يُعاني أهالي قرى محافظة أسيوط من مساوئ المياه الجوفية، رغم الاحتياج الشديد لها بسبب بُعد مياه النيل عنهم.
تأتي مشاكل المياه الجوفية في الكثير من المحاور وعلى رأسها مياه الشرب وطفح المياه الجوفية التي تغرق مساكنهم؛ حيث يصل ارتفاع المياه ببعض المنازل إلى ما يقرب من نصف متر أو يزيد.
أما مياه الشرب فحدِّث ولا حرج؛ لأنها هي المصدر الرئيسي لهم في قضاء جميع حوائجهم، فضلًا عن أنها شريان الحياة دون تدخل من مياه النيل ولو على عتبات بيوتهم, وعلى الرغم من أن أبناء مركز صدفا يعتمدون كليًّا على المياه الجوفية في الشرب وهي عندهم أفضل في التحلية من مياه النيل، فإن معظم قرى مركز أسيوط من موشا وشطب وغيرهما, وجميع قرى مركز القوصية وبعض قرى البداري تدق بها ناقوس الخطر الذي يهدد حياتهم الأسرية الصحية والاجتماعية، ما يتسبب في هدم منازلهم, وحسب الإحصائيات وتقدير الأهالي أن أعلى نسبة فشل كلوي تكمن في قرية موشا وقرى القوصية.
كما أن المياه الجوفية تعرضت لمستويات عالية جدًّا من التلوث بسبب عدم وجود الصرف الصحي في أغلب قرى المركز فيضربون بأسفل الأرض لصرف المجاري مما أدى الى اختلاط مياه الصرف غير الصحي التقليدي بالمياه الجوفية.
بالإضافة إلى المستويات العالية من الأملاح الذائبة في المياه الجوفية التي تزيد بكثير عن احتياجات الجسم البشري وطاقة الكليتين في التصفية والتنقية مما رفع أعداد المصابين بالفشل الكلوي المزمن؛ حيث تعد القوصية من أعلى المراكز موازية بقرية موشا بمركز أسيوط التي تأخذ مياه الشرب من القرى المجاورة بسبب تجاوز في عدد مرضى الفشل الكلوي المزمن والحاد.
قال منتصر محمد، أحد أبناء مركز أسيوط، إن المياه التي يعيش عليها أهالي قرية موشا غير صالحة للشرب؛ لأنها مختلطة بمياه الصرف, والتي تسببت في انتشار الفشل الكبدي والكلوي بين أهالي القرية، وكانت سببًا في وفاة العديد, وغيرهم من أهالي القرية الذين ما زالوا يعانون من المرض نفسه, وقال إن هذه المشكلة ليس لها حل سوى بالتدخل من المسئولين والكشف عنها ومعالجتها قبل فوات الأوان.
وأضاف أحمد السنباطي، من أبناء مركز أبو تيج، أنه توجد منطقة منسية في قرية صغيرة بمحافظة أسيوط بمركز أبو تيج اسمها (الفليو) تتعرض سنويًّا لارتفاع منسوب المياه الجوفية بسببب فيضان نهر النيل، لكن سُرعان ما يهدأ المنسوب ويضمحل, وتحولت هذه القرية المنسية إلى قرية تهدد حياة الإنسان؛ فبعدما أغلقت القناطر الخيرية بأسيوط لتشغيل القناطر الجديدة أدى ذلك إلى ارتفاع منسوب المياه، مما هدد منازل تلك المنطقة التي يَبلُغ عدد سُكانها مئات المواطنين؛ فلجأ الأهالي إلى مجلس المدينة بمركز أبوتيج لرفع شكواهم إلى رئيس المجلس ولكن دون جدوى.
ثم لجأ بعضهم إلى أمانة حزب النور بـ"أبو تيج" للتوسط وحل تلك المشكلة التي تهدد حياتهم؛ وبناءً عليه تكونت لجنة من قبل أمانة حزب النور بـ"أبو تيج" وتم تحديد موعد لمقابلة رئيس مجلس مدينة أبو تيج، على رأس تلك اللجنة هشام أنور، وكيل حزب النور بـ"أبو تيج" وعرضوا المشكلة، وأطلعت اللجنة الأهالي على ما حدث، ثم تم تسليط الضوء على المشكلة.
وهي: ازدياد منسوب المياه 100 سم مما يجعل المنازل قابلة للانهيار في أية لحظة، ثم تسليط الضوء على الحل وهو: (ردم الدور الأول الأرضي وذلك لضعف بنية المنازل وقِدمها).
لكن لأن أصحاب تلك المنازل فقراء ولا يجدون قوت يومهم، ثم إن تلك المشكلة من الواجب أن تحلها الدولة فهم المسئولون عن رعيتهم.
فذهبت تلك اللجنة التابعة للحزب لعرض الحلول على رئيس المجلس، وكان الاقتراح كالتالي: مساعدة الأهالي في الردم عن طريق دخل القناطر الخيرية كيفما حدث لأهالي منطقة الوليدية بأسيوط، أو مشاركة الأهالي ماديًّا في تكلفة الردم, أو توفير مناطق سكنية أخرى لأهالي المنطقة, فجاء الرد مفاجئًا: لا توجد مناطق سكنية أخرى بمنطقة أبو تيج لإيواء المتضررين.
فاستقر الحال والرد من قِبَل رئيس المجلس على أنه ينتظر لجنة من المحافظة لتقييم المشكلة وكيفية مُعالجتها.
معتز بشنك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق