تعاني العزب وتوابع القري في محافظة أسيوط من انعدام تام لمعظم الخدمات فلا توجد مدرسة ولا وحدة صحية ولا محلية ولا أي شيء وتزداد هذه المعاناة ضراوة في حال حدوث شجار بين عزبتين او بينهما وبين قرية من القري المجاورة لتتحول إلي سجن كبير لا يدخله أحد ولا يخرج منه
وأحيانا يفرض عليه حظر التجوال الأهلي يقول حمدي محسب نائب رئيس مدينة القوصية وبها نحو40 عزبة وتابعا: إن نشأة العزب قديم جدا فهناك من العزب تفوق في عدد سكانها الآلاف نتيجة لقدمها مثل عزبة انطون التابعة لقرية مير مدرسة, والتي نشأت كنتيجة طبيعية للتوسع السكاني خصوصا في ظل عدم وجود تخطيط وعمل احوزة عمرانية قريبة لأن موضوع الحصر للأحوزة قد يستغرق وقتا طويلا وأضاف محسب والبعض الآخر نتج بسبب وجود مشكلات أو صراعات بين العائلات وهو ما يضطر ـ حقنا للدماء ـ إحدي العائلات للخروج وترك القرية الأم وبناء عدة بيوت تابعة لها تتزايد مع مرور الوقت مثل عزبة الشحات التابعة لقرية بني قرة, وأشار محسب إلي أن معظم هذه العزب تتمتع بخدمة الكهرباء التي كانت توصل إليها من خلال ما يعرف بالخطط لعاجلة للقري وهو مبلغ كان يقدر بنحو250 الف جنيه سنويا وقد تم وقف اعتماده منذ عدة سنوات.
ويضيف فكري ثابت رئيس مدينة منفلوط السابق وبها نحو50 عزبة أن هذه العزب والتوابع هي مرادف لما يعرف بالعشوائيات بقيام بعض الافراد ببناء منزل وسط زراعته ويأتي جاره ويفعل مثله خصوصا الزراعات التي تقع علي طريق تقوم الدولة برصفه وهو ما يشجع علي البناء ومن ثم فهذه العزب لم تكن مكونا من مكونات الدولة وبالتالي لا تنطبق عليها معايير وضع الخدمات والتي تتطلب عددا معينا من السكان فالوحدة الصحية مثلا يجب أن تخدم20 ألف نسمة, ورغم أن هناك من العزب ما يبعد بنحو5 كيلو مترات عن القرية الأم حيث توجد المدارس وغيرها فان المواطن هو من اختار هذا المكان ومن ثم يتم توفير الخدمات له من اقرب مكان, يقول أنور محمود مزارع من عزبة تل براس رغم أن عدد سكان العزبة يزيد علي3 آلاف نسمة فإنه لايوجد بها وحدة صحية مما يضطر سكان القرية في حال تعرض أحد منها إلي مكروه أن يتم حمله علي الدابة حمار والسير به مسافة حتي الوصول الي أقرب مكان فيه وسيلة مواصلات ليتسني الذهاب بها لمدينة القوصية أو قرية بني قرة التابعة لها العزبة لعمل الإسعافات, ويشاركه الرأي وحيد فارس مدرس قائلا ولك أن تتخيل المعاناة التي يعيشها أطفال لاتزيد سنهم علي6 سنوات في الذهاب إلي مدرسة قرية بني قرة.
حمادة السعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق