قال الشيخ محمد حسان، عضو مجلس شورى العلماء، إن الصراع الحالي في مصر هو «صراع من أجل الكرسي»، مضيفًا أن «مصر الآن تمزق وترتهن على صراع من أجل كرسي، ودنيا زائلة، والطرفان فيها من المسلمين معصومي الدماء».
وأشار «حسان»، خلال لقائه مساء الخميس على قناة «الرحمة»، إلى أن الاقتتال الدائر بين طرفي الصراع «قتال الفتنة» الذي لم يراع فيها أحد حرمة الدماء، مشيرًا إلى أنه «حذر كثيرا من سفك الدماء المعصومة من المصريين جميعا مسلميهم وغير المسلمين»، وتابع: «لعنة الله على كرسي تُسفك من أجله الدماء، وتضيع في سبيله الدعوة إلى الله».
وأكد «حسان»، أن «الدين لن ينتصر بالتكفير، ولن يقوم بالتفجيرات التي ملأت مصر هذه الآونة»، داعيا الجميع لتقوى الله وعدم الحديث إلا فيما يصلح ولا يفسد، والاعتصام بالله والقرآن والسنة والأخلاق والحب في الله، مشددًا على أن «التقوى والتمسك بها هو السبيل لنجاة البلاد مما تمر به في المرحلة الحالية».
ودعا للتفريق بين مصلحة الجماعة ومصلحة البلد، وقال: إن «الجماعة تجمع أفرادها أفكار معينة، أما الدولة فمليئة بأفكار وجماعات شتى تحتاج أن يستوعبها من يتولى الحكم ولا يتعامل مع أبنائها كتعامله مع أبناء جماعته»، مؤكدًا أن السلم المجتمعي هو صمام الأمان لمصر بعد القرآن والسنة.
وأشار إلى أنه «نزل بعد فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في (رابعة والنهضة) لحقن الدماء، ولم ينزل لحشد الناس وزيادة أعدادهم كما روج أنصار الإخوان»، متعجبا ممن يحرضوا على سفك الدماء، متسائلًا: «كيف سيلقون الله يوم القيامة وأول ما سيقضى فيه يومها الدماء قبل الشرك والكفر».
وأكد أن من يفرق بين دماء المصريين جيش وشرطة وشعب «خائن لدينه ولربه»، مشددًا على أن الأزمة لن تحل بالحل الأمني فقط، بل بالحوار لاحتواء الجميع والتنمية لتحريك قاطرة المجتمع إلى الأمام.
وتوجه عضو مجلس شورى العلماء السلفي، بالنصح لكل من له ولاية وسلطان وحكم أن «يحرص كل الحرص أن تكون بطانته ومستشاروه من أهل العلم الصادقين الذين لن ينصحوه إلا بما يرضي ربهم سبحانه وتعالى»، قائلا: «ما أرخص الكذب والتملق والنفاق والخداع، وما أعز الصدق حتى لا تسال الدماء رخيصة من أجل منصب حقير زائل ومن أجل كرسي صغير فانٍ».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق