التجمهر.. قطع طريق طوله 50 متر.. التآمر على الدولة.. هي التهم الموجهة لحسام حسن، الناشط السياسي الأسيوطي، بمفرده، قضى بسببهم 55 يومًا في محبسه، بعد أن أُلقي القبض عليه يوم 25 يناير 2014، في الذكرى الثالثة لثورة يناير، خلال فترة الأجازة التي نزل فيها من السعودية، حيث يعمل، إلى مصر.
وبعد أن طالب فريد زهران، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي، المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، التدخل للإفراج عن حسام حسن، كما طالب الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب، بالإفراج عن حسن، وذلك خلال جلسة الاستئناف على حبسه بعد القبض عليه بسبب مشاركته في وقفة ضد قانون التظاهر دون إخطار، أكد حسن أنه أُفرج عنه بعد أن أُدرِد اسمه ضمن
هو حسام حسن عبد الرحمن، 31 سنة، عضو الهيئة العليا وأمين محليات شباب الحزب المصري الديمقراطي، ويعمل مدير تسويق إحدى شركات مركز التعاون الخارجي بالسعودية، التي قضى فترة أجازته من العمل فيها داخل محبسه بدلًا من أن يقضيها وسط أسرته، وقابل أناس ساهموا في تغيير نظرته لأشياء كثيرة، رواها لـ‘‘المندرة’’، في الحوار التالي..
**قصة القبض عليك تضمنت روايات مختلفة، فقيل إنك نظمت مظاهرة وإنك حُبِست بمفردك.. فما الحقيقة؟
لم يكن هناك مظاهرة من الأساس كانوا مجموعة من الشباب عددهم لا يتجاوز 7 أو 8 أشخاص يعبرون عن رأيهم في 3 دقائق، وكان موضوع وليد اللحظة، ولو نظمت للمظاهرة كنت سأقول، ولو نظمت أي حركة ثورية من المؤكد أن الأعداد ستكون أكثر من ذلك.
**إذن بماذا تفسر القبض عليك؟
أفسره بحالة الانفلات الأمني العشوائي، وهو نفس ما جرى وقت أحداث مجلس الشورى، ونفس ما حدث في أسيوط والمنيا ومحافظات أخرى، أُلقي القبض عليهم بصورة عشوائية وتوجيه تهم إليهم أيضًا بصورة عشوائية، وليس أمامنا سوى احترام القضاء.
**لكن لماذا قُبِض عليك دون غيرك وبقيت في محبسك 55 يومًا؟
ده الشيء الغريب في الموضوع، ومالوش إجابة واضحة، لأن عندنا قضاة بنثق فيهم.
**قرابة شهران من الحبس، كيف أثرت هذه الفترة في حسام حسن؟
إحساس غريب إنك يتقبض عليك مدة تزيد عن 24ساعة، من غير توجيه اتهام محدد ثم تتوجهلك اتهامات كثيرة، تفكيري زي ما هو لأني عضو بكيان سياسي ملتزمين بأفكاره، والحزب كان رافض تماما لقانون التظاهر من أول الدكتور محمد أبو الغار ولحد جميع المحافظات من القاهرة لأسوان.
التغيير في الفترة دي أنها زادتني إصرار، لأنه أعتقد أن الموضوع أثبتلي أننا محتاجين لتغيير أسلوب عملنا من خلال التواصل والعمل على الشارع عشان نقول للناس إن اللي بيحصل بعد ثورتين متتاليتين خطأ.
أيضا غيرت فكرتي ورؤيتي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث وجدت أن هناك نسبة كبيرة من الشباب الصغير منهم نادمين على تسرعهم ومقتنعين بأن النخبة من تنظيم الإخوان هي من أدت بهم إلى ذلك، وضرت البلد والتنظيم.
**هل ستشارك في مظاهرات مستقبلًا؟
المظاهرات لم تقف في مصر بعد قانون التظاهر، فالفكرة هي لماذا أتظاهر؟ أكيد هناك مطلب شرعي أتظاهر من أجله، ففي يوم 25 يناير، لم يُقبض على الناس التي تجمعت وكانوا أكتر من 10 بحسب قانون التظاهر، فالقانون مفيهوش عارفين أنها احتفالية، القانون يُطبق على الجميع بداية من الرئيس إلى موظف بالدرجة السادسة، وعلى الرغم من ذلك كل مؤسسات الدولة دعت للتظاهر.
كل يوم في مصر فيه كيانات وأشخاص بيتظاهروا، ولكن للأسف الإعلام بيسلط الضوء على أناس دون غيرهم، مثل عمال الحديد والصلب وأسمنت أسيوط، وكان قريبا فيه مظاهرة في ميدان الأوبرا ضد قانون التظاهر والمقبوض عليهم في 25 يناير 2014، وللأسف لم يذكرهم أحد.
**وما موقفك من قانون التظاهر؟
اعتراضنا ليس على قانون التظاهر، بل على بعض البنود فيه، أولها منع الاعتصام، أي لو أن عامل اعتصم في مصنع لأن لديه مطلب، سوف نُجرّمه ونحتجزه، ثانيًا القانون سمح للداخلية بإلغاء المظاهرة قبل بدايتها، ثالثًا نص القانون أن يجتمع كل مدير أمن أو محافظ مع السلطات التنفيذية بالمحافظة لتحديد مكان التظاهر، وهذا لم يحدث في أي محافظة، واعترض المجلس القومي لحقوق الإنسان على نفس البنود، أعتقد أن قانون التظاهر مات يوم ما خرج، وكان غلطة كبيرة في حق 25 يناير و30 يونيو.
**صف لنا الفترة التي قضيتها في الحبس؟
مفيش سجن حلو، أنا كنت بنام على البلاط ودورات المياه وضعها سيء جدا، مفيش سجن في مصر مطابق لقواعد حقوق الإنسان التي من المفترض أننا موقعن عليها، وإحقاقا للحق العميد صالح الخطيب، مأمور قسم ثان أسيوط، كان بيعامل جميع السجناء السياسيين معاملة جيدة، حتى سجناء الإخوان، وأتمني رؤية كل ضابط شرطة مثله.
**ماذا كان ردك على حجم التهم الموجه إليك؟
أنكرتها لأنها لم تحدث، منهم ثلاث تهم في نفس السياق وهي التجمهر وقطع الطريق والتآمر، قطع الطريق موجه لي بمفردي، لكي أن تتخيلي كيف أقطع شارع الهلالي اللي عرضه 50 متر، مع العلم أن شارع الهلالي ناحية مديرية الأمن مقفول بتعليمات أمنية، ودي كانت نقطة تناولها الدفاع.
باقي التهم هي مخالفة قانون التظاهر، مع العلم أن قانون التظاهر صدر يوم 25، وينبغي بدء تطبيق أي قانون جديد بعد نشره في جريدة الوقائع الرسمية بثلاثة أيام، وأنا تم القبض عليا يوم 27، والتهمة الأخرى تآمر وتحريض، وغير مذكور تآمر على من.
**بماذا تفسر القبض على المتظاهرين السلميين؟
أعتبرها حالة تخبط، فلابد من التفرقة بين متظاهرين سلميين لهم حقوق مسلوبة، ومطلب شعبي كعمال الأسمنت ونقابة الأطباء، وبين ناس بتنادي بعودة الرئيس المعزول.
**كيف رأيت رد فعل القوى السياسية في مساندتك أثناء فترة القبض عليك؟
ما توقعته من رد فعل حزب المصري الديمقراطي وجدته، لأني سبق ورأيت لهم مواقف سابقة مع آخرين وكان يساندهم بشدة، أيضا عدد من شباب الثوار والحركات السياسية ساندوني، وبعد الفضل لربنا الفضل لشباب كثيرة.
**هل أثر حضور زياد العليمي وخالد علي في سير التحقيق؟
هم أصدقاء أعزاء أكن لهم كل الاحترام لكن الحقيقة أن القضاء أخلى سبيلي بعد أن تأكد من عدم إدانتي، لكن حضورهم زادني ثباتًا.
**هل ترى أنه من المقصود إخلاء سبيلك يوم الاستفتاء؟ وهل أدليت بصوتك؟
لأ، أعتقد الإفراج كان بمحض الصدفة، ورُحت أدليت بصوتي، صوتّ بنعم.
**هل ناشد الحزب الفريق السيسي للإفراج عنك كما نُشر في بعض وسائل الإعلام؟
أعتقد أن الحزب لم يناشد الفريق السيسي لكن كان هناك مذكرة بأسماء جميع المقبوض عليهم، قُدِمت للنائب العام والرئيس عدلي منصور.
**ما الخسائر التي تعرضت لها نتيجة حبسك؟
فقدت عملي وهي تأشيرة دخولي للملكة العربية السعودية وأنا راجل بصرف على أسرتي، وتوقف دخل الأسرة كلها كان أمر مش هَيّن، الحالة النفسية لأسرتي سيئة جدا، ووالدتي مرضت، فأنا متسامح مع نفسي على 55 يوم، لكن مش قادر أصلح الأمور مع الآخرين، كل اللي أقدر أقوله الحمد لله، فيه ناس ماتوا ولم نسمع عنهم حتى.
**حدثنا عن وجودك مع حمادة سعيد ومحمد آمر في حبس واحد مع اختلاف التوجهات والقضايا؟
الصحفي حمادة سعيد شخص غير منافق لنفسه أو لبلده، وكل كلمة بيكتبها بالسلب أو بالإيجاب هي في صالح البلد، وأعتقد أن رئيس القلم السياسي في أقدم وأعرق جريدة وهي الأهرام، عندما يفعل معه هكذا فهي علامة استفهام كبيرة، وسكوت النقابة كل هذه الفترة وعدم تحركها بشكل سريع أيضا يجعلنا نضع علامة استفهام أكبر.
ولا أنكر أنني استفدت من وجوده، حيث ثقافته ونظرته من خارج الدائرة، فهو خارج دائرة الصراع ليس له انتماء سياسي، وكنت أشاهده يصلي قيام الليل، ويدعو لمصر لا لنفسه ولا لأحد أو على أحد،وفي اعتقادي الشخصي هو مظلوم.
أما الصحفي محمد آمر، فلم أجلس معه فترة طويلة لأنه كان يذهب ويعود، ولم أعلم ملابسات قضيته، ولكن لا أري تهمة في ممارسة عمله كصحفي.
**باختصار.. ما رأيك في 6 إبريل؟
الثورة لم تكن 6 إبريل ولا أحمد ماهر ولا محمد عادل، وهذا ليس ذمّ في أحد، ولكن من لديه دليل إدانة لأحد يعطيه للنائب العام، ولا يصح أن نخرج لنشوه أو نهاجم في بعض، ومن قام بتأجير أداة إعلامية يهاجم بها س و ص، هم نفس الأشخاص الذين حملوهم على أكتافهم سابقا، والشعب تعلم من الثورة الجراءة، والتفكير في الكلام كويس، أظن الموضوع واضح وحرامية الفرح ظهروا.
يعني مثلا يوم الاستفتاء، كان الرد واضح من خلال نسبة المشاركة في التصويت وخاصة من الشباب المُحبَط، ورفض شباب الثوار حضور اجتماع المستشار عدلي منصور، إلا بعد خروج زملائهم المعتقلين، أعتقد هذا من شأنه أن يراجع ناس كتير مواقفهم.
**كيف كان رد فعلك على خبر القبض على أحمد جمال الدين، منسق 6 إبريل؟
ذكّرني بيوم القبض عليا، وأغرب شيء سمعته إنه أحمد جمال الدين إخوان، وهذا ضد العقل والمنطق، لأني شاهدت الإخوان بيلفقوا له القضايا وبيتحرشوا به، هو من الناس الصادقة وبيهتف في تظاهراته بصدق، أنا شفته مرة بيدفع فلوس من جيبه الخاص لتأجير سماعة أو لافتة أو عربية وقت الإعلان الدستوري للإخوان، ومفيش حد ممكن يتقن التمثيل سنة كاملة.
**لمن صوتك في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
سوف أدعم مرشح الثورة، بمعني أوضح، أقيم اجتماع بين خالد على وحمدين صباحي لكتابة عقد يوقع عليه أغلب الأحزاب السياسية التي شاركت بالثورة، ليُقدَّم ضمن البرنامج الرئاسي، ووقع عليه حمدين، وبالتالي هو مرشحي.
**ما الذي يدفع ناشط سياسي مثلك للهجرة والعمل بالسعودية؟
لأني راجل مُنتِج، ومحبش أكون عالة على المجتمع في ظل ظروف الأجور المتدنية، فضلا عن أني متابع للإحداث ومشارك فيها في كثير من الأوقات.
**ما هي خطة حزب المصري الديمقراطي لانتخابات النواب القادمة؟
الدفع بالشباب سواء كانت الانتخابات بشكل قائمة أو فردي أو مختلطة، فهناك 12 عضوًا بالهيئة العليا بالمصري الديمقراطي بأسيوط سوف يتم الدفع بهم.
**إذا أردت توجيه رسالة لأحد الآن، فمن هو وما هي الرسالة؟
أوجه رسالة إلى الإعلام، والرسالة هي ألا تصنعوا من أحد المهدي المنتظر، فلا أحد معه عصا موسى، وأحلام الناس بترتفع بسبب الحالة الإعلامية التي تصنعوها لهم، وعندما لا تتحقق يُصدمون.
رشا هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق