قدر لمحافظة أسيوط الأكثر سكاناً، والأغزر إنتاجاً والأوسع ثقافة المعاناة الدائمة، مع أنقطاعات الكهرباء، وضعف إمدادات الماء، وتردي الخدمات، وعدم مفارقة مسئوليها بروجهم العاجية، وحسن التخلص من أمانة المسئولية بإلقاء اللوم على بعضهم، أو الإمكانيات التي لا تتوفر لديهم، وخاصة مع تفشي الأوبئة المتمثلة بالحميات كحمى الملاريا والضنك، وأمراض الإسهالات، والحكة (الجرب) المصاحب للسع أنواع عدة من الحشرات ومنها البعوض، وغيرها من الأمراض الطارئة. إن عدم قيام المكاتب الحكومية المسئولة بمتابعة ما تنشره الصحافة من خلال نزول الصحفيين إلى الأماكن الموبوءة ورفع شكاوى المواطنين ومدى معاناتهم دليل على عدم الاكتراث أو الإحساس بالمسئولية، والمطلوب من الجهة الأولى في المحافظة والتي تمثل ولي الأمر وتلك هي قيادة المحافظة، الالتفات العاجل والتحرك السريع، لمد يد العون ورفع معاناة المواطنين في هذا الحي أو ذاك، والاهتمام بما يتم نشره عبر الصحف كافة، وعدم التوقف فقط عند صحافة تمام يا أفندم، لقد كان النزول الميداني إلى إحدى المناطق الموبوءة وهو ( قرية الزرابى بمركز أبوتيج ) ، ونقل معاناة المواطنين هناك من تفشي الأوبئة الناتجة عن تدفق مياه المجاري على مناطقهم وتلوث مياه البئر التي يستخدمونها في شتى احتياجاتهم، حيث لا مشروع مياه لديهم، ولا خدمات رفع القمامة تصل إلى مناطقهم، وقد نشرت تلك المعاناة مراراً وتكراراً ولكن ما من مجيب وكأن من بيدهم رفع تلك المعاناة يعانون من إعاقة جعلتهم كما يقول المثل: أذن من طين وأذن من عجين.. فكان لنا هذا النزول الميداني والهدف هو نقل صورة واقعية وحية وناطقة بمعاناة سكان .الزرابى وما حوله.. يقول عبد الرحمن محمد عبد الله: منطقتنا موبوءة منذ وصول مياه المجاري إليها، ونحن بدورنا قد تحركنا وقدمنا عدة ملفات لأكثر من جهة ومنها مجلس المدينة وهيئة الصرف الصحى ، ومشروع النظافة، وقيادة المحافظة، وكذلك كان النزول في فترات سابقة ومتلاحقة من قبل الصحفيين، ولكن يبدو كأننا ننفخ في قربة مخرومة، ولم تحرك مناشداتنا عبر الصحافة، وعبر ما قدمناه من شكاوى والتماسات بالالتفات إلينا ورفع معاناتنا، أي من المسئولين فيقوم بالنزول إلى أرض الواقع، وبالتالي التحرك بما يمليه على الواحد منهم واجبه وأمانة المسئولية التي حملها على عاتقه، ونحن لنا ثلاث سنوات نراجع، ومطالبنا مشروعة وبسيطة تتمثل برفع الضرر عنا وعن أسرنا وأطفالنا والذي يمثله تدفق مياه المجاري باستمرار على مناطقنا.. إننا محرومون من مشروع المياه، ونحن مضطرون لاستعمال مياه البئر مع كونه ملوثاً ولكن ما باليد حيلة، وكما يقولون في المثل: ما الذي دفعك إلى المر قال الذي أمر منه.. نرجو رفع الضرر عنا وشق طريق إسفلتي إلى منطقتنا، وكذلك إيصال خدمات مشروع النظافة لرفع القمامة أولاً بأول أسوة بغيرنا من المناطق، وأقول بصراحة: نحن محاصرون أعظم من حصار إخواننا سكان غزة، مع كون من يحاصرهم هناك هم أعداؤهم اليهود ومن حالفهم، أما نحن فإننا محاصرون من قبل إخواننا ومسئولينا، فهل من مجيب، منطقتنا محرومة من كثير من الخدمات، وحتى عملية الرش سمعنا بها ولم نرها حتى ولو لمرة واحدة. المواطن عبد الحميد محمد القاضي قال : أبيار تجميع مياه المجاري الواصلة إلى أمام منازلنا تحوي الكثير من المخلفات، حتى مخلفات غسيل السيارات، ولا رقابة على أحد، فأين العدالة في التعامل مع قضايا المواطنين، وأين مبدأ لا ضرر ولا ضرار، بصراحة لا نشعر أن هناك إحساس بمعاناتنا وأسرنا وأطفالنا وكأننا لسنا من سكان المحافظة ، فأصبح حظنا المزيد من الأوبئة والحميات كحمى الضنك/الملاريا/التيفود، وقد رفعنا الكثير من الشكاوى ولكن حال مسئولينا كما قال الشاعر. لقد أسمعت إذ ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي من جهته أشار عبد الحسيب أحمد عبد الله إلى أن "الأوبئة المنتشرة في منطقتنا هي ناتجة عن تدفق مياه المجاري وما يرافقه من انتشار الروائح الكريهة وأسراب البعوض والذباب وغيرها من الحشرات الزاحفة والطائرة، وهو ما يحيل حياتنا إلى هم ونكد ومرض ومعاناة دائمة، ولا توجد أسرة في المنطقة إلا وبعض أفرادها يعاني من بعض الحميات كالملاريا والضنك وغيرها من الأوبئة، وإن مما ضاعف معاناتنا وإصابتنا بالإسهلات الشديدة والحكة الشديدة حتى يكاد الأمر يتحول إلى الإصابة بالجرب، هو اضطرارنا لاستعمال مياه الملوثة للشرب والطهي والوضوء والغسل والاغتسال مع كونها مياه ملوثة غير صالحة للاستخدام، وهو ما أكده مندوب الصحة والذي قام بفحص مياه البئر المذكور". وأكد الشيخ سيد عبدالمولى ، عمق المأساة التي يعيشها الأهالي وقال: نعاني ليلاً ونهاراً من انبعاث الروائح الكريهة وأسراب البعوض والذباب، وهذا أدى إلى إصابة العديد من سكان المنطقة بأمراض عدة كأمراض الجهاز التنفسي وحمى الملاريا، وحمى الضنك، وأمراض الكبد، ومما ضاعف معاناتنا هو اضطرارنا لاستعمال مياه البئر الملوثة، لأنه لا يوجد لدينا مشروع مياه، ومما زاد أوضاعنا سوءاً هو ما تحمله السيول من مخلفات وتلقي بها أمام منازلنا وساحة مدرسة الزراعة التي يدرس فيها أبناؤنا، والذين يعبرون الوادي ذهاباً وإياباً وسط مياه المجاري، دون أن تلقى أوضاعنا أدنى تجاوب أو الإشفاق على معاناتنا وأطفالنا من هذا الحال القائم والجاثم والمقيم فيما بيننا ليلاً ونهاراً، وقد توفى اثنان من المواطنين من أبناء المنطقة هما رجل وامرأة نتيجة للإصابة بالأوبئة المنتشرة، ونطالب الدولة ممثلة بقيادة المحافظة والمكاتب الخدمية التدخل السريع لرفع الضرر عنا وإيصال مشروع المياه إلى منطقتنا وغيره من الخدمات الضرورية كمشروع النظافة، وكذلك شق طريق وسفلتته ليسهل الدخول والخروج من المنطقة والتوسع في تقديم الخدمات مستقبلاً. وائل فيصل محمد عبد الرحمن أحد السكان يؤكد على أن معاناة السكان مع هذه الأوبئة هي نفس المعاناة التي يعيشونها في أغلب المحافظة ، معاناتنا واحدة ولا توجد أسرة واحدة إلا وفيها بعض المرضى نتيجة تدفق مياه المجاري إلى منطقتنا، وبصراحة ونتيجة لطول فترة معاناتنا فقدنا الأمل بتجاوب المسئولين وتحركهم لعمل حلول عاجلة لأوضاعنا المتردية، وكأننا لسنا من سكان المحافظة ، ومع ذلك كله لولا لطف الله تعالى بنا لكان الأمر أعظم سوءاً، ونشعر أننا مظلومون، وأن الله جل وعلا في عون المظلومين. محمد علي قال بحرقة وحسرة :ـ كلنا متضررون من تدفق مياه المجاري والصرف الصحي على منطقتنا ونحن وأطفالنا نعاني من أمراض عدة، والروائح الكريهة صارت مصاحبة للهواء الذي نستنشقه ولا ننسى أسراب البعوض والذباب والحشرات والتي لم تجد مكافحتنا البسيطة لها نفعاً ونطالب بتدخل الجهات المعنية لإصلاح الأوضاع في منطقتنا ورفع الضرر عنا. المواطن محمد هزاع محمد علي عبده ـ قال: أعاني وأخواني المواطنون وأسرنا وأطفالنا من ضرر هذه البيئة المحيطة بنا وقد قدمنا عدة شكاوى لإدارة الصرف الصحى وقيادة المحافظة.. ولكن لم نلمس أي جهود أو حلول لما نعانيه.. والأمر العاجل الذي له الأولوية هو إصلاح المجاري... تلك هي معاناة سكان الزرابى والذي يبعد 8 ك فقط عن قلب مدينة أبوتيج . تلك هي شكواهم.. فهل من يستجيب لهم.. أفيقوا من سباتكم يا مسئولي الجهات المختصة في محافظة أسيوط .
محمد أبو الفضل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق