باقى الصور
قال محمد عمرو سيد، أقدم سجين في مصر، والذي أفرج عنه بعد قضائه عقوبة سجن لمدة 44 عامًا، والشقيق الأصغر لعبدالناصر محمد «الشهير بخط الصعيد»، إنه لا توجد حياة آدمية داخل السجون المصرية، عدا سجن مزرعة طرة، ولا شيء يساوي بقاء الشخص لحظة داخل السجن مهما كان الأمر. وذكر «محمد عمرو»، المقيم بمدينة الغنايم شرق بأسيوط، لـ«الشروق»، أنه سجن عام 1965 على خلفية خصومة ثأرية بين عائلته وأسرة أخرى، ثم في قضيتي مخدرات ومقاومة سلطات، وحكم عليه في قضية القتل بالسجن 25 عامًا والمخدرات 15 عامًا ومقاومة السلطات بالسجن 7 سنوات، إضافة إلى قضية رابعة بسبب خلاف بين مسجونين وحكم عليه بالسجن خمس سنوات. «سجن بطعم 4 رؤساء» وأشار إلى أنه بذلك يكون قد سُجن في عهد الرؤساء السابقين جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي، متمسكًا بأن حياة السجن تتلخص فيما بين «حسن أو سوء إدارة المسؤولين في وزارة الداخلية». وأضاف «سيد» أنه تنقل بين عدة سجون بدأها بـ«أسيوط العمومي، ثم أبو زعبل، فليمان طره، ثم أسيوط مرة ثانية، وليمان طرة مرة أخرى، فالعودة لسجن أسيوط للمرة الثالثة، فقنا، ثم تم ترحيلي لسجن بورسعيد، وبعد ذلك لطنطا، وللمرة الثالثة يتم ترحيله لسجن طره، ثم لأسيوط للمرة الرابعة»، قائلا: «قضيت 8 سنوات شربت العذاب فيها وشوفت مر مشفهوش حد»، على حد قوله. «معاملة غير إنسانية» وعن حالة السجون المصرية، لفت «أقدم سجين مصري» إلى أن «حياة السجون المصرية سيئة وبؤس وعذاب قبل وبعد 25 يناير.. الثورة استفاد منها من هرب عقب اقتحام السجون فقط، لكن لم تتأثر حياة المساجين، لأن الشرطة تعاملهم معاملة غير إنسانية، خاصة المسجون الجنائي». وأضاف: «فترة حكم مبارك هي الأسوأ على المساجين حتى قامت ثورة 25 يناير 2011، وتم اقتحام عددٍ من السجون، وتولى المجلس العسكري، ثم محمد مرسي، وخلال فترات الحكام، حياة المسجون ترتبط بمعاملة الإدارة والمحسوبيات والواسطة». وعن وزراء الداخلية الذين تعاقبوا عليه، خلال فترة سجنه، ذكر محمد عمرو سيد المفرج عنه من عقوبة السجن بعد قضاء مدة 44 عامًا: «أسوأ فترتين مررت بهما كانت خلال تولي وزيري الداخلية اللواء حسن أبو باشا وحبيب العادلي، وغيرهما من مسؤولي وزارة الداخلية». وأشار إلى أن «حياة المساجين في سجون مصر، منذ سنوات طويلة، غير آدمية ويترك المسجون بالجوع حتى إنني رأيت مساجين داخل عنابر التأديب يُتركون جوعى وعطشى لمدة 24 ساعة، ولا يسمحون لهم بالاستحمام أو حتى غسيل وجههم لمدة ستة أشهر، ما يصيبهم بأمراض مختلفة». وتطرق إلى أن «هناك سجونًا تعاني غياب وجود دورات مياه أو مستشفيات مهمة لعلاج ومتابعة المرضى بالسجون القديمة، الممثلة في أسيوط وقنا وبورسعيد وطره القديم والقناطر وطنطا وأبو زعبل، ما يجبر المسجون على قضاء حاجته داخل جركن أو جردل مياه فارغ يوضع داخل الزنزانة ومخصص لما بين (15 إلى 40 سجينًا)». وأشار إلى أن «فرض عقوبة التأديب على المسجون قاسية، لأنه يحبس داخل زنزانة انفرادية لمدة ستة أشهر، ويصرف له أكل وشرب بالقطاعي لا يكفي للحياة، حتى إنه يحصل على زجاجة مياه ووجبة واحدة يوميا ويقوم أفراد السجن المسؤولين بإهانته»، على حد قوله. «سجون 25 يناير و30 يونيو» وعن الفرق بين معاملة المسجون الجنائي والسياسي، قال: «خلال عهد السادات ومبارك كانت معاملة المساجين السياسيين أفضل من معاملة الجنائيين، وفي عهد مبارك كان موفَّرا لهم كل شيء، أما المسجون الجنائي فلا يعامل معاملة إنسانية، ما تسبب في موت سجناء كثيرين». وعن أشهر السجناء الذين تقابل معهم، قال أقدم سجين في مصر إنه قابل «عبود الزمر وعاصم عبدالماجد القياديين بالجماعة الإسلامية، وشعراوي جمعة وعمر عبدالرحمن وكرم زهدي والشيخ ناجح إبراهيم»، مشيرًا إلى أنهم كانوا يقيمون الصلاة ويخطبون الجمعة للمساجين دون اختلاط أو حديث في الأمور السياسية، لأن الحرس لا يسمح لهم بذلك». ولاحظ أن السجناء المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين يكرهون المساجين الجنائيين، مشيرًا إلى أن «المساجين السياسيين عقب عودتهم للسجون بعد 30 يونيو تغيرت المعاملة معهم، وأصبحت سيئة والعكس مع المسجون الجنائي»، على حد وصفه. وفيما يرتبط بهروب السجناء خلال ثورة 25 يناير، تمسك محمد عمرو سيد بأنه ومعه 23 سجينًا رفضوا الهروب من ليمان طرة، بسبب قرب انتهاء مدتهم، موضحًا أن اليوم «كان مثل يوم القيامة، حيث إطلاق كثيف للأعيرة النارية ووقوع قتلى لا نعرف من أي طرف»، وعقب انتهاء الأحداث تم نقلهم إلى سجن أسيوط. وعن مشاهدته لرموز مبارك من الوزراء وقيادات الحزب الوطني، قال إن «الوزراء والقيادات المهمة في الدولة يتم وضعهم في سجن مزرعة طرة، وهو من أرقى السجون»، مشيرًا إلى أن من «يحبس في سجن مزرعة طرة كأنه في فندق». واختتم حديثه لـ«الشروق» مطالبًا المهندس إبراهيم محلب بتوفير وظيفة له تضمن حياة له ولأسرته حياة كريمة، واسترداد الأراضي الخاصة به التي استولى عليها الإصلاح الزراعي بإجمالي 12 فدانًا، على حد قوله.
يونس درويش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق