نحمل الحجارة فوق رؤسنا لنعمر أرضنا بدلا من تعمير بلاد الناس الغريبة وتبقي الصحراء كذلك علي حالها, ولم نطلب المستحيل فقط نريد من الدولة ان توفر لنا الكهرباء بالتقسيط وإحنا بعرقنا نحول الصحراء لجنة في الوقت الذي يتم فيه إنهاء كل الاجراءات للكبار وتوصيل الكهرباء في أغلب الاحيان علي نفقة الدولة
.. بهذه الكلمات استفتح المزارعون بالظهير الصحراوي لقرية بني عديات بمركز منفلوط بأسيوط الذين يستحقون لقب فرسان الصحراء كلامهم لمندوب الأهرام في رحلة داخل الصحراء.
الحاج أحمد ابراهيم55 سنة يقول فلاحمن قرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط والتي تبعد عن هذه الأرض التي جاء لتعميرها بنحو40 كيلو: إننا جئنا لهذا المكان بهدف تعمير هذه الصحراء وتحويلها لجنة خضراء بإذن الله علشان آكل أنا والعيال ونلقي مكانا نشتغل ونضيع فيه وقتنا ونحن ناس بتوع أكل عيش ونحقق لبلدنا الاكتفاء الذاتي من القمح ولا تظل عالة علي أحد, ويضيف إبراهيم فأنا ورثت عن والدي3 قراريط ونصف قيراط لو زرعتها قمحا لا تكفي لإطعام طفل ولو زرعت بالبرسيم لا تكفي معزة في الوقت اللي فيه العيال كبروا ومنهم من كان يساعدني في مصاريف البيت بالسفر لليبيا ومنهم من سافر للسعودية ونظرا للظروف الحالية بدأوا يرحلونهم طب نروح فين وأرضنا وصحرتنا موجودة والدولة كتر خيرها تصرف لنا10 أرغفة علي10 عيال جاهزين ينحتون الصخر ليأكلوا ويعيشوا.
ويضيف عنتر محمد سطوحي42 سنة فلاحوليس معناه إننا جئنا المكان سنجد الجنة الموعودة ده أرض جبل جلد والجبل يحتاج لجبل من الأموال والأنفار ومواصلة العمل الليل بالنهار ونحن مستعدون وبلدنا أولي بينا من المرمطة والبهدلة في بلاد الناس وتبقي الصحراء كده خراب وعيالنا يشتغلون معانا بدلا من الشقاوة واللعب.
ويكمل سطوحي كلامه: فبدأنا ندخر من قوتنا واللي عنده أي حاجة يتصرف فيها لحد ما اشترينا الجرار الزراعي, وبدأنا رحلة تصليح الأرض وجمع الحجارة علي أكتافنا لخارج الأرض وكل واحد جايب عياله وطالع عينه في تجميع الحجارة ونقلها ولكنهم مبسوطون ان عندهم أملا في أن كل واحد يبني حتة بيت يعيش فيها هو وعياله وهو ده حال الغلبان ومصر أغلبها غلابة. ويؤكد حسني سيد البر35 سائق الجرار وبعد عامين من العمل في الأرض وتصليحها ربنا أكرمنا وجمعنا قرشين من هنا وهناك وحفرنا بئر المياه ونظرا لأن هنا الاراضي مرتفعة فنزلنا الماسورة250 مترا وتكلفت110 آلاف من الجنيهات, وهي جاهزة لو تم توصيل الكهرباء نشتري الغاطس ونبدأ في الزرع فورا, وفي النهاية كله سيعود علي البلد بالخير ولولا الصحراء لحدثت في مصر مجاعة, فالجبل هو اللي بيمد مصر بكل أنواع الخضار, وفي نفس الوقت مكان يفرغ فيه الشباب قوته بدلا من أن ينحرف ويسبب مشكلات لبلده وأسرته وبدلا من أن يسكن هذه الصحراء الارهابيون وقطاع الطرق.ويشاركه الرأي السيد عبد الرحيم40 سنة فلاح وقبل الثورة كانت الدولة مشكورة كل ما تجد واحدا من الفلاحين صلح حتة أرض وزرعها تعمل له محضر تعد علي صحراء الدولة وتقوم بتخريب الزرع وردم البئر وحبسه لتعود الأرض من جديد صحراء وكأنها حكومات جاءت لتدمير مصر وتخريبها وأنا هنا لا أكلمك علي أرض قريبة من العمران وإنما عن صحراء تبعد عشرات الكيلومترات داخل الجبل يقطعها المزارعون يوميا للوصول لهذه الأرض في حضن الجبل لزراعتها.
ويؤكد عبد الرحمن سيد35 سنة فلاح أن أحد جيرانه يدعي الحاج أحمد باع كل ما يملك وجاء هنا وقام باستصلاح قطعة أرض جوه في الجبل واشتري موتور ديزل وزرع سنة اتخرب بيته وأصبح علي الحديدة لأن تكلفة السولار نار وأعطاله كثيرة وصعب يأتي له مكانيكي هنا في الجبل لأنه سيضيع اليوم كله معاه وهو تقدم لتوصيل الكهرباء فلففوه حولين نفسه وطلعوا عينه في الموافقات والإمضاءات وفي النهاية لم يوصلوا الكهرباء وقالوا له قدم طلبا استثماريا وكأنه رجل أعمال من الكبار, وكل كام يوم يحضر الحاج أحمد فنطاس مياه علشان يروي مجموعة الشجر التي زرعهم بدمه وخايف عليهم يموتون.
في السياق نفسه أكد أحمد حسني نائب حزب النور بأسيوط أنه طالب كثيرا بأن تقوم الدولة بعمل مسح شامل لكل الأراضي القابلة للاستصلاح وتصليحها من خلال الدولة وتوزيعها علي الشباب كل بحسب بلده إذا كانت الدولة تريد تعمير الصحراء بدلا من تركها وفي حال قيام الأهالي بمحاولة تعميرها يتم التعامل معهم علي أنهم معتدون.
وفجر مهندس ضياء مكاوي مدير قصر ثقافة أسيوط والحاصل علي ماجستير في الاقتصاد الزراعي مفاجأة بأن فريقا من الباحثين الإيطاليين كلفتهم الحكومة بعمل مسح وحصر لكثير من الاراضي الصالحة للزراعة وذلك في سنة1958 ودونوه في كتاب حمل عنوان صحراءنا أكدوا أن الصحراء الغربية بمصر تسبح فوق أنهار من المياه تفوق نهر النيل كفيلة بتحويلها لجنة خضراء متعجبا كيف يصدر هذا الكتاب في الخمسينيات ولم تستغل الصحراء حتي الآن وهو دليل علي أن حكومة الثورة وقتها كانت تدرك قيمة تعمير الصحراء, خصوصا أننا الآن نستورد أقماحا بملايين الجنيهات.
حمادة السعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق