اعترف عميد كلية الطب بجامعة أسيوط ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية الدكتور طارق الجمال بوجود مشاكل تعيق تقديم خدمة صحية على مستوى عال في المستشفيات الجامعية.
وقال الجمال إن أخطر هذه المشكلات عدم وجود عدد كاف من الممرضات، إذ يوجد عجز يقدر بألفي ممرضة في جميع المستشفيات الجامعية بأسيوط، بينما هناك زيادة تقدر بـ7 آلاف ممرضة في مستشفيات ووحدات مديرية الصحة بأسيوط.
وبرر الجمال ذلك بعدم وجود مميزات مالية للممرضات في المستشفيات الجامعية على عكس مستشفيات وزارة الصحة التي تصرف بدلات وحوافز لممرضاتها مما جعلت الممرضات يحجمن عن العمل في المستشفيات الجامعية، ورغم موافقة رئيس الوزراء على تطبيق الحد الأدنى للممرضات في الجامعة إلا أنه لم يتم تطبيقه فعليًا حتى الآن.
وفي مواجهة العجز الصارخ في التمريض، يوجد ترهل في الكادر الإداري، ويقدر عدد الموظفين الإداريين بحوالي 11500 موظف بمعدل 3.4 موظف لكل مريض، وعدد الأسرة في جميع المستشفيات حوالي 3500 سرير، مضيفًا: "للأسف هذا العدد يضر بالخدمة الصحية".
وقال: "مكافآت ومنح وحوافر هؤلاء الموظفين يتم صرفها من صندوق تحسين الخدمة الطبية وأقل منحة تزيد عن 2.5 مليون جنيه، لذلك نواجه صعوبات مالية في تطوير العنايات والحضانات، ونحتاج ممرضة لكل سرير في العناية وممرضة لكل 8 أسرة في القسم الداخلي".
واستدرك رئيس مجلس إدارة المستشفيات حديثه، قائلا: "رغم ذلك فإن المستشفيات الجامعية هي التي تتحمل العبء الرئيسي في خدمة أبناء أسيوط البالغ عددهم أكثر من 4 ملايين مواطن وتقدم ما تعجز عنه باقي المستشفيات في جميع محافظات الصعيد سواء جامعية أو تابعة للصحة لأن عمرها قرابة 60 عامًا وبها 1150 عضو هيئة تدريس من مدرس مساعد حتى الأساتذة وقرابة 600 من النواب والأطباء المقيمين ويتم استقبال أكثر من مليون مريض سنويًا في العيادات الخارجية".
وأوضح أن هذه المستشفيات تستقبل أكثر من 50 ألف مصاب سنويا في قسم الإصابات والاستقبال والطوارئ، ويتم إجراء 30 ألف عملية جراحية سنويا.
وأضاف الدكتور طارق الجمال: "قمنا بزيادة عدد الأسرة في عنايات المستشفى الرئيسي من 20 سرير إلى 60، إضافة إلى العنايات في المستشفيات المتخصصة في صحة المرأة والأطفال والعصبية والمسالك البولية والقلب والكبد ونملك الآن 4 أجهزة أشعة مقطعية و3 أجهزة رنين مغناطيسي ومعامل تحاليل متطورة وجهاز أشعة تداخلية".
وعن سوء معاملة المرضى من الأطباء ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، قال الدكتور طارق الجمال: "أتحدى أن يحتاج أي مريض في القسم المجاني أية مستلزمات ولا يجدها بداية من السرنجة حتى أدق التحاليل، أما المعاملة مقبولة ولكن تتأثر بسبب الضغوط على الأطباء في قسم الاستقبال، فالضغط كبير عليهم، فمثلا المستشفى الجامعي استقبل أكثر من 450 حالة احتباس حراري (ضربة شمس ) أول أيام الموجة الحارة".
أما بالنسبة لقائمة الانتظار فهي موجودة في أرقى الدول الأوربية سواء بالساعات أو الأيام والمحصلة النهائية أن المستشفيات الجامعية تؤدي خدمات جليلة في ظل ظروف مالية وإدارية واجتماعية صعبة خاصة في تخصصات زراعة الكبد والجراحات الميكروسكوبية والعقم والقلب الكبد لا تؤديها أية مستشفيات حتى المستشفيات الخاصة.
محمد منير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق