أشار بيده نحو المجهول في الظلام الدامس، وقال بصوت غاضب: "هنا منقباد.. قريتي التي محاها انقطاع التيار الكهربائي من الرؤية، ومنعها من الماء، وأفسد أطعمتها، كان بإمكانك أن ترى القرية الأثرية القديمة تشع نورا وحيوية، لكنها الآن تشبه الموات وتسبح في بحار الظلام الدامس".
ولا تعد منقباد حالة فريدة بين قرى محافظة أسيوط، إذ يخيم الظلام على معظم قرى المحافظة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، وهو ما يتسبب بدوره في انقطاع المياه أيضا لارتباطها بمواتير الرفع وهو ما سبب حالة من الاستياء والغضب لدى المواطنين.
وتنقطع الكهرباء في قرية منقباد، لمدة 9 ساعات يوميا، في المساء والصباح، وهو ما يؤثر بالسلب في ضعف المياه وانقطاعها وهو ما يشكو منه الأهالي، معربين عن قلقهم من استمرار الأزمة طويلاً.
وعلى ضوء لمبات الجاز الخافت، يشير عمر فتحي أحد أهالي قرية منقباد، إلى أن انقطاع الكهرباء ينذر بكارثة مع العطش والظلام الدامس، بشكل مستمر، ويجيب المسؤولون والجهات التنفيذية عادة بأن هناك تخفيف أحمال في الكهرباء بسبب ارتفاع الأحمال وحرارة الصيف والحرص على سلامة مولدات الكهرباء.
وأضاف فتحي قائلا: إن انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة في العاشرة صباحا ويعود في الثانية ظهرا وينقطع من جديد قبل أذان المغرب بدقائق ويستمر لمدة ساعة أو ساعتين.
ومن ناحية أخرى قالت سلسبيل المصري "ربة منزل" إن استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي، زاد من غضب الأهالي وبخاصة ربات البيوت الذين اشتكوا من فساد الأطعمة وفساد الأجهزة المنزلية نتيجة الانقطاع المفاجئ.
وأضافت السيدة أن انقطاع التيار الكهربائي يتم في أوقات مستفزة للمواطنين وعلى الدولة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لكشف المتورطين في حدوث الأزمات التي يعاني منها الشعب خاصة انقطاع التيار الكهربائي.
ومن جانبه قال المهندس عصمت على مدير شركة الكهرباء إن درجة الحرارة المرتفعة أدت إلى زيادة الاستهلاك، وبالتالي ارتفاع الأحمال وانقطاع الكهرباء وبالإضافة لوجود حمل ثقيل على التيار بسبب تشغيل محطات التوليد وأضاف عصمت أن الايام المقبلة سوف تشهد حلولا لانقطاع التيار الكهربائي في محافظة أسيوط وخاصة في القرى والمراكز، دون أن يوضح ماهية تلك الحلول أو إمكانية تعميمها على الجمهورية.
أحمد شرشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق