**العلاقة أحادية الجانب مؤشر لبداية النهاية.. و”كهف الرجل” مرحلة أساسية في العلاقات
**خبير التنمية البشرية: المرأة تعمل على تراكم المشكلات بداخلها دون حل
أحيانًا تفشل بعض العلاقات الأسرية والإنسانية بسبب عدم تفهم كل طرف للآخر وربما تسدل بعض النساء الستار علي حياتهن العاطفية بسبب الصمت الدائم لشريك الحياة مما يجعلها تفكر في كونه انسحب من حياتها أو يفتح لها أبوابا للشك. أرجع الأستاذ محمد شمس، المدرب الدولي، خبير التنمية البشرية والمحاضر المعتمد من كامبريدج، سبب ذلك إلى الطبيعة الربانية المختلفة لكل من الرجل والمرأة ونظرتهم للأمور وطريقة معالجتها طبقًا لتكوين كلا منهما حيث وضح بعض الاختلافات الجوهرية بينهم ووجه بعض النصائح للنساء للحفاظ على علاقاتهم.
مراحل في حياة الرجل
أوضح الأستاذ محمد شمس، المدرب الدولي، خبير التنمية البشرية ومُحاضر معتمد من جامعة كامبريدج في أمسية “أنتي وهو” بكلية الطب بجامعة أسيوط، أن فهم المرأة لعقلية الرجل يساعدها على تجنب المشكلات والوصول إلى حياة أفضل معه. للرجل طبيعة عقلانية مختلفة تجعله أحيانا يمر بمرحلة تسمي بـ “الكهف” وأخري بـ” الصندوق الفارغ” تساعده على الراحة ومعاودة الأداء مجددا بصورة أفضل.
قال المُحاضر المُعتمد من جامعة كامبريدج أن الشكوى المعتادة من النساء تكون حيال صمت الرجال الذي يصل في نظر بعضهن إلي حد البرود أثناء وجود زوجاتهم، وهو ما يسمي “بالصندوق الفارغ” يحدث للرجال عامة بشكل يومي وهذا الصمت هو ما يجعل الرجال يتعايشون حيث يساعدهم علي الراحة والمواصلة بشكل أفضل وعندها يبدو عليهم ملامح الانغماس والاستغراق في شيء ما وهم عكس ذلك.
المرحلة الأخرى للرجال شئتِ أم أبيتِ سوف تمر حياتكم بها، وتسمي “بكهف الرجل” وهو وقت يبتعد فيه الخطيب عن خطيبته دون سؤال وتتوارد إليها فيها بعض الشكوك عن إعادته النظر في الارتباط بها أو اختلاف نظرته لها وربما عن وجود أخرى تشغل ذهنه. تُفاجأ بعد هذه المرحلة بعودته كأن شيئا لم يكن وتتكرر مرحلة “الدخول في الكهف مع الرجال” ويرجع سبب هذا الانسحاب إلى رغبتهم في الشعور بالاستقلالية، أو الحاجة للتفكير العميق في حل مشكلة كبيرة أو أزمة.
المريخ والزهرة
وأشار شمس في مجمل الأمسية، إلي طبيعة الاختلاف بين عقيلة الرجل وعقلية المرأة في تكوينهم الرباني وهو ما ينتج عنه اختلاف دائم ومستمر نتيجة عدم فهم كل منهما لطبيعة الآخر مستشهدا بكتاب “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة”، وتتمثل الاختلافات في الآتي:
1) يوصَف الرجال بأنهم يسكنون كوكب المريخ ذو طبيعة التنشئة والعقلية المختلفة حيث يمجدون القوة والكفاءة والإنجاز والفاعلية ويسعون للنتائج، أما النساء فهن سكان كوكب الزهرة يعظمن العواطف والعلاقات الاجتماعية الجيدة. لذلك تأخذ المرأة وقت في ملبسها لأنه ينعكس علي إعجاب الآخرين بها أما الرجال فتكفيهم 10 دقائق للاستعداد للخروج فعقلية الرجل تهتم بالنجاح دون المظاهر وعقلية المرأة تركز في التفاصيل.
2) المرأة تشعر بالراحة عند خروج مخزون الكلمات من داخلها ولذلك عند مواجهة مشكلة تلجأ لأقرب صديقة لتلقي إليها سيل من الكلمات، بينما الرجل غالبًا لا يتحدث إلي أحدهم ويسعى لإيجاد الحل بنفسه.
3) وهب الله سبحانه وتعالي المرأة عقلية تحتفظ بالتفاصيل المتشابكة والمتشعبة بقدر عالي علي مدي طويل يستغرب منه بعض الرجال، بينما يهتم عقل الرجل بالمجمل والشكل النهائي.
4) عندما تسرد المرأة مشكلة للرجل هي في الغالب لا تنتظر منه تقديم حلول لمشكلتها كما يتوقع البعض فهي تعرف كيفية حلها جيدًا بل تنتظر منه الاهتمام وجمل مثل: “أنا حاسس بيكي”، إنما الرجل يعتبر مساعدة المرأة له في مشواره أو العقبات التي تواجهه هي معيبة له فهو بطبيعته لا يحب المساعدة بل إنه عندما يقوم بعمل ينجزه بمفرده حتى يُنسب له النجاح.
5) تستخدم المرأة بعض المصطلحات المبالغة أو الفضفاضة في تعبيرها عن الغضب مثل: “عمري، أبدا، مطلقا”، بينما تعبيرات الرجل تكون أكثر دقة في التعبير مما يجعله يغضب من تعبيرات النساء الفضفاضة لأنه يأخذها علي محمل الجد والدقة في التعبير مثله.
6) وفي اختلاف آخر حول رؤية كل منهم لنفسه، قال شمس أن نسبة 4 % من نساء العالم فقط يرون أنفسهن جميلات ويرجع ذلك إلى طبيعة النساء في النظر دائما لمن حولهن ووضع أنفسهن في مقارنة مما يقلل من الثقة بالنفس. أما الرجال فكل منهم يري نفسه راضي تماما عن مظهره.
7) في بداية العلاقة غالبا ما تقول المرأة للرجل “اوعدني متكذبش عليه” فيقول لها “أوعدك” وتكون هذه الكذبة الأولى في حياتهم، بينما يكرر الرجل في البداية السؤال عن مشاعرها تجاهه.
دراسة عن الرجل والمرأة
قال خبير التنمية البشرية أن هناك دراسة عن العلاقة بين الرجل والمرأة رجحت أن أغلب الخلافات الزوجية تكون لسبب آخر غير السبب الحقيقي وراء الخلاف ثم يترك الطرفان الخلاف الجوهري والخلاف الظاهر “محل الجدال” لينتقلوا إلي خلاف ثالث وهو طريقة الحديث فيتهم كل منهم الآخر بالتعامل معه بأسلوب سيء مما يتسبب في حدوث تراكم لكل منهم مع مرور الوقت وتفاقم المشكلات بداخلهم ظننا منهم أنهم نسوها، مؤكدا أن المرأة هي التي تعمل على تراكم المشكلات بداخلها دون حل.
ربما تصل العلاقة بين طرفين لنهاية المطاف ليس لكبر حجم المشكلة ولكن نتيجة كم هائل من التراكمات، وبالإشادة للنسب قال شمس الدين، أن 50% من العلاقات القائمة علي حب في العالم لم تكتمل و25% من المكملين عن حب استمروا بنجاح في حياتهم لفهم بعضهم لبعض.
نصائح هامة للمرأة
في ختام الأمسية قدم شمس الدين عدة نصائح للنساء وهي:
أولا: قدرة الرجل على العطاء تتزايد كلما زاد تقديرك لعطائه ويجب ألا يقدم كل منكما عطاء في انتظار مقابل من الآخر فبعض الرجال إذا قدمتِ لهم مزيدا من العطاء وهو ثابت في عطائه سيتخيل أنه بذلك يقدم ما عليه.
ثانيا: استخدمي الأسلوب المباشر فيما تريدين التعبير عنه حتى لا يسيء الفهم فلا تفترضِي أنه من المفترض أنه يعلم ويشعر ويحس من نفسه دون توضيح.
ثالثا: احرصي على التوقيت المناسب معه دائما.
رابعا: وضحي بإيجاز حتى لا تشتته التفاصيل وتقلل من قيمة الطلب.
خامسا: تجنبي أسلوب الأمر.
وسادسا: تجنبي العلاقة أحادية الجانب فهي مؤشر لبداية النهاية في العلاقة.
خاتم الخطوبة
أوضح الأستاذ محمد شمس في بداية الأمسية، سبب وضع “محبس” أو خاتم الخطبة والزواج تحديدا في إصبع البنصر “ما قبل الأخير” من خلال مثال توضيحي لتشابك أطراف أظافر اليدين بشكل مقوس ثم تجربة فصل كل إصبعين متقابلين، فاتضح أنه من السهل انفصال كل إصبعين متقابلين عن بعض دون فك الباقي فيما عدا هذين الأصبعين من كل يد، حيث يترتب على انفصالهما انفصال باقي الأصابع المترابطة وهذا يدل على أهمية الرباط المقدس بين الطرفين وإنه لكي ينفصل الطرفان لابد من انفصال العديد من الروابط المشتركة المحيطة بعلاقتهم.
سؤال وجواب
رد شمس الدين علي ملاحظات “المندرة” بالنسبة لكون كل الحاضرات من النساء كُن فتيات غير مرتبطات بزواج أو خطبة، مرجحا أنهن في فترة القرارات والتفكير في الارتباط وهذه أكثر فترة يحتجن فيها الفتيات إلي ذلك الوعي. وأضاف: “في رأيي المرتبطات رسميا من الصعب أن يحضروا هذه النوعية من الأمسيات الخاصة بالنساء لأن الرجال المرتبطين بهم لن يوافقوا علي حضورهن في مجتمع مثل مجتمعنا”.
وفي رد آخر عن الذكور بحضور أمسية خاصة بالرجال عن طبيعة عقل المرأة، علق قائلًا: “لو الدعوة للذكور كانوا سيحضرون أيضا ولكن لن يكون بنفس اهتمام الفتيات، ويرجع هذا إلي أن البنات من طبعهن الفضول وحب المعرفة خصوصا فيما يتعلق بالراجل، أما الرجال فيظهر أغلبهم أنه متعايش مع عقلية المرأة بتقدير جيد جدا وهو أساسا لا يعلم سوي ما تقوم هي بتوصيله له”.
رشا هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق