حالة من الذعر والهلع يعيشها أهالى قرية دشلوط التابعة لمركز ديروط، فى محافظة أسيوط، بعد انتشار أعراض مرض التيفود بين عدد من الأهالى فى القرية، وسط مخاوف من تفشى المرض وتحوله إلى وباء وكارثة صحية جديدة، خاصة وأن بعض الأسر بها أكثر من حالة مصابة بأعراض المرض، سواء كانت ارتفاع فى درجات الحرارة، أو هزلان بشكل عام، أو إحساس بالمرض ووجود مغص على فترات متقاربة.
"اليوم السابع" بقرية دشلوط
"اليوم السابع" انتقل إلى القرية للوقوف على حقيقة الكارثة، ورصد تلك الحالات المرضية والاطلاع على التحاليل الطبية الخاصة بالمرضى والتى تشابهت فى نتائجها مع اختلاف أسماء المرضى من قرية دشلوط.
فى البداية، يؤكد أهالى القرية أن المنازل الموجودة بها حالات مرضية، وأن كل أسرة يعانى بها شخص واثنان وأحيانًا 7 و8 من نفس المرض ونفس الأعراض، ففى منزل "محمد.ع"، ترقد 4 حالات على الآسرة، ورغم اختلاف أعمارهم إلا أنهم تشابهوا فى جميع أعراض المرض، والتى تمثلت فى ارتفاع درجة الحرارة وهزلان شديد مصاحبا لقىء مستمر.
وأضاف "محمد"
أن الأربع حالات لنجليه وأبناء شقيقه، مشيرًا إلى أن الأعراض ظهرت على أحد أبنائه وكانت عبارة عن ارتفاع شديد فى درجة الحرارة، صاحبها قىء مستمر، فتوجهت على الفور إلى عيادة أحد أطباء الباطنة، ذلك نظرًا لعدم وجود مستشفى يعمل بالقرية ووحدة صحية، وأكد لى الطبيب المعالج أن الحالة تعانى من مرض "التيفود"، وبدأ نجلى فى تلقى العلاج، وفى اليوم الثانى أصيب نجل شقيقى بنفس الأعراض وحملناه أيضًا إلى الطبيب، وأكد نفس الإصابة التى أصيب بها نجلى، ثم توالت العدوى لباقى أفراد الأسرة، وأصبحوا جميعا يفترشون الآسرة ويتلقون نفس العلاج، وفى كل مرة أتوجه إلى الطبيب يؤكد أنها أعراض حمى.
وأضاف "محمد.م" أحد أهالى القرية، أن المرض استوطن القرية منذ أكثر من شهرين، بدأت الإصابة بقرية أبو كريم، وكعادتهم فإن المسئولين بالمحافظة "ودن من طين وأخرى من عجين"، وأخبرونا بأن وزارة الصحة قامت بإرسال قافلة طبية لمعرفة دواعى الإصابة وكيفية العلاج، إلا أننا فوجئنا بتصريحات المسئولين بالمديرية بنفى الأمر، على الرغم من أننا لم نرَ أى مسئول، مؤكدًا أن لديه 8 حالات مصابة بإعياء شديد واقتربوا جميعا من الموت.
ووجه محمد رسالة لوكيل وزارة الصحة والمسئولين بها، "قائلا اتقوا الله فينا، فالموت أصبح يسيطر على القرية بالكامل".
الإهمال فى العلاج قد يؤدى إلى الوفاة
وأشار "مصطفى.ف"، أحد المصابين، إلى أن أعراض المرض بدأت معه بالهزلان ومن ثم ارتفاع شديد فى درجة الحرارة، و قىء متكرر علي مدار الساعة، مضيفًا: "ذهبت إلى الطبيب أخبرنى أنى أعانى من التيفود، والمشكلة فى أن هناك من أهالينا بالقرية معظمهم لا يتفهمون تلك الأعراض ويظنون فى البداية أنها أعراض نزلة برد، فلا يتوجهون لإجراء فحص طبى وتكون النتيجة وفاتهم.
مطالب بتطوير الوحدة الصحية بالقرية
وفى نفس السياق طالب "أحمد.ص" أحد الأهالى بتطوير المستشفى والوحدة الصحية التابعة للقرية سريعًا حتى تتمكن من إسعاف الحالات التى تعانى من أعراض شديدة، أو توفير قافلة طبية من مديرية الصحة للوقوف على حقيقة المرض وأسباب تفشيه، ومحاولة إنقاذ الموقف بالتطعيمات والأدوية المضادة للبكتريا.
التحاليل الطبية والمياه
وقال "فوزى.ع" من أهالى القرية، إن معظم التحاليل الطبية التى يقوم المرضى بإجرائها نتيجتها واحدة تؤكد جميعها وجود إصابة بكتيرية، وفى الغالب قال لنا معظم الأطباء "إن البكتيريا الموجودة بالتحاليل تشير إلى أنها موجودة بمياه الشرب، ولذلك أطالب رئيس مجلس الوزراء بإرسال من ينوب عنه فى فحص ذلك الأمر، والتأكد من وجود تلوث بكتيرى فى المياه، أدى إلى إصابة قرى بأكملها بالمرض من عدمه".
اعتراف ممرض
وقال "محمود.ع" أحد الممرضين بالقرية، إنه أصبح لا عمل له سوى التوجه إلى المنازل لتركيب أجهزة الكانيولا والمحلول، وإنه أحيانًا يركب 7 عبوات محاليل مرة واحدة لأكثر من مريض داخل المنازل ويكونوا جميعهم ملقون على الآسرة فى حالة إعياء شديدة.
وأشار الممرض إلى أن جميع المسئولين بالمستشفى وبالإدارة والوحدات الصحية يعلمون جيدا أن مرض التيفود يسيطر على قرية دشلوط، ورغم ذلك يصرون على النفى، وفى النهاية المريض الفقير هو الضحية ولا حول له ولاقوة.
الصحة تنفى وجود مرض
من جانبه، قال الدكتور طارق الدهبى مدير إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة بأسيوط، إنه لا صحة على الإطلاق لوجود "حمى تيفود" بالقرية، موضحًا أن قصة دشلوط هى نفسها قصة قرية أبو كريم، حيث يصاب الأهالى بأعراض نزلات شعبية عادية نتيجة طبيعة هذه القرى الصحراوية.
وأشار إلى أن محافظ أسيوط أرسل قافلة طبية إلى القرية قبل العيد، وكانت نتائج جميع الفحوصات والتحاليل لا تخرج عن كونها نزلات شعبية وأمراض عادية، موضحا أنه لا يمكن إخفاء أى مرض معدى فى حال ظهوره، ولا يمكن لأى طبيب تحمل مسؤولية ذلك.
فيما أكد الدكتور وحيد مصطفى مسئول الترصد بالطب الوقائى بمديرية الصحة بأسيوط، أنه لا صحة على الإطلاق لما تردد أو نشر ببعض الصحف والمواقع الإلكترونية، حول انتشار مرض التيفود وإصابة حالات ووفاة حالات أخرى بقرية دشلوط التابعة لمركز ديروط.
وأوضح "مصطفى" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أنه قد توجهت بعض الحالات لا يزيد عددها عن 4 حالات لمستشفى ديروط، وكانت تعانى من نزلات برد بسبب تقلبات الجو وكانت الحالات تعانى من ارتفاع فى درجات الحرارة.
ض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق