نزاع بين مسلمين وأقباط على مقام «حسن أبوجورج» باسيوط

تسوير أكثر من 60 فدانا أمام دير العذراء بقرية درنكة في لمح البصر، بالإضافة إلي أرض "أبو جورج"، أبرز الملفات الشائكة في محافظة أسيوط. فمنذ سنوات عديدة بدأ الخلاف علي "مقام" قبطي مبني في أرض زراعية مكسي بثوب أخضر كباقي المقامات الموجودة في باقي المساجد، وهناك أقاويل من أهالي المنطقة أن هذا المقام لشيخ يدعي بالشيخ "حسن الجرجاوي" وكانت له كرامات وكان المسلمون يقومون بزيارة المقام بصفة مستمرة. إلا أن الأقباط أكدوا أن هذا المقام لمسيحي قبطي يدعي "أبو جورج" صاحب الاحتفال السنوي الشهير بـ"حد أبو جورج" والذي استشهد بموقعة المجاهدين وتحرك وهو "سايل بدمه" لحين الوصول إلي هذا المكان بغرب البلد ودفن في هذه الأرض وأصبحت مقامًا لأبو جورج يزوره المسيحيون ويصلون علي أرضه. وقام الكثير من رجال الأعمال المسيحيين نتيجة أهمية هذا المكان بشراء معظم الأراضي في محيطه وقاموا بالتبرع ببناء كنيسة ومع مرور الوقت ظل الشد والجذب بين المسلمين الأقباط علي أنه شيخ وله كرمات، وآخرون يؤكدون أنه مسيحي ويدعي بأبو جورج صاحب موقعة المجاهدين، حيث لم يفصل في هذا الأمر حتي الآن. وفي الشهر الماضي قامت مجموعة من الأقباط وعلي رأسهم أحد المرشحين لمجلس النواب " قبطي " بمحاولة بناء سور وتم إحضار مجموعة من العمدان المحمولة لتحويط المكان وتسويره بحجة أن المكان غير مؤمن ويجب تصويره ، لكن تم استدعاء مجلس المدينة وفور وصولهم مع قوه أمنية أمروا بوقف الإنشاءات . فيما وقف المرشح القبطي أمام الجميع، لكن القوة المعنية أمرت بإزالة العواميد وتوقيف أعمال البناء وهو ما آثار حفيظة المتواجدين من الأقباط مطالبين ببناء السور حماية لهم ومازالت محاولات منهم لذلك. الغريب في الأمر أن الأرض الزراعية تخضع للجمعية الزراعية وتصرف هذه الأراضي مبيدات وأسمدة من الجمعية فكيف يتم البناء عليها وهي أرض زراعية ولم تتحول حتي الآن إلي مبان فالجميع منتظر ومترقب خاصة وبعد نجاح هذا المرشح والذي تبني هذا الأمر أثناء وجود الحملة المعنية بإزالة الأعمدة وقام بمشادات مع الحاضرين . من ناحية أخري، عم الاستياء بين المواطنين بسبب قطعة الأرض التى تتواجد أمام الناحية الأمامية لدير السيدة العذراء بجبل درنكة فمنذ عشر سنوات قام الدير بالمطالبة بتخصيص هذه القطعة لضمها للدير وحدثت مشادات بين الموافقة أو الرفض من خلال مناقشته في المجلس المحلي. كما اعتصم وقتها الأنبا ميخائيل في الدير لأيام عديدة وقام وقتها أعضاء المجلس بالموافقة علي التخصيص وبدأ الدير بزرع أشجار في هذا المكان كثيرة ، رغم أن قرار التخصيص لم يعلم به أحد . وما زال الشد والجذب ٍبين قيادات الدير والقيادات الأمنية والأهالي، خاصة أن قطعة الأرض مساحتها كبيرة جدا وتعتبر في الحيز العمراني مما يري البعض أنها مساحات كبيرة في محاولات منهم لتسوير القطعة بالكامل وضمها إلي الدير بالفعل. يذكر أنه في عهد اللواء إبراهيم حماد المحافظ السابق، قام الدير بتسوير القطعة بالكامل وبناء سور عال بحدود الأرض بحجة المنظر الجمالي للمكان وهو ما أتاح للجميع التساؤل هل حصل الدير علي تصاريح ببناء سور في وقت قياسي ، أم تم البناء بالمخالفة في غياب المحافظ وأجهزته التنفيذية ؟ كما أن الدير لم يدل بأي تصريحات بهذا الشأن وهو ما أثار حفيظة الجميع ووضع علامات استفهام حول ذلك الأمر خاصة وأن الدير انتهي بالفعل من إقامة السور حول القطعة كنوع من سياسة فرض الواقع. .

حسين عثمان