قال اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، إنه أشرف خلال عمله كمساعد لرئيس جهاز أمن الدولة عامى 2006- 2008 على كتابة تقارير ورصد تحركات قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى الداخل والخارج، وكان أبرزها رصد تحركات الرئيس المعزول محمد مرسى واتصالاته بالخارج، خاصة تركيا وحماس منذ عام 2005.
■ ما هى أهم القضايا التى قمتم سيادتكم بالعمل عليها فى قطاع أمن الدولة؟
- جميع قضايا أمن الدولة مهمة وكبيرة، وكان أهمها فى الفترة من 2006، وهى بلورة دراسات الثورة المصرية والمد الغربى فى الدفع بالعديد من المنظمات واستقطاب بعض العناصر من الشباب، فى الوقت الذى كانت فيه الأوضاع الاقتصادية والسياسية متردية فى مصر، وكنا نخطر القيادة السياسية الموجودة فى ذلك الوقت مع تحذيرات لها بوجود ثورة مصرية قادمة.
وكان ذلك لخوفنا الشديد من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مقاليد الحكم فى البلاد، لأنها القوة السياسية التى كانت موجودة على الساحة فى ذلك الوقت، وكان هناك رصد كامل لمخطط التنظيم الدولى للإخوان فى هذا التوقيت للسيطرة على مقاليد الحكم، حيث كانت جماعة الإخوان المسلمين تنتظر قيام ثورة شعبية لتقفز على الحكم، كما رصد الجهاز عدة اتصالات بالجانب التركى وإقامة اجتماعات سرية فى إسطنبول والأردن وبيروت ودمشق، ولكن القيادة السياسية أغفلت كل الاعتبارات التى قدمها «أمن الدولة» ولم تدرك عواقبها إلا فيما بعد.
■ ما أهم القيادات الإخوانية التى كنتم ترصدونها كأهداف؟
- كان الجهاز يرصد مكتب الإرشاد بالكامل، وكل تحركاته خاصة الدكتور محمد مرسى، لأنه كان يدير نوعاً من المؤامرة مع تركيا وحماس للاستيلاء على الحكم فى حالة قيام ثورة مصرية.
كما أن قيادات مكتب الإرشاد كانوا يهتمون بالعمل التنظيمى الداخلى للجماعة، وكان مرسى يدير الأمر عقب سجن القيادى الإخوانى خيرت الشاطر فى هذا التوقيت، وتم إلقاء القبض على مرسى فى قضية اتصالات مع دول أجنبية فى هذا الوقت، وكان هذا عقب انعقاد بعض الاجتماعات فى بيروت.
■ هل اخترق الإخوان جهاز الأمن الوطنى؟
- جهاز الأمن الوطنى من أقوى الأجهزة الموجودة فى مصر، وله جذور قوية، ولم ولن يحدث له اختراق، وذلك لأن ضباط الجهاز يتم تدريبهم على أعلى مستوى ضد الاختراق، ولديهم عقيدة ثابتة وهى «حماية بلادهم ومواجهة اختراق بلادهم»، كما أن أحمد عبدالجواد هو مدير النشاط المتطرف بالجهاز، ومن ضمن مهامه الاتصال بكل المنظمات الدينية الموجودة، وعلاقته بخيرت الشاطر وغيره من ضمن مهام عمله فى الجهاز.
■ ما رأيكم فى قانون التظاهر الجديد؟
- قانون التظاهر الجديد قيد على أجهزة الأمن، كما أن التجاوزات لن يُسمح بها، سواء فى ظل وجود قانون التظاهر أو عدمه، «واحنا مش هنسمح لحد إنه يخلى مصر كلها وأسيوط خاصة ترجع تانى لأيام الإرهاب والفوضى».
■ كيف تعاملت مع ملفات جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها داخل المديريات بالمحافظة؟
- الإخوان ليست لديهم القدرة على تعطيل عملى كمحافظ أو خدمات المواطنين، كما أنه تم استهداف جميع القيادات الإخوانية المؤثرة فى المناطق الخدمية، وغير مسموح لفئة معينة بأن تنفرد بقيادة المواقع بالمحافظة، وأجهضنا تماماً ظاهرة الإخوان بالتعاون مع الأمن، وتم وضع خطط لمحاربة نشاط الجماعة بالمناطق العشوائية والفقيرة، وذلك بالتنمية، خاصة فى البنية الأساسية، وتوفير المواد التموينية التى يستخدمونها لاستعطاف المواطن البسيط.
■ البعض يلقب أسيوط بـ«عاصمة التيارات الدينية».. ما رأيكم فى ذلك؟
- «أسيوط ترمومتر الأمن فى مصر، وما دامت المحافظة مستقرة مصر هتفضل مستقرة»، وقد تفهمت طوال سنوات خدمتى حجم التيار الدينى بكل انتماءاته فى أسيوط، والآن نقف على منطقة وسطية محايدة من كل الأطياف والانتماءات، وما نريده هو مصلحة الوطن.
■ حالات التعدى على الأراضى الزراعية وتآكل الرقعة وصلت إلى 16 ألف حالة.. كيف تقرأ ذلك؟
- أولاً هناك حملات أمنية مكبرة لإزالة التعديات التى تم رصدها عن طريق تقارير ومحاضر مديرية الزراعة التى بدأت بالفعل فى إزالة التعديات الزراعية وتنفيذ القانون، ولكن أهم شىء عندى أنه لابد من وجود بديل لوقف التعديات على الأراضى الزراعية، كمشروعات الإسكان.
وكان المشروع القومى، والهدف الرئيسى الذى أحاول جاهداً تحقيقه هو القضاء على البطالة بالمحافظة، إما عن طريق إنشاء مشروع الإسكان الاجتماعى لأول مرة، الذى كان متوقفاً منذ سنوات طويلة، لإنشاء 5064 وحدة سكنية موزعة على مراكز المحافظة، وهناك المشروع القومى وهو مدينة 30 يونيو وتبلغ 150 عمارة و4000 وحدة سكنية مخصصة لمحدودى الدخل والشباب أو التخطيط لمشروع الهضبة أو المشروعات الأخرى، سواء بالمدن الصناعية وغيرها، وهذه مشروعات نوعية تصب فى النهاية لصالح المشروع الذى أحلم به، وهو القضاء على البطالة، وألتمس من الشعب الأسيوطى أن يعطينا الوقت لتحقيق الحلم.
■ كيف تتعاملون مع أزمة المرور بالمحافظة؟
- مرور أسيوط يقوم بأداء متميز رغم عدد السيارات الكبير، لكننا نخطط لتنفيذ محاور جديدة وعمل كبارى بوسط المدينة لتخفيض التكدس المرورى، ومنها منزل كوبرى فيصل الذى يتم العمل عليه الآن، وسوف نقوم بطرح تطوير وتوسعة طريق المطار وطريق الجيش الشرقى الصحراوى.
■ نسبة الفقر فى أسيوط بلغت 69%.. كيف تقرأ هذه النسبة؟
- لدينا 7 مناطق صناعية منها 3 مناطق على أعلى مستوى، وقمنا بجلب مكاتب تسويق استثمارى للتسويق لهذه المصانع داخل مصر وخارجها، خاصة الدول الخليجية، كما تم التواصل مع بعض كبار رجال الاستثمار فى مصر لفتح سوق استثمارية بأسيوط.
■ ما أهم مشكلات الصحة وكيف يمكن تطويرها؟
- وضعت خطة ممنهجة للتعامل مع ملف المستشفيات الصحية، خاصة القروية التى تحتاج إلى تطوير سريع فى القرى والمراكز، وهناك 6 مستشفيات يجرى العمل على تطويرها طبقاً لخطة وزارة الصحة.
وأرسلت عدة خطابات وتقارير إلى رئاسة التأمين الصحى بسرعة الانتهاء من مستشفى المبرة التابع للتأمين الصحى الذى يخدم قطاعاً عريضاً من المنتفعين بجنوب مصر، وأنا مؤمن بالزيارات الميدانية والمفاجئة للمستشفيات للوقوف على أداء تلك المستشفيات التى عانت طويلاً من الإهمال، وقررت فى اجتماع مع مديرى المستشفيات صرف الأدوية من الصناديق الخاصة لتلك المستشفيات، بحيث إن المريض «يلاقى خدمة ويلاقى علاج».
وهناك خطة تطوير أخرى لاحتياجات تلك المستشفيات من أجهزة الأشعة والغسيل الكلوى والحضانات، وتمت مخاطبة وزارة الصحة بسرعة الانتهاء منها، وسوف أتابعها بنفسى، وهناك مجموعات عمل للتفتيش والمرور الدورى على المستشفيات.
ممدوح ثابت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق