يقول الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، فرع أسيوط، إن تدريس الثقافة الجنسية بالأسلوب الغربى لا يتفق مع الإسلام، كل مجتمع له ثقافته وله قيمه الدينية والاجتماعية التى نشأ عليها، فما يفعله أهل الغرب فى بلاد الغرب من الحرية الجنسية التى يراها الجميع على صفحات النت لا يمكن أبدا أن تنطبق فى بلاد المسلمين أو البلاد العربية، وذلك لأنه إذا كان الأوروبيون لا يرون الزنا عيبًا فإن البلاد العربية بمسلميها ومسيحيها نشأوا فى ثقافة مستمدة من الدين بأن الزنا كبيرة من الكبائر، ومن ثم فيحرم على المسلمين أن يطبقوا ما طبقته البلاد الغربية فى هذا المجال، بل أنه إذا حدث ذلك ستحدث فتنة تعطى مرتعا لأهل الفكر المتشدد والمتطرف بأن ينقلبوا على المجتمع انقلابا تاما وحينها سيجدون المساعدة بعد أن رأوا المجتمع قد مال إلى هدم المبادئ الدينية. من جانبها قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن العلم الدينى يتضمن عدة أفرع للثقافة الجنسية، ولكنها تدرس على مراحل، أولها فى مرحلة الطفولة من خلال تعليم النظافة وأحكام الطهارة وأحكام الختان، هذا جزء من الثقافة الجنسية ثم الحديث عن الحيض والنفاس والدماء التى تنزل على المرأة وأحكام إتيان المرأة أثناء نزول الدماء الثلاثة الحيض والنفاس والاستحاضة هذا جزء هام من الثقافة الجنسية. وتابعت فى تصريحات لـ"اليوم السابع": التالى هو باب النكاح وأحكامه وشروطه وحقوق الزوجين كل منهما على الآخر المادية والمعنوية والجنسية فالحق الجنسى يسبقه حق مادى ويقدم له بحق معنوى ولذا لابد من معرفة كل ذلك وهذا ما يدرسه الأزهر لطلابه فى مراحل تعليمهم المختلفة، وهو الواجب تدريسه لكل الطلاب فى كل الجهات التعليمية، ولكن لابد من مراعاة شيئين هامين. أولا أن يكون ذلك فى إطار التكليفات والأوامر الإلهية حتى يكون وقع المادة فى النفوس وقعا هاما يحوطه الاحترام والتقدير، ثانيا مراعاة المرحلة العمرية للطلاب واختيار ما يتناسب مع كل مرحلة ويفيدها تطبيقا وتعليما فالحديث عن الطهارة مثلا مفيد فى مرحلة الطفولة، والحديث عن حفظ النظر والفرج والبطن مفيد فى مرحلة المراهقة، والحديث عن الزواج مفيد فى مرحلة الشباب. من جانبه، رفض حسين إبراهيم الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة تلك المطالبات، مؤكدا أن هناك دورا تربويا تقوم به الوزارة وتتحدث فيه عن السلوكيات والعادات والتقاليد ودور تعليمى، لكن الدور الخاص بالعادات الاجتماعية وعلاقة الرجل بزوجته وابنته وأخته هو دور الأسرة وليس المدرسة، نعتمد على الفطرة فى التعامل ولابد من الفصل بين الدورين وعدم الخلط بينهما. وأضاف: "منافية لعاداتنا وتقاليدنا وتنفيذها يضع المدرسين فى مواقف محرجة لدينا مدارس مشتركة وسيتسبب فى ضرر كبير فى ظل الإنترنت وما يتيحه من مواد إباحية بشكل مفتوح، وبالتالى فى حال عجز المعلم فى توصيل المعلومة بشكل جيد، سيلجأ الطالب إلى البحث عن طرق أخرى تتيح له المعلومة". وتابع: "لن تستقيم الأمور بتدريس المناهج الجنسية، لأنه سيميل فيها للبحث بشكل أكبر، تديننا وتقاليدنا تحرم هذا الأمر والسلوكيات والتقاليد تجرمه".
لؤى على
آية دعبس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق