الجمعة، 8 مايو 2015

لحوم قاتلة.. فى أسيوط


http://cdn.alwafd.org/images/news/20806782943zllnabb.jpg
 «المصرى بياكُل الزلط» مقولة يتبادلها بعض الجزارين بمحافظة أسيوط، بل جعلوها مبدأ لتجارتهم غير مهتمين بأى شىء سوى جمع الأموال ولو على حساب صحة الآخرين.

يستغل هؤلاء التجار المناسبات والأعياد الخاصة بالمسلمين والأقباط فى ترويج تجارتهم وبيع لحوم يطلق عليها «وقيع» لكونها ناتجة عن ذبحهم حيوانات مريضة أو نافقة سواء كانت أبقاراً أو جاموساً أو ضأناً وتباع بأسعار أرخص نسبياً من أسعار اللحوم البلدى ما يزيد من إقبال المواطنين على شرائها، وتشتهر أماكن بعينها فى أسيوط ببيع تلك اللحوم على إنها سليمة، خاصة مع إغلاق عدد من المجازر المخصصة لذبح الأبقار والجاموس والضأن داخل القرى لقربها من المنازل وشكوى الأهالى من الرائحة الكريهة وانتشار الزواحف والفئران، فضلاً عن نقل عدد من المجازر إلى خارج الكتلة السكنية يحتاج إلى السفر لمسافة كبيرة للوصول إليه مما يكلف الجزارين أعباء مالية أخرى للذبح، الأمر الذى دفع الكثيرين إلى الذبح فى المنزل أو فى «سلخانات بير السلم» كما يطلق عليها الأهالى ومثل هذه السلخانات لا تخضع لأى إشراف وتتم عملية الذبح دون إجراء الكشف الطبى على الحيوانات المذبوحة مع إقبال أصحاب المطاعم على شراء هذه اللحوم بأسعار رخيصة خاصة مطاعم الوجبات الجاهزة السريعة بمدينة أسيوط والتى تم ضبط بها لحوم فاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمى بها من خلال الحملات التى تشنها المحافظة، ما أدى إلى إغلاق أحد أفرع سلسلة مطاعم شهيرة منذ عدة شهور وإيقاف تشغيل قسم اللحوم بأحد أفرع السوبر ماركت الشهيرة أيضاً لبيعهم لحوماً غير صالحة للاستخدام الآدمى فضلاً عن ضبط 382.5 كيلو لحوم وكبد وكلاوى فاسدة فى عدد من المطاعم والمحلات، إلا أن تلك المطاعم تعاود العمل مرة أخرى خلال أيام على ذمة القضايا والمحاضر التى تم تحريرها ضدهم، ومع خوف المواطنين من اللحوم المستوردة ومن مصدرها وسوء التخزين أو انتهاء الصلاحية هرب الكثيرون من جحيم المستورد إلى نار «الوقيع»!

وأكد أحمد الجزار جزار بمركز منفلوط أن العديد من أصحاب شوادر اللحوم لا يراعون ضمائرهم ويذبحون الحيوانات الميتة والمريضة خارج السلخانة ويختمون اللحوم بأختام مزورة مستغلين عدم قدرة الكثير من على التفرقة بين أختام اللحوم الصحيحة والمزورة.

وأوضح حسام أحمد بمركز منفلوط أن لجوء الجزارين للذبح تحت السلم جاء نتيجة غياب الرقابة والتفتيش من الصحة والطب البيطرى والتموين وقال يقوم الجزارون بذلك نتيجة لان الحيوان مريض وسيتعرض للإعدام فى حالة الذهاب به إلى السلخانة وتوقيع الكشف الطبى عليه من قبل طبيب المجزر أو فى حالة إذا كان المجزر بعيداً وعملية نقل الحيوان ستكلفه الكثير فيقوم بالذبح فى المنزل بعيداً عن أعين الناس والرقابة.

ويضيف أن الأخطر من ذلك هم جماعة يطلق عليهم «العدوية» وهم مجموعة من الجزارين ينتمون إلى قرية بنى عدى التابعة لمركز منفلوط واشتهروا بشراء وذبح الحيوانات المصابة والمريضة أو ما يطلق عليها «الفطيس» أو «الوقيعة» قبل موتها مباشرة ثم يقومون ببيعها للجزارين بالقرى والمدينة أو يبيعونها لبعض المطاعم والجهات الحكومية بعيدا عن اعين الرقابة!

وقال إبراهيم حسب الله، من أسيوط: تجار «الوقيع» الذين يذبحون الحيوانات تحت السلم وفى أماكن نائية بعيداً عن الرقابة معروفون بالنسبة لأهالى القرية ولكن ذاعت شهرتهم فى هذا المجال وجنوا أموالاً طائلة من هذه التجارة غير المشروعة، فكيلو اللحمة «الميتة أو الوقيعة» يصل إلى سعر 60 جنيهاً للكيلو وتباع على أنها لحمة بلدى طازجة وهى أغلى من اللحمة المستوردة التى يصل سعرها فى بعض الأحيان إلى 45 جنيهاً للكيلو ويقبل عليها الأهالى لرخص سعرها، كما أن الجزارين يقومون بتقليد أختام المجازر على اللحوم «الوقيعة» لتشبه اللحوم المذبوحة داخل المجازر.

ويضيف عادل عباس، مزارع، أن سعر الجاموسة أو البقرة يتجاوز 9 آلاف جنيه وعند إصابتها بأى مرض وبائى يقوم أصحابها بالاتصال بالتجار المتخصصين فى شراء تلك الحيوانات لشرائها فيبلغ سعر الجاموسة «الوقيعة» الميتة أو المريضة بـ 1000 جنيه أما العجل لا يتعدى الـ 500 جنيه وقد يزيد هذا المبلغ مع الفلاح والمزارع من أهل النفوذ والسطوة فيقومون بدفع مبلغ 3 آلاف جنيه للحيوان الواحد اللى مات قبل طلوع روحه، وده أعلى سعر فى الحيوان «الوقيعة» أو «الفطيس»، حيث يقوم الأهالى بذبحه على الفور قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة لحين وصول تجار اللحوم.

وقال مسئول بالغرفة التجارية بأسيوط إن النسبة الأعلى من جزارى قرى أسيوط يذبحون خارج السلخانة لـ 3 أسباب أولها بُعد المسافة بين القرى والمجازر ثم عدم وجود تفتيش على محال الجزارة هناك والثالث توفير رسوم الذبح فى المجازر، مشيراً إلى أن هذه الطريقة لا تخضع لأى رقابة فى عملية الذبح مما يعرض صحة المواطنين للخطر.

وكشف الدكتور مدكور محمود، مدير مديرية الطب البيطرى بأسيوط، أن مديريتى التموين والأمن تمكنتا من ضبط 4 أشخاص «محمود. ع ز م» 35سنة، حاصل على دبلوم، مطلوب ضبطه وإحضاره فى قضية تبديد، و«مسعد. س. م» 36 سنة، عامل زراعى، مقيم بدائرة مركز شرطة الفتح، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى 5 قضايا تبديد إيصال، و«علام. ف. م» 27 سنة، بائع بمحل جزارة، و«أحمد. م. م» 25 سنة، حاصل على دبلوم مقيمين بدائرة المركز، لقيامهم بتوزيع لحوم المواشى النافقة على محال الجزارة متلبسين أثناء توزيعهم ذبيحة نافقة من الماشية، مضيفاً أنه تم ضبط كمية كبيرة من «الهمبورجر واللحوم الضأن والبانيه والكفتة والفراخ والعجول» الفاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمى داخل سلسلة محال شهيرة وبعض المطاعم الشهيرة بالإضافة إلى اللحوم المذبوحة خارج المجازر، وتم تحرير المحاضر اللازمة وإعدام هذه اللحوم بالإضافة إلى ضبط عدد كبير من العجول واللحوم المذبوحة خارج السلخانات ببعض مطاعم ومحال مدينة أسيوط.

محمد ممدوح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...