مرت 23 سنة على مأساة "آمال" التي تركها زوجها لتتحمل وحدها مشقات الحياة، وتسبح في بحر من الهموم وتأخذ طفليها على كتفيها لتضعهم على شاطئ هادئ بعيدًا عن الأمواج المتلاطمة.
غادر الزوج حياة "آمال" منذ ذلك التاريخ ولكن ليس رغبة منه، بل اختاره القدر لينتقل إلى عنان السماء، تاركًا "مصطفى ومنى"، اللذين ظلت "آمال" ترعاهما وتعتني بهما، حتى ترى بأم أعينها ثمار زرعتها الطيبة في يوم من الأيام.
"مصطفى" كان يبلغ من العمر حين توفى والده 5 سنوات، و"منى" 3 سنوات، أطفال صغار يحلمون باللعب واللهو والحلويات والاحتضان من الأم والرعاية وهو ما حققته آمال.
بعد وفاة الأب لم تكتف عائلته بالنفور ونبذ آمال وطفليها، بل استولوا على ميراث الأطفال الصغار الأيتام، جشعًا وطمعًا وحبًا في المال دون الالتفات إلى الشرع والحق.
السنوات والأيام كافأت "آمال" على تعبها واستطاعت أن تحصل على وظيفة في مديرية الشئون الاجتماعية، ونجحت بالفعل في تربية أبنائها وصولا إلى أعلى الدرجات العلمية، كما حصلت على لقب الأم المثالية لعام 2015.
تقول "آمال" لـ"البوابة نيوز": "عانيت طيلة 23 سنة من الكفاح والسهر على أولادي مصطفى ومنى، حتى تخرجا من كلية الشريعة والقانون وحصل نجلي على درجة الماجستير، وتجهز شقيقته حاليًا في رسالتها أيضًا".
وعن ذكريات الأم المثالية مع عائلة زوجها: "كنا نعيش في محافظة أسيوط في عام 1992 توفي زوجي، وعندها استولى أهله على ميراث أبنائي وطردونا من الشقة".
وأضافت: "23 سنة بفضل الله مرت بعد وفاة زوجي تكللت بالنجاح الذي رأيته في أبنائي، وحرصت على تعليمهم وتربيتهم وغرس الدين والقيم والأخلاق في نفوسهم".
وحول انتقالها لمحافظة الإسكندرية، أوضحت "آمال": "جئت لعروس البحر حتى أجعل أبنائي يلتحقون بفرص عمل جيدة، ويعيشون حياة كريمة دون مساعدة من أحد".
محمد العدوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق