السبت، 24 أكتوبر 2015

بحثا عن المال الحرام .. الجريمة فى السويس والقاتل من أسيوط.. والمتهم: «فتحت الحيطة.. وبعد ما قتلتهم ولعت فى الشقة» .. ليلة مقتل «مها» وصغيرها بـ«الشاكوش» والاهالى يطالبون بالاعدام



مها

الفتحة التى دخل منها القاتل

لعبة الطفل الضحية
 الطفلة
ليلة مقتل «مها» وصغيرها بـ«الشاكوش»
جريمة تعود بك إلى جرائم كان يرتكبها بعض أهل الصعيد منذ عشرات السنين.. كانوا يصنعون «فتحة» فى جدران منزل ثم يتسللون إلى داخله ويبحثون عن شىء يسرقونه وإن اعترضهم أحد يقتلونه.. كانوا يسمونها فى الصعيد «النقب»، أى صنع «نقباً» فى الحائط ودخل وسرق.

شاب يقتل زوجة شابة وطفلها الوحيد بحثاً عن المال.. ويشعل النيران قبل هروبه

الجريمة هذه وقعت فى مدينة السويس والمتهم بالقتل من أهل الصعيد.. من أسيوط تحديداً.. يفصل بين منزله وبين مسرح جريمته قرابة 700 كيلومتر.. حضر من قريته الصغيرة إلى السويس بحثاً عن فرصة عمل.. ووجدها مع بعض أقاربه وجيرانه.. إنه يعمل فى «المعمار».. قادته ظروف العمل إلى عمارة تحت الإنشاء فى هذه المدينة.. وأثناء جولة حولها شاهد شقة جديدة تسكنها عائلة صغيرة.. زوج وزوجته وطفل وحيد.. اختمرت فى ذهنه الفكرة وقرر أن ينفذ.. استخدم أدوات المعمار وبدأ فى صنع فتحة فى جدران الحائط من العمارة التى يعمل بها إلى جدران الشقة «الهدف».. وخلال ساعات كان قد وصل إلى غايته واخترق الجدران بجسده النحيل ووجد نفسه داخل الشقة وبيده «الشاكوش» بحثاً عن أموال وذهب.

الجريمة فى السويس والقاتل من أسيوط.. والمتهم: «فتحت الحيطة.. وبعد ما قتلتهم ولعت فى الشقة»

هنا فى هذه الشقة التى شهدت الجريمة.. كانت الأم الشابة واقفة تتابع تفاصيل يومها.. تراعى ابنها الصغير.. تنتقل بين المطبخ إلى الصالة وترد على اتصال تليفونى من زوجها وأسرتها.. تطمئن كل دقيقة على صغيرها «محمد» الذى يبلغ عمره سنة.. كانت هكذا.. عندما دخل اللص وبيده الشاكوش.. أذهلها الموقف.. كيف دخل ولماذا دخل وماذا يريد؟.. كانت تسمع دقات فى الجدران.. لكنها دقات اعتادت عليها فى العمارة المجاورة المليئة بالعمال.. إنها عمارة تحت الإنشاء.. حاولت أن تصرخ.. تستغيث وتسأل وهى ترتجف: «انت مين.. ودخلت هنا إزاى؟» لم يجبها.. ولكنه هوى عليها بالشاكوش الذى بيده.. واطمأن لمقتلها.. لم تهزه صرخات الصغير.. لم يستعطفه بكاؤه المستمر.. سدد له ضربات قاتلة.. ليلقى الصغير حتفه على الفور.. وتسيل دماؤه بجوار لعبه وملابسه الملقاة من حوله.. المتهم لم يكتف بذلك.. لكنه سرق هاتف القتيلة.. وبعض الأموال.. ونسى الشاكوش وهاتفه المحمول بمسرح الجريمة قبل أن يشعل النيران فى الغرفة التى رقد بها جثمانا الأم وصغيرها.

المتهم يعمل فى عمارة تحت الإنشاء بجوار مسرح الجريمة والزوج: «إعدامه ضرورة»

هنا «دبدوب صغير» ملطخ بالدماء.. على بعد خطوات منه ألبوم صور نصفها محروق.. هو كل ما تبقى للأب من زوجته الشابة وطفله الصغير.. كان الصغير ممسكاً بـ«الدبدوب» وبألبوم الصور يقلب فيه عندما دخل اللص، وتبين للمباحث أن اللص كسر جدران حائط الصالة لدخول شقة المجنى عليها من عقار تحت الإنشاء ملاصق لعقار القتيلة، ثم دخل الشقة عن طريق هذه الفتحة التى صنعها، وفى غرفة النوم وجد الأم ورضيعها فقتلهما وحرقهما.

القتيلة «مها» هى الابنة الوحيدة لوالديها وسط شقيقين «أحمد ومحمود»، تخرجت فى كلية التجارة، جامعة السويس بتقدير عام جيد جداً، شهد لها الجميع فى حى السلام بالسويس بالأخلاق والالتزام، إضافة إلى جمالها الذى كان يميزها عن بنات الحى.

منذ 4 سنوات تقدم لخطبتها شاب من جيرانها يتمتع بسمعة طيبة ومن أسرة لها سمعة حسنة، وافقت أسرة «مها» وتم الزواج، وبعد مرور 3 سنوات وعقب رحلة علاج بحثاً عن «طفل»، حملت العروس وأنجبت طفلها الصغير «محمد» الذى تم عامه الأول قبل مقتله فى الحادث بشهر واحد فقط، لكنه راح ضحية مجرم تجرد من كل معانى الإنسانية والرحمة، أجهز على الأم ورضيعها بلا شفقة، وأشعل فيهما النار من أجل سرقة مصوغات المجنى عليها.

خفت ونسيت الشاكوش والموبايل فى مكان الحادث والشرطة جابتنى بعد 24 ساعة.. واعترفت

والد «مها» قال: «لم أكن أحلم فى أشد كوابيس حياتى أن تقتل ابنتى وتغيب عن حياتنا بهذه الطريقة الوحشية وبهذه السرعة، ما زلنا نعيش هذا الكابوس لم نفق منه حتى الآن، كانت سبب فرحتنا وسعادتنا وهى دلوعة أمها وأشقائها وكل جيراننا، كانت تفيض علينا بالحب والحنية والمعاملة الحسنة، كانت بارة بوالديها إلى أبعد الحدود، لكن خطفها الموت بلا سابق إنذار، على يد لص أهوج شيطان فى ثوب بنى آدم، يا ريت كان سرقها وتركها تعيش هى وطفلها، لكنه ضربها بالشاكوش فوق رأسها، وللأسف لا هى عاشت ولا هو سرق جمل».

الأم وهى يعتصرها الألم والحزن قالت: «راحت نور عينى وضنايا الوحيدة التى حولت حياتنا بعد موتها إلى سواد وجحيم، أنا مش عارفة إزاى هيعدى عليا يوم بطوله بدون ما أطل عليها وآخذ بنت بطنى فى حضنى، ماتت يا عين أمها بدون ذنب أو رحمة عشان واحد حرامى لا يعرف ربنا ولا الدين الذى حرم القتل، ومعندوش قلب منه لله، أنا أبوس جزمة الرئيس والقضاء بس يسرعوا فى إعدام هذا الحرامى فى ميدان عام عشان يكون عبرة لغيره، وأى حد قبل ما يرتكب جريمة يفكر مليون مرة».

زوج القتيلة وبصوت مخنوق قال: «لم أصدق حتى الآن موت زوجتى وابنى بهذه الطريقة الوحشية، كانت تحمل صفات الزوجة المثالية وتطبق شرع الله فى معاملتها لى، كانت بارة أيضاً بوالديها لم تغضبهما يوماً ما، وتدينها ورحمتها بوالديها وطاعتها لهما، من أهم الأشياء التى جعلتنى أتزوجها، لم أتمكن من الاستمتاع بابنى الصغير الذى راح ضحية لص قذر لا بد أن يعدم فى ميدان عام والله لو عندنا دولة حقيقية وقضاء عادل لا بد أن يعدم هذا الحرامى فى ميدان عام».

كل أفراد أسرة المجنى عليها ينتظرون لحظة الحكم بالإعدام على قاتل «مها» ابنتهم الوحيدة ورضيعها الذى أكمل عامه الأول قبل مقتله بشهر واحد فقط.

كانت أسرة المجنى عليها اكتشفت الجريمة صباح يوم التاسع من أكتوبر الحالى عندما انبعث من شقة المجنى عليها دخان كثيف، وهرعت سيارات الإطفاء إلى هناك لإخماد الحريق، وخلف باب غرفة النوم، كانت المجنى عليها وطفلها على الأرض، بينما تفحمت الغرفة بما فيها من أثاث بالكامل لدرجة تفحم الجدران بالغرفة، كانت هناك إصابات ظاهرية فى رأس الأم ورضيعها، بينما حضر رئيس مباحث قسم فيصل لمعاينة مكان الحريق، واكتشف وجود إصابات فى جثة الأم ورضيعها، كما عثر على شاكوش ملطخ بالدماء وبسؤال أفراد الأسرة نفوا أن يكون ضمن محتويات الشقة، كما عثر رئيس المباحث على موبايل فى طرقة مؤدية إلى غرف النوم، وبفحص الموبايل عن طريق الشريحة التى كانت بداخله تبين أنه ملك اللص وسقط منه أثناء الجريمة، تم إعداد الأكمنة اللازمة وتم القبض على المتهم.

المتهم تم القبض عليه بعد يوم من اكتشاف الجريمة.. لم ينفِ الواقعة قال للواء جمال عبدالبارى، مدير أمن بورسعيد: «فكرت فى الوصول إلى الشقة.. قلت لنفسى لا يجب أن أدخل من الباب.. فكرت أن أدواتى الصغيرة التى أعمل بها فى المعمار ستكون طريقى إلى شقة مجاورة.. حفرت.. تذكرت حكاوى قديمة فى الصعيد عن جرائم ترتكب بسهولة دون دم.. تصنع فتحة فى الجدران وتدخل وتعود كما كنت.. فوجئت بسيدة شابة.. حاولت أن تصرخ.. قتلتها بالشاكوش.. لا أعرف لماذا قتلت طفلاً وجدته هناك ولا بأى قلب فعلت هذا.. خفت من اكتشاف الجريمة.. قررت أن أشعل النيران فى المكان حتى أخفى معالم الجريمة.. من لهفتى تركت الشاكوش.. وتركت هاتفى المحمول.. تركت الدليل إلى جوار القتيلين.. البعض قال لى إن جريمتى مقترنة بعدة جرائم.. القتل العمد المقترن بالسرقة بالإكراه والحرق العمدى.. قالوا لى: «إعدام».. هل «إعدام»؟!


 ايهاب العجمى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...