نجحت أجهزة الأمن بأسيوط، وبالتنسيق مع أعضاء لجنة المصالحات، أمس السبت، من إنهاء خصومة ثأرية بين عائلة الطباخين بقرية نجع خليفة التابعة لمركز المراغة وبين عائلة الساعاتي بقرية درنكة الجديدة، وذلك بقيام والد المتهم بتقديم الكفن لأشقاء المجني عليه رمزا للعفو، والتسامح بالسرادق المقام بدوار عائلة اليماني بقرية دوينة التابعة لمركز أبو تيج
تم الصلح بحضور اللواء ممدوح عثمان نائب مدير أمن أسيوط، والعميد حازم أنس مأمور مركز شرطة أبو تيج، والعقيد طارق يحيى رئيس فرع البحث الجنائي لجنوب أسيوط، والنقيبين مصطفى أبو دومة وهيثم عبد الرازق معاوني المباحث، والعميد أحمد أبو عقرب عضو الشعب السابق، وأعضاء لجنة المصالحات الذين تمكنوا من إنهاء الخصومة بين الطرفين الممثلة في الشيخ الأمير علي محمد وأبناء عمومته، والحاج ممتاز السيد يوسف والحاج أحمد محمد حسانين والبدري عطية أحمد والحاج إبراهيم العنتبلي، وأكثر من 3 آلاف من أهالي قرى مراكز المراغة وأبو تيج ودرنكة.
ترجع وقائع الخصومة إلى عام 2013 على خلفية وقوع مشاجرة بالأسلحة البيضاء بين المجني عليه أحمد ناصر مصطفى من عائلة الساعاتي بقرية درنكة الجديدة في أثناء عمله كسائق توك توك في مدينة المراغة، والمتهم محمد رفعت عبد النعيم من عائلة الطباخين بقرية نجع خلفية التابعة لمركز المراغة، بسبب أسبقية المرور في أثناء قيادتهما مركبات التوك توك، تطور الخلاف بين الطرفين إلى مقتل المجني عليه، وألقت الشرطة القبض على المتهم، وقررت محكمة الجنايات حبسه 5 سنوات.
حيث بدأت مراسم الصلح بآيات من القرآن الكريم وتقديم من الشيخ الأمير علي محمد، والذي رحَّب بالقيادات الشعبية والأمنية والتنفيذية والعائلتين المتخاصمتين بقبولهم إنهاء الخصومة الثأرية وسعيهم للحفاظ على حقن الدماء.
ثم تحدث العميد أحمد أبو عقرب، عضو الشعب السابق عن مركز أبو تيج، والذي تحدث عن العفو والتسامح أو مطالبة باقي العائلات المتخاصمة بالحذو مثل عائلتي الساعاتي والطباخين في إنهاء الخصومات الثأرية، موضحا أن إنهاء الخصومة بين أبناء محافظتين لا بين أبناء عائلتين، وطالب أبو عقرب بالحفاظ على القسم على كتاب الله وعدم نقض العهد، مستدلا بأحداث قرية بيت علام بمركز جرجا، وما ترتب عليها من دم وخراب بين العائلتين بسبب نقض الصلح.
من ناحية أخرى، تحدث اللواء ممدوح عثمان، نائب مدير أمن أسيوط، عن عواقب الخصومات الثأرية والنتائج المدمرة في الصعيد، وأكد أن الخصومات الثأرية على مدى العصور السابقة تسببت في تأخر التنمية والاستقرار في قرى الصعيد، وحرمان الكثير منهم الالتحاق بالكليات والمناصب السيادية، مشيرا إلى إنهاء الخصومة الثأرية بين الأطراف أهم جزء من تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة التي يحدث بها خلافات، وطالب نائب مدير أمن أسيوط أولياء الأمور وكبار ورموز العائلات في القرى النظر بحكمة العقلاء في تربية الأبناء وتعليم الكبار لنبذ العنف والخلافات التي تنتج بسبب الأمور الصغير، والنظر إلى المستقبل للحفاظ على أبنائهم والتقدم الاجتماعي.
وفي نفس السياق، قام المدعو رفعت عبد النعيم محمد، والد المتهم، بحمل الكفن بصحبة النقيب مصطفى أبو دومة معاون مباحث أبو تيج، وتقديمه إلى شقيقي المجني عليه حسام ومصطفى ناصر، وسط هتافات وتكبير من الحاضرين.
فاطمة جابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق