"أكل العيش مر والحصول على رغيف العيش أصبح أكثر مرارة"، هذه الكلمات
قالها عم مصطفى أبو زيد 67 عامًا من منطقة شركة فريال بوسط مدينة أسيوط،
مواطن بسيط كرس حياته لتربية أبنائه ودخل سوق العمل حتى يضمن لهم الحصول
علي حياة كريمة ولكن في وسط طابور طويل لانتظار الخبز قال جملته الشهيرة.
في البداية يقول عم مصطفى، "اتغربت وشربت المر برة وجوة علشان أأكل عيالي
لقمة نظيفة ولكن الحال أصبح أسوأ مما مضى"، سافرت إلي الخارج وعملت بجد
وكرست حياتي للعمل لكي أجمع المال حتى أنشئ أبنائي في مستوى معيشي يليق بهم
إلا أنني عندما قررت العودة إلى مصر مرة أخرى وجدت الحال أسوأ مما تركته.
وأضاف "مصطفى"، أن طابور الخبز لا ينتهي والساعات تمر لتحصل على ما يكفي
احتياجك اليومي من الخبز ولكن ما باليد حيلة "يا تقف في الطابور يا تشتري
الرغيف أبو 50 قرش"، وللأسف زادت "الطوابير" الطويلة أمام المخابز والقتال
والمعاناة من أجل الحصول علي رغيف الخبز حتى يستخدمه البعض كعلف للطيور
والمواشي في الأسواق الشعبية.
يقول فريد صاحب مخبز بقرية الفتح: طالبنًا مرارًا وتكراراً بتحرير سعر
رغيف الخبز بالسوق المصرية حتى يصل سعر الرغيف إلى 25 قرش حتى يمنع
المستغلين الذين يقومون بشراء الخبز بكميات كبيرة وبيعه بالسوق السوداء
ليستخدم كعلف للبهائم.
وأشار "فريد"، يجب على الحكومة أن تقوم بصرف الدعم نقداً إلي المواطنين
حتى تضمن وصول الدعم إلي مستحقيه أما بهذه الطريق لا يصل الدعم نهائياً إلي
مستحقيه وإن وصل فتكون نسبته لا تتعدي 30% والباقي لأصحاب النفوذ والقوي،
بالإضافة إلي المواطنين الذين يقومون بشراء الخبز بدون كارت "اشتراك" هذا
يؤثر سلباً علي حاملي الاشتراكات ويضر بهم لتقليله نسبة الخبز الذي يحصلون
عليها.
وتقول "أم عمر" ربة منزل: رغيف العيش أصبح وسيلة سهلة للتربح فيقوم العديد
من المواطنين بشراء كميات كبيرة من الخبز ثم يبيعونها في الأسواق بأضعاف
ثمنه مثل سوق الثلاثاء كعلف للدواجن والمواشي بعد أن يقوم بتجفيفه وتعبئته
في شكائر تحت سمع وبصر المسئولين بالمحافظة ودون أي اهتمام منهم.
وقال فتحي سليمان موجه بالتربية والتعليم: نعانى يومياً من أجل الحصول علي
رغيف الخبز حيث نقوم بأداء صلاة الفجر لنخرج مهرولين لنحصل على رغيف خبز
ورغم ذلك نجد طوابير طويلة من الرجال والنساء في انتظار الحصول على العيش
لإطعام أبنائهم فلماذا توجد منظومة ونقوم بسداد الـ 6 جنيهات نظير
الاشتراك.
وأضاف سليمان، أن أصحاب الاشتراكات لا يحصلون إلا على 10 أو 15 رغيف على
الأكثر للعائلة الواحدة وهذا بالطبع لا يكفى ولا يتم توصيل الخبز للمنازل
والمواطن يدفع الاشتراك للمحافظة بدون أي جديد.
هذا، وقد قال محمود العسقلانى رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء بأن هناك
مجموعة قانونية تعد مذكرة قانونية، تمهيداً لإقامة دعوى قضائية، طعناً على
قرار محافظ أسيوط بتأجير المخابز الحكومية والمتنزهات العامة.
وأضاف "العسقلانى" أن تأجير المخابز للقطاع الخاص فاقم من أزمة رغيف الخبز
بأسيوط، خاصة أن هذه المخابز يدفع مستأجروها أرقاماً مغالى فيها تتجاوز
التكلفة الحقيقية للرغيف، وهو ما يعنى أن هذه الحصص يتم تسريبها لتعويض
الخسائر.
وأكد "العسقلانى" أن المستأجرين يعوضون الفارق الكبير من الإيجارات بتسريب جزء كبير فى الحصص، لتوفير هامش ربح.
وقال: إن خطاب مديرية التموين بأسيوط عن موقف الخبز بالمحافظة والمعروض
على الوزير أن يوجد بأسيوط 18 مخبزًا خاصًا بالقطاع العام والمحليات تبلغ
حصتها 2026.5 طن دقيق طوال الشهر أي ما يعادل 20265 جوالا زنة 100 كيلو
استخراج 82 شهرياً لإنتاج 22.291.500 رغيف شهرياً بمعدل 1100 رغيف للجوال
الواحد.
وقال عاطف يوسف أمين عام الغرفة التجارية بأسيوط: طرحنا أكثر من مرة مشروع
تحرير سعر الدقيق والخبز وجعل الدعم مالي حتى يصل إلى مستحقيه، ولكن بهذه
الطريق أصحاب النفوس الضعيفة وأصحاب النفوذ هم من يستولون على الدعم.
وأوضح يوسف، أن أصحاب المخابز يعانون ما بين ارتفاع أسعار الإنتاج سواء من
عمالة أو مواد خام في ظل ثبات سعر رغيف الخبز مما جعل بعض أصحاب المخابز
أصحاب النفوس الضعيفة على بيع الدقيق في السوق السوداء أو الغش في وزن
وجودة رغيف الخبز.
وأضاف مجدي سليم وكيل وزارة التموين أن مديرية التموين تقوم بحملات
تموينية بالتنسيق مع مديرية الأمن لإعادة السيطرة وإعادة الانضباط مرة أخرى
إلى الشارع الأسيوطي، وتمكنت الحملة خلال الأسبوع الماضي من ضبط 97 قضية
إنتاج خبز بلدي وطباقي غير مطابق للمواصفات وناقص للوزن و5 قضايا للتصرف في
عدة شكائر دقيق بلدي مدعم زنة 50 كيلو جرام و2 قضية إدارة مخبز سياحي بدون
ترخيص و1 قضية عدم نظافة أدوات الرغيف والعجن.
محمد أبو شادى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق