر تساقطا، ويحذرون من أكل البصل قبل صلاة الجمعة، مُعتقدين أن ‘‘يوم الجمعة فيه ساعة نكد’’، وأكل البصل يجلبها.
رشا هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق