الصور
**”الخطبة السحرية” تُبدل أحوال المعهد من الإهمال إلى النظام والاهتمام
**المعهد خالي من التعليم والنشيد الوطني وعلم مصر
**رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: رؤساء المناطق اكتفوا بتقارير “كله تمام يا فندم”
تغيرت أحوال “معهد فؤاد الأول” بشكل كبير منذ بناه الملك فاروق الأول وحتى الآن، حيث تحولت تلك التحفة المعمارية التي تسر الناظر إليها إلى مؤسسة تعليمية بلا علم ينتشر الخراب والإهمال في أرجاءها، حسب ما رصدته كاميرا “المندرة” وأكده كلام الطلاب وكذلك المسئولين عن المعهد، ويعود تاريخ وضع حجر الأساس به إلى عام 1930 حيث كان وقتها تحفة أثرية رائعة قبل أن يهاجمه شبح الإهمال وتسوء أحواله.
قال الشيخ جعفر عبد الله، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إنه اكتشف ضعف المستوى التعليمي في الأزهر بشكل كبير، ويُرجع ذلك إلى عدم متابعة رؤساء المناطق والإدارات لتفتيش العلوم، وتقاعس الموجهين عن متابعة المعلمين داخل الفصول الدراسية مما أدى إلى إهمال تحضير المدرسين للدروس وشرحها للطلاب، وبالتالي إهمال مشايخ المعاهد لمراقبة دفاتر متابعة تحضير المدرسين، حيث أنهم لم يجدوا مسئولًا واحدًا من المنطقة يتابعهم ويتفقد أحوال معهدهم.
وتابع رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن رؤساء المناطق اكتفوا بالعمل علي ضوء التقارير التي تأتي وهي تتبع نهج: “كله تمام يا فندم”، ونتج عن ذلك فوضى عارمة داخل المعاهد الأزهرية وضعف في المستوى التعليمي للطلاب، وأضاف: “دفعني هذا الأمر للعمل على تفعيل دور القيادات في المتابعة ومحاسبة المقصرين ابتداء من وكيل الوزارة في الفترة الماضية”.
قال الشيخ عبد الرحمن أحمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية بأسيوط، إن لجان المتابعة بالمحافظة أسفرت عن إحالة 800 مدرس ومدرسة وموظف من الشئون الإدارية وعمال الخدمات المعاونة إلى التحقيق، لعدم تواجدهم بالعمل أثناء الساعات المحددة وعدم تنفيذ القواعد، وإن كل هذه المخالفات والتجاوزات تجعل جرس الإنذار يدق ليعيد كل مسئول بالتربية والتعليم والمنطقة الأزهرية إلي الاتجاه السليم، ومعرفة أماكن الخلل في المنظومة.
شكا أحد الطلاب، الذي رفض ذكر اسمه خوفًا من تكرر معاقبته بالرسوب مرة أخرى لتعبيره عن رأيه، من معاملة المدرسين لهم وتوجيه الشتائم وعدم شرحهم الدروس جيدًا، وأن بعض الدروس لا تشرح من الأساس وتكون ضمن المنهج الدراسي، وقال: “في العام الماضي أتي لنا بالصف الأول سؤال في الامتحان لم يشرح لنا بالأساس، فالمعهد لا يهتم بحضور الطلاب الحصص فربما يخرج العديد منهم للفناء بوقت الدراسة ولن يسألهم أحدا ماذا تفعلون وقت الدراسة بالفناء، ويثبتون حضور في كشف الحضور والغياب لأنهم داخل المعهد”.
وأكد الطالب أن شكل هيكل البناء التعليمي بالداخل لا يختلف كثيرًا عن أسلوب الإدارة، فشكي العديد من الطلاب من المقاعد الدراسية المكسورة، وأسلاك الكهرباء المكشوفة، والفيش العاطلة، وحال دورات المياه السيئ، واللمبات المكسورة، ووجود صنبور واحد للشرب لجميع طلاب المعهد بداخل دورات المياه، وعندما طالبوا أحد المدرسين بتصليح فيش الكهرباء التي قد تصيبهم أثناء التشغيل، رد عليهم بمنتهي الجدية قائلًا: “يا رب تموتوا كلكم ونخلص”.
وأكمل الطالب حديثه عن المعهد قائلًا: “وعندما اشتكينا من المعاملة، برر المعهد تصرفاته معنا بتلفيق أخطاء لم نرتكبها، فعلي سبيل المثال قال أحد المدرسين لوالدي إن ابنك يشرب سجائر، مع العلم أن لدي حساسية من رائحة السجائر ولا أطيقها ووالدي يعلم ذلك جيدا”.
وعندما سألته “المندرة” عن مظهره وملابسه التي لا تتلاءم مع المعهد الأزهري قال: “هو اسمه “معهد” لكن يتعامل معنا معاملة أي مدرسة من هذه الناحية”.
قالت إحدى الأمهات إن الطلاب حين نظموا وقفه أمام المعهد للمطالبة بحقهم في التعلم وشرح الدروس، كان الرد برسوبهم جميعًا بعضهم بمادة وآخرين بـ 2، حتى إنه العام الماضي لم ينجح أحد سوى ثلاثة، أحدهم ابن مدرس بالمعهد، والآخر عمه مدرس به، والثالث ابن مسئول بالمنطقة التعليمية.
وأشار طالب بالمعهد، لم يرغب في ذكر اسمه أيضا، إلى أن أغلب طلاب المعهد يؤيدون مرسي ولذلك يتحاشى المدرسون التطرق إلى الموضوعات السياسية، وأن النشيد الوطني خالي من الانتماء ولا توجد به كلمة مصر أو حتى بلادي دون إشارة إلي اسمها، فالانتماء الذي يردده الطلاب كل صباح لفلسطين، وأن هذا النشيد مغاير لما كانوا يرددوه في المعهد الأزهري الآخر بالمرحلة الإعدادية.
ونص النشيد هو: “نحن شباب الأزهر أقسمنا يمينا لا يقهر وكتاب الله بأيدينا فلنحيي اليابس والأخضر، يا شباب الأزهر شدو قامتكم وارفعوا أعلامكم عالية مدوية فإن أرض الإسلام للمسلمين ولن تكون إلا للمسلمين، وبعون الله تعالى سنسترد الأقصى والقدس فلسطين، فحييو معي تحية الإسلام والمسلمين”، ولا يوجد علم لمصر أثناء إلقاء الطلاب تحية العلم.
وقرر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إحالة رئيس منطقة أسيوط الأزهرية للتحقيق وعرضه على لجنة القيادات للنظر في أمره، وتحويل مدير إدارة التنسيق لمنطقة أسيوط الأزهرية للتحقيق وذلك بناءً على ما عرضه قطاع المعاهد الأزهرية بعدم قيام المنطقة بإرسال إحصاء العام الخاص بالعجز والزيادة، رغم التنبيه عليه أكثر من مرة وانتهاء المهلة المقررة 2 ديسمبر 2013، حسب كلامه.
ومن الجدير بالذكر أن معهد فؤاد الأول الذي عانى طلابه من سوء أحواله الداخلية وحاجته الملحة إلي الصيانة، سارعت الجهات المعنية بإجراء أعمال التصليح والصيانة والدهان، ووضع علم مصر، وكل ذلك بسبب نقل التلفزيون المصري عبر قنواته الأولى والفضائية صلاة الجمعة على الهواء مباشرًة من مسجد المعهد بأسيوط.
وجاء ذلك في إطار احتفالات أسيوط بعيدها القومي بحضور اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، واللواء طارق نصر، مدير أمن أسيوط، ومجدي سليم، سكرتير عام المحافظة، وفكري ثابت، السكرتير المساعد، كما حضر الصلاة العديد من القيادات الأمنية والتنفيذية والدينية بالمحافظة.
وألقى الخطبة الشيخ أحمد عمر هاشم عضو لجنة كبار العلماء بالأزهر، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، الذي هنأ شعب أسيوط بهذه الذكرى الغالية التي تجسد روح الانتماء ومحبة الوطن والتي رسمها أهالي قرية بني عدي، حين تصدوا لقوات الاحتلال الفرنسي في 18 إبريل عام 1799، وذكر أن حب الوطن من الإيمان وأنه يجب على الجميع محاربة الظواهر السلبية التي ظهرت في المجتمع مثل الإرهاب والثأر.
وقال محمود عبد الرحمن، مدير عام آثار شرق، إن معهد فؤاد الأول الذي تغير إلى معهد أسيوط الأزهري للبنين بعد ثورة 1952، واحد من أهم الآثار الإسلامية فهو الأول على مستوى الصعيد ، وثاني معهد بعد الزقازيق على مستوى الجمهورية من حيث المساحة والأهمية.
حجر الأساس
والجدير بالذكر أن المعهد الذي يعاني طلابه من الإهمال وسوء الإدارة حاليا كان تحفة معمارية في السابق تتميز بالإبداع والجمال في كل ركن من أركانه، فقد وضع الملك فاروق الأول حجر أساس معهد فؤاد الأول الديني بأسيوط في شعبان 349 هـ الموافق ديسمبر 1930، ثم انتقل إليه الطلاب سنة “1352هـ/ 1934″، إلا أن الافتتاح الرسمي للمعهد كان في “ذي الحجة 1357هـ, يناير 1939″ علي يد الملك فاروق الأول وتم ضمه لهيئة الآثار فيما بعد.
“معهد فؤاد الأول” تحفة معمارية قديما ومؤسسة تعليمية بلا علم حديثا
2 / 5
مدخل المعهد
**المعهد خالي من التعليم والنشيد الوطني وعلم مصر
**رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: رؤساء المناطق اكتفوا بتقارير “كله تمام يا فندم”
أسيوط: رشا هاشم
تغيرت أحوال “معهد فؤاد الأول” بشكل كبير منذ بناه الملك فاروق الأول وحتى الآن، حيث تحولت تلك التحفة المعمارية التي تسر الناظر إليها إلى مؤسسة تعليمية بلا علم ينتشر الخراب والإهمال في أرجاءها، حسب ما رصدته كاميرا “المندرة” وأكده كلام الطلاب وكذلك المسئولين عن المعهد، ويعود تاريخ وضع حجر الأساس به إلى عام 1930 حيث كان وقتها تحفة أثرية رائعة قبل أن يهاجمه شبح الإهمال وتسوء أحواله.
قال الشيخ جعفر عبد الله، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إنه اكتشف ضعف المستوى التعليمي في الأزهر بشكل كبير، ويُرجع ذلك إلى عدم متابعة رؤساء المناطق والإدارات لتفتيش العلوم، وتقاعس الموجهين عن متابعة المعلمين داخل الفصول الدراسية مما أدى إلى إهمال تحضير المدرسين للدروس وشرحها للطلاب، وبالتالي إهمال مشايخ المعاهد لمراقبة دفاتر متابعة تحضير المدرسين، حيث أنهم لم يجدوا مسئولًا واحدًا من المنطقة يتابعهم ويتفقد أحوال معهدهم.
وتابع رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن رؤساء المناطق اكتفوا بالعمل علي ضوء التقارير التي تأتي وهي تتبع نهج: “كله تمام يا فندم”، ونتج عن ذلك فوضى عارمة داخل المعاهد الأزهرية وضعف في المستوى التعليمي للطلاب، وأضاف: “دفعني هذا الأمر للعمل على تفعيل دور القيادات في المتابعة ومحاسبة المقصرين ابتداء من وكيل الوزارة في الفترة الماضية”.
قال الشيخ عبد الرحمن أحمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية بأسيوط، إن لجان المتابعة بالمحافظة أسفرت عن إحالة 800 مدرس ومدرسة وموظف من الشئون الإدارية وعمال الخدمات المعاونة إلى التحقيق، لعدم تواجدهم بالعمل أثناء الساعات المحددة وعدم تنفيذ القواعد، وإن كل هذه المخالفات والتجاوزات تجعل جرس الإنذار يدق ليعيد كل مسئول بالتربية والتعليم والمنطقة الأزهرية إلي الاتجاه السليم، ومعرفة أماكن الخلل في المنظومة.
شكا أحد الطلاب، الذي رفض ذكر اسمه خوفًا من تكرر معاقبته بالرسوب مرة أخرى لتعبيره عن رأيه، من معاملة المدرسين لهم وتوجيه الشتائم وعدم شرحهم الدروس جيدًا، وأن بعض الدروس لا تشرح من الأساس وتكون ضمن المنهج الدراسي، وقال: “في العام الماضي أتي لنا بالصف الأول سؤال في الامتحان لم يشرح لنا بالأساس، فالمعهد لا يهتم بحضور الطلاب الحصص فربما يخرج العديد منهم للفناء بوقت الدراسة ولن يسألهم أحدا ماذا تفعلون وقت الدراسة بالفناء، ويثبتون حضور في كشف الحضور والغياب لأنهم داخل المعهد”.
وأكد الطالب أن شكل هيكل البناء التعليمي بالداخل لا يختلف كثيرًا عن أسلوب الإدارة، فشكي العديد من الطلاب من المقاعد الدراسية المكسورة، وأسلاك الكهرباء المكشوفة، والفيش العاطلة، وحال دورات المياه السيئ، واللمبات المكسورة، ووجود صنبور واحد للشرب لجميع طلاب المعهد بداخل دورات المياه، وعندما طالبوا أحد المدرسين بتصليح فيش الكهرباء التي قد تصيبهم أثناء التشغيل، رد عليهم بمنتهي الجدية قائلًا: “يا رب تموتوا كلكم ونخلص”.
وأكمل الطالب حديثه عن المعهد قائلًا: “وعندما اشتكينا من المعاملة، برر المعهد تصرفاته معنا بتلفيق أخطاء لم نرتكبها، فعلي سبيل المثال قال أحد المدرسين لوالدي إن ابنك يشرب سجائر، مع العلم أن لدي حساسية من رائحة السجائر ولا أطيقها ووالدي يعلم ذلك جيدا”.
وعندما سألته “المندرة” عن مظهره وملابسه التي لا تتلاءم مع المعهد الأزهري قال: “هو اسمه “معهد” لكن يتعامل معنا معاملة أي مدرسة من هذه الناحية”.
قالت إحدى الأمهات إن الطلاب حين نظموا وقفه أمام المعهد للمطالبة بحقهم في التعلم وشرح الدروس، كان الرد برسوبهم جميعًا بعضهم بمادة وآخرين بـ 2، حتى إنه العام الماضي لم ينجح أحد سوى ثلاثة، أحدهم ابن مدرس بالمعهد، والآخر عمه مدرس به، والثالث ابن مسئول بالمنطقة التعليمية.
وأشار طالب بالمعهد، لم يرغب في ذكر اسمه أيضا، إلى أن أغلب طلاب المعهد يؤيدون مرسي ولذلك يتحاشى المدرسون التطرق إلى الموضوعات السياسية، وأن النشيد الوطني خالي من الانتماء ولا توجد به كلمة مصر أو حتى بلادي دون إشارة إلي اسمها، فالانتماء الذي يردده الطلاب كل صباح لفلسطين، وأن هذا النشيد مغاير لما كانوا يرددوه في المعهد الأزهري الآخر بالمرحلة الإعدادية.
ونص النشيد هو: “نحن شباب الأزهر أقسمنا يمينا لا يقهر وكتاب الله بأيدينا فلنحيي اليابس والأخضر، يا شباب الأزهر شدو قامتكم وارفعوا أعلامكم عالية مدوية فإن أرض الإسلام للمسلمين ولن تكون إلا للمسلمين، وبعون الله تعالى سنسترد الأقصى والقدس فلسطين، فحييو معي تحية الإسلام والمسلمين”، ولا يوجد علم لمصر أثناء إلقاء الطلاب تحية العلم.
وقرر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إحالة رئيس منطقة أسيوط الأزهرية للتحقيق وعرضه على لجنة القيادات للنظر في أمره، وتحويل مدير إدارة التنسيق لمنطقة أسيوط الأزهرية للتحقيق وذلك بناءً على ما عرضه قطاع المعاهد الأزهرية بعدم قيام المنطقة بإرسال إحصاء العام الخاص بالعجز والزيادة، رغم التنبيه عليه أكثر من مرة وانتهاء المهلة المقررة 2 ديسمبر 2013، حسب كلامه.
ومن الجدير بالذكر أن معهد فؤاد الأول الذي عانى طلابه من سوء أحواله الداخلية وحاجته الملحة إلي الصيانة، سارعت الجهات المعنية بإجراء أعمال التصليح والصيانة والدهان، ووضع علم مصر، وكل ذلك بسبب نقل التلفزيون المصري عبر قنواته الأولى والفضائية صلاة الجمعة على الهواء مباشرًة من مسجد المعهد بأسيوط.
وجاء ذلك في إطار احتفالات أسيوط بعيدها القومي بحضور اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، واللواء طارق نصر، مدير أمن أسيوط، ومجدي سليم، سكرتير عام المحافظة، وفكري ثابت، السكرتير المساعد، كما حضر الصلاة العديد من القيادات الأمنية والتنفيذية والدينية بالمحافظة.
وألقى الخطبة الشيخ أحمد عمر هاشم عضو لجنة كبار العلماء بالأزهر، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، الذي هنأ شعب أسيوط بهذه الذكرى الغالية التي تجسد روح الانتماء ومحبة الوطن والتي رسمها أهالي قرية بني عدي، حين تصدوا لقوات الاحتلال الفرنسي في 18 إبريل عام 1799، وذكر أن حب الوطن من الإيمان وأنه يجب على الجميع محاربة الظواهر السلبية التي ظهرت في المجتمع مثل الإرهاب والثأر.
وقال محمود عبد الرحمن، مدير عام آثار شرق، إن معهد فؤاد الأول الذي تغير إلى معهد أسيوط الأزهري للبنين بعد ثورة 1952، واحد من أهم الآثار الإسلامية فهو الأول على مستوى الصعيد، وثاني معهد بعد الزقازيق على مستوى الجمهورية من حيث المساحة والأهمية.
حجر الأساس
والجدير بالذكر أن المعهد الذي يعاني طلابه من الإهمال وسوء الإدارة حاليا كان تحفة معمارية في السابق تتميز بالإبداع والجمال في كل ركن من أركانه، فقد وضع الملك فاروق الأول حجر أساس معهد فؤاد الأول الديني بأسيوط في شعبان 349 هـ الموافق ديسمبر 1930، ثم انتقل إليه الطلاب سنة “1352هـ/ 1934″، إلا أن الافتتاح الرسمي للمعهد كان في “ذي الحجة 1357هـ, يناير 1939″ علي يد الملك فاروق الأول وتم ضمه لهيئة الآثار فيما بعد.
يمكنك مشاهدة الهندسة المعمارية الرائعة لـ “معهد فؤاد الأول” هنا
الموقع والوصف المعماري
يقع معهد فؤاد الأول الديني الأزهري علي شاطئ النيل بالحمراء جنوب أسيوط ويشغل مساحة أكثر من 4 أفدنة، ويتكون من سور طوله 144,00 متر وعرضه 120,00 متر، بداخله حديقة يتوسطها 3 أبنية وهي قسم الدراسة والقسم الداخلي والمسجد.
تعتبر عمارة هذا المعهد إحياءً للعمارة الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي ويتمثل ذلك في العقود النصف دائرية والثلاثية والشرفات المسننة والنافورات ومئذنة الجامع ذات الطراز المملوكي.
قسم الدراسة
وينقسم المعهد إلى قسم الدراسة الذي يقع على اليمين بعد تجاوز سور المعهد بحوالي 60 متر ويشمل 4 واجهات غاية في الروعة قسمت بشكل منتظم إلى دخلات مستطيلة معقودة بعقود من النوع المدبب ذو الأربعة مراكز وتجمع كل دخله شباك سفلي وشباك علوي على شكل مستطيل ومعقود بعقد مدبب.
المدخل الرئيسي يقع في منتصف الواجهة الشرقية، يتوجه عقد ثلاثي مزين بزخارف بارزه من الجص ويتوسطه فتحة باب مستطيلة يتوجها عقد مدبب ويغلق عليها باب من الخشب عليه زخارف “بخارية” من النحاس في الوسط وأشرطة من أعلي وأسفل علي طريقة التفريغ، وأعلي الباب توجد عبارة “عزلة مولانا فؤاد الأول” ويعلو عقد فتحة الباب زخارف نباتية من “الجص” يعلوها جملة “المعهد العلمي الديني الإسلامي”، ويؤدي المدخل إلي “دركاة” مستطيلة الشكل علي يمينها غرفة لشيخ المعهد ويسارها غرفة أخرى للأساتذة.
ويلي “الدركاة” (وهي مدخل مربع الشكل مفتوح من كافة الجوانب)، صحن يؤدي إلي صحن مكشوف تتوسطه نافورة من الرخام ويحيط به من جميع الجهات طابقين بهما 15 حجرة للدراسة ومعمل للكيمياء وقاعة كبرى للمحاضرات وسينما تتسع لـ 300 فرد.
أما القسم الداخلي يقع علي بعد 10 أمتار من قسم الدراسة وهو مخصص لسكن الطلاب ويتكون من 3 طوابق، يشمل الطابق الأول قاعة كبرى لتناول الطعام ومطبخ ومخزن للمأكولات بالإضافة إلى دورات مياه، أما الطابقين الثاني والثالث ففي كل منهما 4 عنابر واسعة، ويشمل كل عنبر 50 سريرا، ويخصص لكل طالب سريرا ودولابا.
أما مسجد المعهد فيُصعد إليه بسلم مكون من 5 درجات تؤدي إلي مدخل علي جانبية كلستان “جلستان”، ويتوج المدخل عقد ثلاثي ويتوسطه فتحة باب من الخشب يفضي إلي داخل المسجد ويوجد علي يمين ويسار المدخل حجرتان.
أما المسجد من الداخل فهو مربع الشكل تقريبا يتوسطه “حنية” المحراب وهي عبارة عن حنية نصف دائرية يتوجها طاقية وتتقدمها دخلة معقودة بعقد مدبب ترتكز على عمودين من الرخام .
ويزخرف طاقية المحراب والعقد زخارف زيتية عبارة عن أطباق نجومية الشكل بالإضافة إلي آية قرآنية نصها “قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام”، وعلي يمين المحراب يوجد منبر خشبي مزخرف بأشكال الأطباق النجومية، ويوجد بالمسجد من الجهة الشرقية والغربية مدخلا علي اليمين وآخر على اليسار.
ويوجد بالمسجد شباكين على كل شباك “مصبعات” من خشب الخرط، ويعلوا فتحات المداخل والشبابيك “قنديليات” بسيطة من “الجص” المعشق بالزجاج الملون, أما سقف المسجد فيرتكز على 4 أعمدة تحمل “كمرات” خراسانية ويتكون السقف من 9 مناطق مربعة عليها زخارف زيتيه قوامها أشكال هندسية ونباتيه، ويبرز من وسطه “شخشيخة” خشب يفتح في جوانبها الأربعة 12 نافذة بغرض الإضاءة والتهوية.
وبالرغم من تعدد أشكال الفنون داخل المعهد وانتماءه للأبنية التراثية إلا أن طلابه يعانون حتى الآن من الإهمال وسوء المعاملة وانخفاض المستوى التعليمي.
رشا هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق