على الرغم من إعلان محافظة أسيوط إنهاء استعدداتها لمواجهة السيول وتقوية سدود الحماية التي من شأنها التصدي لمياة السيول، ومراجعة بالوعات الصرف في شوارع المدن، إلا أن أهالي القرى القريبة من الجبل والكائن بها سدود الإعاقة والذين شهدوا سيول شهر مارس العام الماضي أكدوا لـ"جورنال مصر" أن المسؤولين التنفيذيين بديوان المحافظة ومسؤولي مديرية الري لم يفعلوا شئ، وما زالت السدود منها ما هو متهالك ومنها ما لا يستطيع استيعاب كميات كبيرة من المياة، مثل ما حدث من انهيار للسدود في مارس 2014، وانهارت السدود وغرق عدد من قرى مركزي البداري وساحل سليم بأسيوط وأتلفت كميات كبيرة من الأفدنة، وإذا حصلت سيول تاني في أسيوط هنغرق وبيوتنا ها تخرب.
وقال أحمد حسن، موظف، من مدينة أسيوط، إن بالوعات الصرف الصحي في الشوارع تم ردمها أثناء الرصف وأصبح صعب فتحها أثناء سقوط الأمطار، رغم أنها هي المصرف الوحيد للأمطار، مشيراً أن هناك أماكن كثيره في حي غرب مدينة أسيوط بها انحدار مابين 11 و15 متر تنحدر بها المياه إلي مناطق أخري منها منطقة السويقه مرتفعه والبيسري منحدره فالمياه ليس لها صرف سوى المنازل، وهذه المناطق بها منازل آيله للسقوط. كما أن منطقة غرب البلد بالكامل تعتبر من المناطق العشوائية وبها منازل كثيره متهالكة ومعرضه للإنهيار في أي لحظه فكان لابد من المسئولين بالمرور علي تلك المناطق ووضع خطط لمواجهة السيول.
وتابع: فمنذ أكثر عشرون عاما تعرضت قرية درنكه إلي سيل كبير خلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات ،ولم يتلقي المسئولين الدرس فعندما ضربت السيول العام الماضي عدد من قرى مركزي البداري وساحل سليم منها وادي الشيح وعزبة سالم والعمانية بالبداري وقرى الغريب، المطمر، عرب المطمر، الخوالد، دير تاسا "الرويجات" بمركز ساحل سليم وأدت الى انهيار سدود الحماية وأغرقت القرى وخلفت خسائر كبيرة في الممتلكات وأطاحت بالمواطنيين الذين عاشوا بدون رغيف عيش لأكثر من يومين، فضلاً عن إنقطاع التيار الكهربائي والمياه كما تسبب أيضا في تشريد الأسر وتصحر الاراضي الزراعية بعد ان كستها الطبقة الجيرية القادمة من الجبال مع السيول.
وقال محمد مختار، من قرية وادي الشيح، إن سد م3 بوادي الشيح اقتلعته السيول من جذوره بعد اندفاع المياه بقوة تفوق طاقة تحمل السد بنحو ثلاثة أضعاف، ترتب عليه من غرق الأراضي والمنازل ببعض قرى البداري، موضحاً أن عرض السد 550 مترا وارتفاعه 6 أمتار ويستوعب 5.5 مليون متر مكعب في حين أن كمية المياه التي نزلت فيه تبلغ 15 مليون متر مكعب ويقع السد بمنطقة وادي الشيح والتي تقع داخل الكتيبة الزراعية للقوات المسلحة ويعود تاريخ إنشاء السد لعام 2010 بتكلفة إجمالية 8.3 مليون جنيه وينقسم لقسمين الأول الوادى الرئيسي وبه ثلاثة سدود والثانى محمى بسد واحد فقط.
وأضاف إمام شاكر أن السد الجنوبي بقرية النزلة المستجدة منشأ من خرسانة وشبكة حديد ولا يوجد به أي مواد بناء مثل الأسمنت، وهو ما أدى انهياره مع شدة تيار المياه القادمة من الجبال، ما يعرض أهالي القرية للهلام، وقال إن جوانب السد معرضة للانهيار مع شدة المياه، لأنها من الرمال.
وتابع: إن المجلس المحلي والإدارة الهندسية يتعاملون معنا اننا جهلة، ونحن وجدنا مصروفات كثيرة مكتوبة ومقيدة في السجلات ولا نعلم أين ذهبت ويقول المسؤولون اننا أنشأنا سدود لحماية القرى من السيول وهي في الحقيقة دون مواد بناء تحميها من الانهيار وانا أناشد المحافظ وكل المسؤولين في اسيوط بالتدخل لحل تلك الكوارث.
وأضاف: خط بارليف اللي عملته دولة كانوا بيقولوا عليها انها لا تنهار أبدا انهار أمام خراطيم المياه، فكيف ينشأ المسؤولون هنا في اسيوط سد عبارة عن حجارة يملأها داخل أكياس حديدية ليواجه طوفان من المياه، وهناك مقابر ومدافن للأقباط بدون أسوار تحميها من السيول، والله كرم الانسان في محياه ومماته.
وطالب عصام خلف من قرية النزلة المستجدة الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس ابراهيم محلب ، رئيس الوزراء بتطوير السدود ومخرات السيول ، وقال أن السدود مهدمة ولا تتحمل اي ومنخفضة ونحن مهددون بالدمار كما حدث في شهر مارس العام الماضي وأغرقت السيول المنازل ، مؤكدا السدود التي تواجه السيول مهدده بالانهيار
وقال يوسف ابراهيم، إن سيول عام 94 كانت تشبه الفيضان وتسببت في موت الأطفال والحيوانات وتشريد مئات الأسر، أما السيول التي ضربت قرى البداري وساحل سليم في مارس من العام الماضي أغرقت المنازل، وكانت بارتفاع يصل نحو متران ونصف، بعد أن انهارت السدود أمام شدة المياه ، واحنا دلوقت جبنا رمال علشان نزود عرض السد الشمالي لكنه ما زال ضعيفاً ، ومتراكم عليه كميات كبيرة من التراب واهالي القرية استخدموه كمقلب للقمامة
وتابع إبراهيم: المحافظ المهندس ياسر الدسوقي والأجهزة التنفيذية في المحافظة لا يجيدون سوى التصريحات الرنانة فمنذ سنوات والمحافظين الذين تناوبوا على اسيوط يصرحون ان هناك ملايين الجنيهات تم رصدها لتطوير السيول ولم نرى اي تطوير وأول اختبار لتصريحاتهم كان في مارس من العام الماضي عند حدوث سيول في أسيوط، انهارت السدود ومخرات السيول وأغرقت قرى مركز البداري وآلاف الأفدنة الزراعية، وكل ما شغل المحافظ السابق وقتها اللواء ابراهيم حماد هو نفي حجم الخسائر التي تكبدها اهالي القرى .
أما أشرف عبد العزيز من قرية درنكه فيقول أن الأهالي قامت بالبناء في حضن الجبل وأن هذه المنازل تعنبر كارثه بكل المقاييس ويجعلها في مهب الرياح ، ويحدث كما حدث في أوائل التسعينات وللأسغ لم يستوعب الجميع الدرس فالمنازل آيله للسقوط والأجهزه التنفيذيه تفقد الحلول ونحن لا نملك إلا أننا نقول "ربنا يسترها".
وكان المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط أعلن الأسبوع الماضي رفع درجة الاستعداد القصوى ومراجعة جميع مخرات السيول وسدود الإعاقة، خلال جلسة المجلس التنفيذى للمحافظة، بحضور اللواء ماجد عبد الكريم سكرتير عام المحافظة والعميد أسامة البدرى المستشار العسكرى للمحافظة وأعضاء المجلس التنفيذى من وكلاء الوزارات المختلفة ورؤساء الاحياء والمدن ومديري الادارات المختلفة.
وشدد على رؤساء المراكز والاحياء بمتابعة تجهيز مخيمات الاغاثة ومعسكرات الايواء بالتعاون مع الهلال الاحمر المصرى ومديريات الشباب والرياضة والتربية والتعليم بالاضافة الى تجهيز جميع الوحدات المحلية بمعدات الكسح واللوادر ومعدات الشفط والقلابات والتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى للتأكد من فعالية وكفاءة تشغيل بيارات الصرف وطلمبات شفط المياه ومراجعة جميع مخرات السيول وسدود الاعاقة بصفة مستمرة .
وأكد العميد محمد الكردى مدير إدارة الحماية المدنية بأسيوط على رفع درجة الاستعداد بجميع نقاط الاطفاء المنتشرة بمختلف قرى ومراكز المحافظة والبالغ عددها 34 نقطة إطفاء مزودة بسيارات الاطفاء ومعدات شفط المياه وتزويدها بالطلمبات العائمة والتي تستخدم فى شفط ورفع تجمعات المياه.
وقال المهندس محمد صلاح رئيس مجلس إدارة شركة المياه والصرف الصحى بأسيوط إنه تم رفـع كفاءة الأعداد المتوفرة من سيارات الكسح وشفاطات المياه الموجودة والتى يبلغ عددها 50 سيارة تابعة للشركة على مستوى المحافظة و 100 سيارة اخرى تابعة للوحدات المحلية بالمراكز والقرى مشيراً إلى أنه تم التأكد من صلاحيتها وتوافر الخراطيم السليمة معها لتكون جاهزة للدفع بها وقت الحاجة اليها.
وأضافت نبيلة محمود رئيس مدينة أسيوط أنه تم تجهيز فرق الطوارئ من العمال والمعدات اللازمة بكل الاحياء وذلك للعمل علي تصريف المياه وخاصة عند مطالع ومنازل الكبارى وعند مداخل ومخارج الأنفاق بحيث يتم دفع هذه الفرق بسرعة للعمل فى حالة تواجد مياه مطلوب تصريفها فى هذه الأماكن لعدم تعطيل حركة المرور.
سحر فاروق الحمدانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق