انهيار جزء من الجسر الحاجز لمحطة الصرف يهدد المنطقة بالغرق
خطوط المياه لم تجدد منذ 30 عاما.. وزيادة المنجنيز يسبب الأمراض
مسؤول يعترف بخطورة الوضع ويعد بالحل خلال أيام
لا تزال مشكلة مياه الشرب من أهم مشاكل الصعيد والتى تتسبب في انتشار كثير من الأمراض منها أمراض فيروسية وأمراض الفشل الكلوي، نتيجة لتلوث المياه التي تحول لونها إلى اللون الأسود الداكن في بعض المناطق كما هو الحال في مدينة القوصية بأسيوط، التي تختلط فيها مياه الشرب بالطين والرواسب.
الصرف الصحي يمثل كارثة أخرى، حيث أدى انهيار جزء من الجسر الحاجز بين المحطة والمنطقة المحيطة به والتي تنخفض عن الجسر بنحو 30 مترا على الأقل بعد امتلاء أحواض الصرف نظرا لتوقف محطة المعالجة عن العمل، أدى لحالة من الخوف والقلق لدى الأهالي بعدما باتت مدينة القوصية والقرى المجاورة للمحطة مهددة بالغرق في أي لحظة في مياه الصرف.
يقول إبراهيم حلمي، تاجر، “إننا نعيش مأساة حقيقية في مدينة القوصية، حيث الضعف الشديد في المياه والتي لا تكاد تصل للدور الأول في كثير من الأوقات، أما في وقت الذروة فلا تصل حتى للدور الأرضي، ورغم تشغيل محطة المياه الجديدة بالقوصية والتي تكلفت ملايين الجنيهات لم نجد أي تحسن يذكر في المياه”.
ويقول شريف عبد السلام، محاسب، “نظرا للضعف الشديد في المياه لجأنا لتركيب مواتير للرفع وكانت المفاجأة أنه في ساعات الذروة بدلا من نزول المياه نفاجأ بها عبارة عن كتل من الطين والرواسب التي لم نر مثلها من قبل، ورغم قيام الأهالي بتركيب فلاتر للمياه إلا أنها عاجزة عن إمدادنا بكوب مياه نظيف”.
من ناحية أخرى، يقول أحد مهندسي شركة “اكنتو” المسؤولة عن تنفيذ وتصميم أحواض محطة الصرف الصحي، إنه رغم الانتهاء من كل مراحل المشروع منذ عام 2008 فإن محطة المعالجة لم تعمل حتى الآن، اللهم إلا بعض العمليات التجريبية ثم تتوقف بعدها عن العمل، مضيفا أن أحواض الصرف وعددها 13 حوضا والتي تكلفت وحدها ما يزيد على 80 مليون جنيه، قد امتلأت تماما بما يفوق طاقتها الاستيعابية وهو ما يهدد بكارثة ويشكل خطورة داهمة على سلامة المبنى، لأنه يهدد بانهيارها خصوصا أن هذه الأحواض تتجاوز مساحتها مئات الأفدنة وبارتفاع عشرات الأمتار من المياه في تربة رملية، وأي انهيار لن يستطيع أحد السيطرة عليه، موضحا أن عدم تشغيل طلمبات الرفع أدى إلى تسرب المياه في باطن الجبل، ونظرا لأن طبيعة الجبل صخرية تسوسية فمن الممكن انهيار الجزء الذي تتسرب تحته هذه المياه، فضلا عن انتشار الحشائش على جانبي الأحواض مما يهدد سلامتها وانهيارها وهو ما سيؤدي لدمار كل القرى المحيطة بها وكذلك المدينة، كما أن الغابة الشجرية والتي من المفروض أنها تكلفت الكثير قد ماتت من العطش.
من جانبه، قال رجب عبدالونيس، المدير التنفيذي للهيئة القومية لمياه الشرب، “أعترف أن الأمر خطير في محطة صرف القوصية الموجودة بقرية مير، وقمنا بالفعل بدراسة الوضع على الطبيعة وانتهينا لعمل تدبيش للجزء الخلفي من الجسر، ويتم عمل سور للمحطة وبوابة عليها، وخلال أيام قليلة ستتم معالجة مشكلات المحطة”.
وأضاف: “منذ قدمت لأسيوط وأنا مشغول بحل هذه المشكلة، وهناك فريق عمل سينزل لمعالجة كل أوجه القصور وتشغيل محطة المعالجة لتضخ في الغابات الشجرية”.
وأرجع عبد الونيس وجود رواسب في مياه القوصية إلى قيام الشركة خلال هذه الفترة بعمليات تطهير وتعقيم للشبكات، وفور تشغيل المياه لفترة ينتهي العكار، على حد قوله.
وقال المهندس بدري محمد بدري، رئيس المدينة، إن القوصية ستشهد تحسنا ملحوظا في المياه خلال الأيام المقبلة خصوصا بعدما خاطبت شركة المياه شركة كهرباء أسيوط بعمل اللازم لاستقرار التيار الكهربائي لتشغيل محطة المياه الجديدة، وسوف تنتظم عملية التشغيل بها خلال الأيام المقبلة.
5 قرى أخرى بمركز القوصية تعاني من كارثة خطيرة وهى خطوط المياه غير الصالحة للاستخدام الآدمي، ويشكو العديد من أهالي قرية الأنصار من سوء مياه الشرب التى ساعدت على انتشار الأمراض من الفشل الكلوى إلى فيروس سي، نظرا لزيادة مادة المنجنيز والأملاح داخل المياه، وكذلك اختلاطها بمياه الصرف الصحي، وهو ما ظهرت آثاره السلبية بعد اكتشاف عدد من الأهالي مؤخرا إصابتهم بالفشل الكلوي وأمراض فيروس سي بمجرد وصولهم إلى مستشفى الجامعة، والتى تجاوزت 20 حالة، وتأكيد الأطباء على أن مياه الشرب هي السبب الرئيسي.
كان شباب القرية قد قاموا بحملات متعددة لمقاطعة فواتير مياه الشرب للضغط على شركة المياه والشركة القابضة لحل أزمه القرية وتغيير خطوط المياه الرئيسية التى تمتد لأكثر من 4 كيلومترات والمتواجدة بالقرية منذ 30 عاما حتى باتت غير صالحة للاستخدام الآدمي.
وقال إبراهيم عبد الجيد، من أهالي القرية المصابين بأمراض الكلى، إن القريه تعاني من مشكلة كبيرة في خطوط “الاسبستس” وهى غير صالحة للاستخدام الآدمي منذ سنوات وتغطى أكثر من نصف مساحة القرية والخطوط الرئيسية، وتزيد نسبة المنجنيز والأملاح بها، مما تسبب في انتشار أمراض الفشل الكلوي.
وأكد أحمد ممدوح، طالب جامعي، أن هناك العديد من حالات الوفاة بأسباب غير معروفة ورجح البعض أنها بسبب تلوث المياه الملحوظ، حيث إن تراكمات التلوث تظهر في كوب مياه الشرب بعد دقائق من نزول المياه من الصنبور.
في الوقت نفسه، يشكو أهالي قرى عنك، والحبالصة، ومير، وكاروت، وبني صالح، وعرب التتاليه، بغرب مركز القوصية من تلوث مياه الشرب الملحوظ حيث تحول لونها إلى اللون الأصفر مع اختلاف طعمها في كثير من الأحيان مما أدى إلى حالة تذمر شديدة من أهالي القرية، وقيامهم بإرسال شكاوى عديدة إلى المسؤولين في شركة مياه الشرب بأسيوط، لكن دون أي جدوى.
كما دعا العديد من شباب مركز القوصية إلى الامتناع عن دفع فواتير المياه من خلال حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “قاطعوهم وماتدفعوش”، للضغط على مسؤولي شركة مياه الشرب لسرعة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لإنقاذ العديد من القرى التي تعاني من مشاكل المياه.
وأكد المهندس محمد صلاح عبد الغفار، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بأسيوط، أن هناك تنسيقًا مع الشركة القابضة لمياه الشرب لصيانة واستبدال جميع الخطوط المتهالكة لمواسير مياه الشرب، كما أوضح أنه تم توفير الكميات اللازمة من الكولور الذى يستخدم لتحلية مياه الشرب بجميع محطات الإقليم؛ وذلك لتوفير مياه شرب مطابقة للمواصفات وصالحة للاستخدام الآدمي.
أحمد الأنصارى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق