تحتل محافظة أسيوط المركز الأول في الفقر، إذ يعانى أكثر من 61 % من مواطنيها وفقا لمؤشرات إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء من الفقر، وتعتبر منطقة غرب البلد من أبرز مناطق العشوائيات في قلب أسيوط، حيث يعيش سكانها حياة غير آدمية ويحملون أرواحهم على أكفهم بسبب أسلاك الضغط العالى التي تحصر بين جنباتها مأساة حى بأكمله.
كما تعد منطقة البيسري بقسم أول أسيوط، إحدى أكثر المناطق عشوائية في المحافظة، رغم وقوعها بقلب المدينة، وكغيرها من عشوائيات مناطق غرب البلد سقطت من حسابات المسئولين.
ورصدت عدسة كاميرا "فيتو" عشوائية تلك المنطقة، والتي تعكس مدى التناقض بين منطقة شرق أسيوط وغرب البلد التي تبعد عن قلب المدينة عدة كيلومترات، والذي ينبض بالعشوائيات وسوء التنظيم.
يقول "محمد إبراهيم" أحد أهالي المنطقة: إن الخدمات الرئيسية غير متوفرة، فالكهرباء دائمة الانقطاع والمياه لا تصل إلا لعدة منازل فقط وخلال ساعات من اليوم وتكون ملوثة وترتفع بها نسبة الملوحة.
المنسيون
وأضاف: "إحنا تعبنا ومحدش موصل صوتنا لا ميه موجودة ولا كهربا ولا طرق ولا حاجة خالص، تعبنا وزهقنا منها البلد دي والمسئولين نايمين في مكاتبهم وإحنا هنا منسيين".
ولا نكاد نبتعد بضعة أمتار عن عم محمد لنرصد أكوام القمامة التي ارتفعت فوق سطح الأرض لتظهر المنطقة بشكل قبيح وغير آدمي، حيث الحيوانات الضالة والنافقة والحشرات التي تتكاثر فوق تلك الأكوام مما جعلها سببًا رئيسيا في انتشار الأمراض والأوبئة بالمنطقة.
بقت زبالة
وتقول الحاجة "حمدية حسن": البلد كلها بقيت زبالة، الزبالة في كل مكان حتى الشوارع اللى جمب المدارس بقيت الزبالة ملياها ولما تكتر وتملا الشوارع والوحدة المحلية متشلهاش بنحرقها عشان الأمراض اللى بتنقلها لينا ولأولادنا".
إحلال وتجديد
ليست هذه المشاكل فقط التي تعانيها منطقة البيسري، بل عدة مشكلات تحتاج إلى هدم المنطقة وإعادة بنائها بأساليب تخطيطية جديدة وآدمية بعد أن أهدرت وضاعت بتكاسل المسئولين وتقاعسهم عن أداء أعمالهم.
وأضافت: خطوط الضغط العالى تمر أعلى ووسط المنازل ونظرًا لارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء أسعار الأراضي والإيجارات يضطر المواطنون إلى البناء أسفل خطوط الضغط العالى مما يعرضهم وأسرهم إلى خطر الصعق بالكهرباء.
الصعق بالكهرباء
وتقول "أم عمر" إحدى ساكنات المنطقة: "إحنا مش بنقدر نتشطف أو نستحمى ونخرج نقف في وسط البيت عشان الكهربا ممكن تصعقنا من قوتها، وأطالب المسئولين بأن يوفروا مكانا آدميا".
بلطجية وتجار مخدرات
وأضافت أن عشوائية المنطقة جعلتها مرتعًا لمتعاطي المواد المخدرة وبائعيها الذين يقطنون بها بعيدًا عن أعين رجال الشرطة ففى الشوارع الجانبية الضيقة يظهر بائعو المواد المخدرة ليس فقط من أبناء المنطقة بل المناطق المجاورة، واشتكى الأهالي من انتشار المخدرات بأنواعها.
ويقول "محمد عمر": المخدرات بقيت تتباع دلوقت عيني عينك وعلى نواصى الشوارع وفى الحارات وناس كتير بقيت تشتغل في السموم دي، وللأسف ولادنا ضحية ليهم ونخاف نتكلم معاهم أو نقولهم كده غلط لأنهم بيهددونا وممكن يؤذوا ولادنا".
ملناش مكان
وتدخل "خالد محمد" قائلًا: "إحنا مش بنخرج من شوارعنا بالليل عشان ملناش مكان فيها، والشوارع بتكون مليانة ببتوع المخدرات والحشيش ولو بناتنا اتأخروا في كلياتهم أو شغلهم بنخرج نجيبهم عشان نطمئن عليهم، ولو البنت والدها مسافر تضطر إنها تبات عند صديقاتها أو زميلاتها لحد الصبح عشان متقدرش ترجع المنطقة وممكن يخطفوها ويتم اغتصابها والتحرش بها، وفيه حالات تعرضت للمواقف دي وملناش حد يوصل صوتنا ولا يغير من اللى حاصل لينا غير الله".
لم تقتصر خطورة المنطقة على الأهالي المقيمين بها بل اشتكى موظفو الحكومة من سوء العمل بالمنطقة، فيقول هيثم محمد مهندس بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء: "أنا كمهندس مساحة وخرائط بننزل وبنعمل رفع مساحي وتعديل الخرائط الخاصة بالمنشآت على الوضع الحالى لاستخدامها في التعداد العام للسكان والإسكان والمنشآت، والذي سيتم إجراؤه عام 2016 بنخاف نتأخر في بعض المناطق".
ايمان عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق