أكد الداعية فؤاد الدواليبى منسق جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، أن قيادات الجماعة ما زالت تسيطر على معظم المساجد فى محافظات الصعيد، رغم قرارات الأوقاف بتشديد الرقابة عليها ومنع غير الحاصلين على التصاريح من الخطابة.
وأشار الدواليبى فى تصريح خاص لـ«البوابة»، إلى أن هناك بعض قيادات الصف الثانى تستغل بعض المساجد فى الوقت الراهن خلال الدروس الليلية، لحث الشباب على ضرورة الاستجابة إلى مناهج العنف.
وأضاف، أنه يتم عقد جلسات مشتركة بين شباب الجماعة الإسلامية وشباب الإخوان الإرهابية، فى بعض المساجد، وهم يمثلون خطورة كبيرة خاصة فى ظل انتشار الفكر التكفيري، لافتًا إلى أن هناك عشرات الشباب، يقومون ببث أفكار غريبة فى عقول زملائهم، كما أن هناك مساعى فى الوقت الراهن لخلق جيل من الشباب يتولى قيادة الجماعة، بدلًا من قيادات الصف الأول التى أصبحت إما داخل السجون أو تحت المراقبة، مؤكدًا أن كل البلاغات التى تم تقديمها ضد ما يتم فى هذه المساجد، لم تلق استجابة أو تحركً من وزارة الأوقاف، وأن تصريحات الوزارة بالسيطرة على المساجد لصالح مشايخ الأوقاف ليست صحيحة ولا وجود لها على أرض الواقع.
وكشف مصدر من الجماعة الإسلامية لـ«البوابة»، خارطة تلك المساجد وأعدادها التقريبية والقيادات التى تديرها، وكانت بواقع ١٤ مسجدًا فى المنيا، هى: مسجد الشيخ عيسى الذى يخطب به القيادى أحمد فرغلي، وهذا المسجد لا يستطيع أئمة الأوقاف دخوله نهائيًا، ويعتبر مأوى لأعضاء الجماعة، ويخطب فيه أمير الجماعة أسامة حافظ، والقيادى رجب حسن ويتردد عليه قيادات تابعة للجماعة لإلقاء الدروس الدينية، ومسجد الرحمن، الذى خطب فيه الداعية أسامة حافظ أمير الجماعة الإسلامية المؤقت فى العيد، كما خطب فيه أيضًا الداعية رجب حسن عضو الجناح المسلح السابق فى الجماعة، هذا بجانب باقى المساجد الموجودة فى كل من قرية دمشير، وقرية ديار عطية، ومركز العدوة، ومغاغة التى يخطب فى مسجدها القيادى بالجماعة الإسلامية إبراهيم أبو رجيلة، وبنى مزار الذى يخطب فى مسجدها الداعية محمد فؤاد، ومطاي، ومسجد بسمالوط يخطب فيه الداعية حسين العكايشة، ومسجد أبو قرقاص الذى يخطب فيه الداعية جلال عبداللطيف، ومسجد فى ملوى يخطب فيه الداعية أسامة صدقي، هذا بجانب مسجد آخر فى دير مواس.
وفى أسيوط ٥ مساجد أهمها مسجد الجمعية الشرعية، الذى يعد فى قبضة مفتى الجماعة القيادى عبد الآخر حماد، وهو خارج سيطرة الأوقاف، وأحد المنابر التى تدعو للعنف، كما يتم استغلاله فى تجمع أعضاء الجماعة فى أسيوط، وفى سوهاج يوجد ٦ مساجد أبرزها مسجد الأنصار، وأبرز الدعاة الذين يخطبون فى سوهاج صلاح هاشم القيادى بالجماعة، وعزت السلامونى إمام مسجد قرية سلامون، وفى أسوان ٨ مساجد أبرزها مسجد الرحمن، ويسيطر على هذا المسجد القيادى أمين بلال، أمين حزب البناء والتنمية بأسوان، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.
وفى قنا ٣ مساجد، وفى الأقصر ٤ مساجد، أبرز الدعاة فيهم بدرى مخلوف أمير الجماعة الإسلامية هناك، وفى الجيزة يوجد مسجد واحد رسمى للجماعة الإسلامية وبالتحديد فى إمبابة، هذا بجانب عدد من المساجد فى الإسكندرية، وفى محافظة دمياط تستغل الجماعة مسجد شط الملح، ويخطب فى المسجد زكريا الجمال، عضو حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية
----------------------------------
أكد الدكتور عبدالآخر حماد، مفتي "الجماعة الإسلامية"، أن الجماعة لا تزال ملتزمة بمبادرة وقف العنف التي أعلنتها في أعقاب حادث الأقصر في عام 1997، وما تلاها من مراجعات فقهية وفكرية، والتي توجت بالإفراج عن قيادات وأعضاء الجماعة بالسجون، مشددًا على أنه لم يسجل على أي منهم منذ خروجه من السجن منذ حوالي عشرة أعوام ممارسة لأي عمل مما يطلق عليه العنف والإرهاب. وأشار إلى كتيب للشيخ عصام دربالة، رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، المسجون حاليًا، أصدره قبل عدة أشهر بعنوان: (لا للتفجير)، والذي يستنكر فيه كل محاولة للتخريب وتدمير البنية التحتية للاقتصاد المصري، لافتًا إلى الدور الذي قام به أعضاء الجماعة بعد الانهيار الأمني الذي شهدته البلاد في أعقاب ثورة 25يناير 2011،
إذ "كانوا أحرص الناس على استتباب الأمن ومعاونة الأجهزة الأمنية في ممارسة دورها الحقيقي في حفظ الأمن والعمل على استتبابه". وذكر بأنه "لما فتحت السجون إبان ثورة يناير وخرج من خرج منها، إلا أن الشيخ عبود الزمر (عضو مجلس شورى الجماعة، وأحد المتهمين في اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات) قد رفض رفضًا باتًا أن يخرج بهذه الطريقة، ورأى أنه لا يليق به بعد ثلاثين عامًا من السجن في سبيل الله أن يخرج كهيئة الهارب الفارِّ ، وفضَّل أن ينتظر إلى أن يمن الله عليه بأن يخرج بكرامته، وأن ذلك أجدى له وأنفع ،وقد كان ذلك وأثبتت الأيام صدق توقعاته حفظه الله". جاء ذلك في سياق رد حماد على وقائع نسبها عماد الدين رئيس تحرير جريدة "الشروق" إلى "الجماعة الإسلامية" في مقاله الذي نشره الأربعاء الماضي تحت عنوان: "من قال إن الإرهاب يحقق الأهداف"؟، والذي يستنكر فيه لجوء البعض إلى استراتيجية العنف والإرهاب سواء في سيناء أو في غيرها مبينًا أن من يلجأون إلى تلك الأساليب يرتكبون أكبر أخطائهم ،
وأنه لا يوجد شعب يمكن إخضاعه بالقنابل والمتفجرات. ودلل حسين على ذلك بتجربة "الجماعة الإسلامية" في تسعينيات القرن الماضي وأنها لم تحقق ما كان القائمون بها يريدون تحقيقه من أهداف، وانتهت بما اعتبره "توبة من أعضاء الجماعة الإسلامية"، والتي يرى أن "توبة بعضهم كانت مضروبة، في حين كانت توبة بعضهم الآخر صادقة جدًا". وضرب مثالاً لذلك بالدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" السابق، "الذي صار نموذجًا لما ينبغي أن يكون عليه الداعية الصادق". ومع اعترافه بالعنف الذي مارسته "الجماعة الإسلامية" في حقبة التسعينيات، لكن حماد أكد أن "هذا العنف لم يبدأ من فراغ، وإنما كان نتيجة لعوامل عدة من أهمها قسوة النظام في ذلك الوقت بل وحشيته على أبناء الجماعة الإسلامية"، مشيرًا إلى ممارسات وزير الداخلية الأسبق زكي بدر، "الذي اتبع منذ توليه الوزارة في منتصف الثمانينات ما أسماه بسياسة الضرب في سويداء القلب ؛ بحيث كان من الأمور العادية في عهده أن يُقتل طالب بدم بارد لأنه كان يعلق إعلاناً عن محاضرة للدكتور عمر عبد الرحمن (الزعيم الروحي للجماعة)، ويُقتل داعية لأنه كان متوجهاً لإلقاء خطبة الجمعة في أحد المساجد، ويقتل الدكتور علاء محيي الدين لا لشيء إلا لأنه داعية مفوه معارض لنظام مبارك". وذكر أن "هناك عشرات الأمثلة للتدليل على شدة ظلم النظام في ذلك الوقت وإسرافه في إراقة الدماء والاعتقالات العشوائية التي لم يسلم منها حتى النساء الحوامل اللاتي أجهض بعضهن في مقرات الاحتجاز الأمني". ونفى حماد كثيرًا من الأحداث التي نسبها رئيس تحرير "الشروق" إلى "الجماعة الإسلامية"،
ومنها قتل الطفلة شيماء أمام مدرسة المقريزي، خلال محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي -والتي قتلت فيها الطفلة شيماء –قائلاً في رده "إنها كانت من تدبير جماعة الجهاد وليس الجماعة الإسلامية، وقد أعلنت جماعة الجهاد في ذلك الوقت مسؤوليتها عنها ". كما نفى الاعتداء على الكنائس وتفجير قنبلة في مقهى بميدان التحرير وغير ذلك مما أعلنت الجماعة الإسلامية في حينها عدم مسؤوليتها عنه، بحسب قوله. وشدد مفتي "الجماعة الإسلامية" في رده حول أن "توبة بعض أعضاء الجماعة الإسلامية كانت مضروبة"، أن "ما أعلنته قيادة الجماعة الإسلامية في صيف عام 1997 من مبادرة لوقف العنف وما تبع ذلك من المراجعات الفقهية يختلف تمامًا عما عرف وقتها بالتوبة التي كان بعض المعتقلين يلجأون إليها في السجون من أجل محاولة الخروج من السجن أو التخفيف عنهم فيها". وأضاف "وقد حرص قادة الجماعة وقتها ومنهم أخونا الفاضل الدكتور ناجح إبراهيم -الذي يشيد الكاتب به -إلى التفرقة بين ما قاموا به من مراجعات فقهية، وبين تلك التوبة ، فالتوبة سلوك فردي كان يصاحبه في الغالب تبرؤ ذلك الفرد من إخوانه وربما يصاحبه تخليه عن التزامه الديني ،وبعضهم كان ينزلق للأسف في التجسس على إخوانه ،أما ما قامت به الجماعة الإسلامية في ذلك الوقت بقيادة الشيخ كرم زهدي حفظه الله فهي مبادرة حقيقية كان هدفها حقن الدماء ومنع الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد".
وقال حماد إنه "بالرغم من وجود بعض الاختلافات بين أعضاء الجماعة الإسلامية في بعض الاجتهادات السياسية -وقد يكون منها الاختلاف في توصيف المشهد الراهن- إلا أن الكل بحمد الله مجمع على المحافظة على المبادرة السلمية للجماعة الإسلامية وأنه لا يصح التفريط فيها بحال". وتابع "أنه إن صحت تسمية تلك المبادرة بأنها توبة، فإنه ليس من علامة صحة تلك التوبة أن لا تتخذ الجماعة بعض المواقف المعارضة لسياسات النظام السياسي القائم ما دامت هذه المعارضة في الإطار السلمي الساعي لإيجاد حلول سياسية عادلة للخروج بالبلاد من دوامة العنف والعنف المضاد، إنما تكون التوبة مضروبة إذا ما سلكت الجماعة سبيل القتل والتفجير ،وهذا ما أزعم أنه لم يحدث منذ تفعيل المبادرة ،وأرى أنه لن يحدث بمشيئة الواحد الأحد".
محمود خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق