الاثنين، 5 أكتوبر 2015

بالفيديو والصور.. أحد أبطال نصر أكتوبر من أسيوط يحكي ذكرياته.. لم نتوقع توقيت بدء الحرب.. تذوقنا طعم الموت وحلاوة النصر.. قضينا 6 أشهر في حصار الدفرسوار.. وعمليات الاستنزاف أرعبت الجيش الإسرائيلي





https://scontent-cai1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/t1.0-9/q84/s720x720/12143311_987783014617631_1783408243876558063_n.jpg?oh=5bbf7ab413051a8af60620c5d14c9414&oe=5696CFAC
"لاشئ كان يفوق عزيمتنا على القتال وعقيدتنا بالنصر هذه مجمل قصة الجندى المصري في حرب أكتوبر المجيدة"، بهذه الكلمات بدأ أحد أبطال حرب أكتوبر كلماته لـ «فيتو»، هو الجندي حسن مالك سيد من محافظة أسيوط، قال: «كنت وقتها في كلية الحقوق وقررت أن لا أجلس مكتوف الأيادي، وقررت التقدم للتجنيد للمشاركة في حرب الاستنزاف وكنا في الصعيد لدينا حمية خاصة تأخذنا على الحرب كلما سمعنا عن توجيه العدو الاسرئيلي ضربة إلى أرضنا».

"أيام لاتنسى"

وتابع «مالك»، الرجل الستيني الذي لم تترك الحرب على ملامحه إلا هدوء الأعصاب: "أتذكر كل شئ مثل يوم أمس أو أكثر، ويتردد في أذني كل الأحاديث بيني وبين زملائي، في البداية عقب تقدمي للتجنيد ثم إلحاقي بسلاح مشاة مدرع في الجيش الثالث، وعقب فترة التدريب وصلت إلى القوة الأساسية على الجبهة أمام خط بارليف، وكانت أحلامنا وطموحاتنا أنا وجميع زملائي من المجندين عبور هذا المانع الذي ظل أمامنا طوال خمس سنوات حاجزا من الغضب، وكان داخلنا براكين من النيران مستعدة لحرق أي جندي من جيش العدو».

عمليات الاستنزاف

وأردف البطل ابن أسيوط: «بداية المعركة قبل 5 سنوات من العبور بدأنا في العمليات الاستنزافية خلف خطوط العدو، كنا ننتظر إشارة القيادة كل ليلة بفارغ الصبر لنخرج لتلقين العدو دروسًا في الشجاعة والإقدام المصري وعدم خشيتنا من الموت، وكانت كل عملية من هذه العمليات تثبت بالدليل الصريح، أن الجندية المصرية قادرة على تحطيم قوة وغرور ميكنة الجيش الإسرئيلي، ونكبدهم خسائر ونفزعهم طوال الليل والنهار كان عبورنا إلى موقع العدو تلقى الرعب في قلوبهم وتجعلهم متحفزين طوال الوقت».

قرار بقيادة الدبابة

وأوضح «مالك»: «لأني كنت طالب جامعي، وكانت لدى فترة امتحانات في عام 72 قرر قائد الوحدة، أن أقوم بإخلاء مهماتي العملية من خدمات وأن أحصل على تدريب وقيادة الدبابة طوباس روسية الصنع "برمائية"، وكنت من أفضل سائقي الدبابات على الجبهة، وظننت وقتها أن حرب الاستنزاف قد تتوقف لفترة طويلة ولكن إيماننا بالمعركة ظل موجود واستعددنا كان يزيد كل يوم عن سابقه وتدريبنا يزداد كفاءة عن كل يوم سابق الضابط والجندي الكل سوء وينتظر إشارة للقفز في مياه القناة والهجوم على العدو».

هدوء يسبق المعركة

واستطرد: «هل تعلم معني كلمة الهدوء الذي يسبق المعركة هو حالنا قبل دخول المعركة يوم 5 أكتوبر بعد العصر كل شئ هادئ، وزملاؤنا من الجنود يلعبون كرة القدم ويسبحون في مياه القناة والجيش الإسرائيلي يرقبنا من بعيد، لايوجد شئ واحد يوحي بأن المعركة القادمة أكبر المعارك وستدرس في كتب التاريخ، وكنا نشعر أن القيادة في حالة استرخاء شديد لم يكن يتوقع حتى القادة نفسهم في الكتائب والفصائل والوحدات أن المعركة ستكون غدًا خلال شهر رمضان أثناء الصيام والعبادة».

بدء المعركة

وتابع: «يوم 6 أكتوبر قمنا بالإجراءات الروتينية وجهزنا معداتنا والأسلحة والذخيرة، وقام كل منا بتجهيز الشدة الخاصة به كإجراء يومي اعتيادي، والساعة الثانية ظهرًا فوجئنا بصدور أوامر تجهيز المعدات للتمام المعتاد مثل إجراء الصباح، ولم نكد ننتهى من تجهيز المعدات حتى فوجئنا بالطيران يعبر فوق رؤوسنا، وجاءت إشارة البدء في المعركة كل القوات تحركت ناحية خط بارليف الدبابات البرية انتظرت الجسور، نحن لم ننتظر ذلك فدبابتنا تسير في المياه عبرنا بها فور عبور قوات المشاة وقت وصول أمر التحرك دخلنا سيناء، وكنا نقاتل في شراسة تحت هتافات «الله أكبر» فكنا نفزع العدو بهذه الكلمة وحدها قبل سلاحنا».

14 يوم في المعركة

خلال 14 يوم قامت كتيبتنا بتكبيد العدو خسائر فادحة وصلنا إلى عيون موسى وممري متلا والجدي وقضينا على حصونهم في هذه المناطق، ولم تتأثر كتيبتنا بأي شئ سوى خسائر بسيطة جدًا، ودمرنا أغلب القلاع المحصنة التي مرينا بها وأسرنا عدد كبير من جنود الجيش الإسرائيلي، وفي اليوم السادس، تلقينا إشارة من قيادة الجيش بالعودة إلى السويس للتجهيز والاستراحة وعقب وصولنا السويس فوجئنا بثغرة الدفرسوار».

الموت والحصار

وأردف: «تذوقنا الموت بعد وصولنا السويس دمرت كل الدبابات في منطقة الحصار أمام سينما حبيب الله في مدينة السويس بعد أن عدنا فوجئنا أن العدو الاسرئيلي، كان قد أقام لنا حصار الثغرة، واعتلى جبل جنيفة بالسويس، وأصبحنا في مازق حقيقي ودمرت 90 % من دبابات الكتيبة، واستشهد العديد من زملائنا، كان لي صديق اسمه ضياء من قرية دمشير بالمنيا وجدنا حزنا على أصدقائنا الذين استشهدوا وجلسنا في حالة غضب وحزن، فقال لماذا نحزن لقد نصرنا الله على أعدائنا ووعدنا بـ "النصر والشهادة"، فلماذا نحزن وبعد ساعة واحدة استشهد ضياء فدب فينا نشاط قتالى شديد وكبدنا أثناء حصارنا بعزيمتنا وقوة إيماننا وعقيدتنا بالنصر والموت في سبيل الله خسائر ونحن في حصار فادح استمر لمدة 6 أشهر أعاننا الله على تحملهم، شربنا خلالها مياه الصرف واكلنا الثعابين والضفادع وقاتلنا حتى انتصرنا».

انفجار عين مياه

وقال البطل: «استمرينا نشرب من مياه الصرف الصحي لمدة 6 أيام حتى انفجرت عين سيدي الغريب التي فجرها الله سبحانه وتعالى رحمة بنا، واستطرد قائلًا تلك المعجزة الالهية وهبتنا عزيمة قوية أعادت لنا قوة المواجهة والاستمرار في الحرب رغم ضعف الامكانيات والأسلحة التي كانت بحوزتنا، وبعد احتلال الإسرائيليين لقسم السويس من خلال إحدى الحيل التي قاموا بها وهي استخدام دبابات الجيش المصري التي استشهد طواقهما والتوغل بواسطتها بأمان إلى داخل مدينة السويس واكتشفنا حيلتهم وقمنا بمواجهتهم وقامت معركة حامية الوطيس قاموا على إثرها بالهروب والاحتماء داخل قسم الشرطة الموجود بالمدينة ووقتها اضطررنا لإشعال النار في القسم للقضاء عليهم».

واختتم البطل حديثه: «رغم صعوبة تلك الأيام والسنوات التي قضيناها خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر إلا أن تلك الأيام كانت أجمل ما مر في سنوات عمري، وكانت فخرًا لى أن أكون جنديا أخدم بلدي وأدافع عنها، ولم يكتب الله لى الاستشهاد كبعض زملائي الذين نالوا تلك الدرجة الرفيعة، والحمد لله تم استعادة جميع الأراضى المصرية من أيّد المحتل الإسرائيلي الغاشم، لتنعم مصر بسلام وأمان بعد نصر أكتوبر العظيم».


هيثم محمد ثابت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...