” أبى لم يرحل مازالت روحه تلمسنا عند سماع أناشيده ” بهذة الكلمات عبر محمود التونى نجل أحمد التونى “سلطان المنشدين و شيخ المداحين ، و ساقى الأرواح ، عما نشعر به جميعا عندما نستمع لرنة السبحة و هى تصتك بالكوب الزجاجى و صوت التونى يصدح بأنشودته الشهيرة ” يا خضر العمائم ” : “خضر العمائم و أنا نايم ندهونى .. و أهل الكرم فى الحرم ناديتهم جونى .. قالوا نعدك معانا قلت عدونى .. أشرط عليكم فى بحر الخوف تعدونى .. لما لقيونى موافى الشرط ثبتونى .. فرطوا البوارق و حلفوا لم يفوتونى “.
و كشف محمود التونى لشبكة ” محيط ” سر السبحة و الكوباية التى اشتهر بها ” أمير الانشاد الدينى أحمد التونى “قائلا السبحة و الكوباية دليل التلقائية و هى العلامة المميزة لوالدى ، عندما سألت والدى عن سر الكوب معه ، قال إن الأمر لا يرتبط بالإيقاع بل بالإحساس الذى يصل للناس عندما تلمسهم الكلمات ، بعيداً عن الموسيقى و الإضاءة و الديكور ، و هكذا بدأ الشيخ مشواره دون فرقة مكتفيا بصوته و رنة السبحة و الكوب .
و عندما سألنا محمود عن تكريم مصر للتونى خاصة بعد احتفاء العالم به ، و تشييد تمثال له فى أحد ميادين فرنسا ، قال : قد تكون مصر اهتمت أكثر بالشيخ بعد وفاته و لكنها تظل البلد التى عاش و مات بها ، و الشيخ التونى و الشيخ مصطفى إسماعيل بتلقائيتهم لن يتكررا مرة أخرى ، الشيخ التونى ينشد دون إن يلتزم بمقام ليخرج هذا ” الفن العجيب ” الذى يميزه.
” أنا عاوز أوصل رسالة محبة ” تلك كلمات الشيخ التونى بليل الصعيد التى يرددها دوما عندما يُسئل لما ينشد ؟
و أشار محمود أن الشيخ التونى كان عاشق لأداء الشيخ محمد ماضى أبو العزايم فكان له طريقته الخاصة القريبة من التونى ،و كان التونى يحب إنشاد أشعار كبار أعلام الصوفية مولانا الحلاج و ابن الفارض و بن عربى ، و يتابع محمود قائلا :مواكب الحب فى السيدة زينب كانت أعلى مقام أرجوه و أحب الانشاد فيه عن أى مكان فى العالم ، و هو أكثر مكان عشقه والدى .
شيخ المنشدين رحل عن عالمنا فى الـ 17 من مارس 2014 ، ليودع عالمنا بعد 80 عاما من العطاء ، قضى معظمهم فى مديح الرسول ، حيث احترف الإنشاد و المديح منذ صغره بقرية الحواتكة فى أسيوط ، التى انطلق منها صوت يصدح فى مختلف أرجاء مصر و العالم ، متغنيا بقصائد أقطاب الصوفية .
بصوته الفطرى و تلقائيته ،و ملامحه شديدة المصرية ، بشرته السمراء و جلبابه الصعيدى الفضفاض و عمامته و جسده النحيل ،و المسبحة التى لا تفارق يده ، و إيقاعه الخاص الذى اشتهر به ” المسبحة و الكوب الزجاجى ” ، و بحة صوته الصادرة عن الروح ، استحق عن جدارة لقب ” ساقى الأرواح ” .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق