لا يكاد يمر شهر على قرية عرب القداديح التابعة لمركز أبنوب بمحافظة أسيوط، وتوابعها من قرى التى تتعدى 20 ألف نسمة، إلا ويتعرض عدد من منازلها للحرائق الهائلة التى تخلف وراءها خسائر مادية كبيرة وفادحة لقاطنى هذه المنازل ولهذه الأسر، فالحياة البسيطة، والأفران البلدية، والمنازل المبنية بالطوب اللبن والمسقوفة بالخوص، والخشب والمخلفات الزراعية كلها بيئة مناسبة لاشتعال الحرائق، ما يهدد عشرات المنازل ومحتوياتها من مواشى وغلال، وأثاث وكل ذلك فى ضوء عدم وجود وحدة إطفاء بالقرية.
أحد الأهالى: القرية تتعرض للحرائق بشكل مستمر
حلمى سيد أحمد أحد أهالى القرية قال إن قرية عرب القداديح تتعرض لحرائق بشكل مستمر فلا يمر عام إلا وتشتعل النيران فى عدد كبير من منازل القرية، ونظرا للطبيعة الجبلية للقرية فالنيران تنتشر بشكل سريع نظرا للرياح المستمرة، وطبيعة المنازل حيث إن المنازل كلها بسيطة، ومبنية من الطوب اللبن ومسقوفة بالخشب والخوص والمخلفات الزراعية.
عدم وجود مواسير مياه لإطفاء الحرائق
وقال محمد عاطف أحد الأهالى ومن ضمن الذين تعرضت منازلهم للحرائق إنه ما بين الحين والآخر تشتعل النيران فى القرية نظرا لعدم وجود مياه بمواسير الإطفاء الموجودة فى القرية فضلا عن أنها لا تعمل أساسا وقت الحاجة وبعد المسافة بين القرية والمركز، مشيرا الى أن منزله وأكثر من 25 منزلا آخر التهمتهم النيران وقضت على كل محتوياتهم وتسببت الحرائق فى احتراق أثاث منزله ونفوق المواشى والطيور وكل ممتلكاته.
فيما قال فتحى فكرى أحد أهالى القرية: "إن قريتنا من القرى المهملة، والتى لا ينظر إليها المسئولون إطلاقا فالخدمات فى قريتنا منعدمة تماما فالقرية تعانى من ضعف المياه بشكل كبير فى كل المناطق وتستمر لأيام ضعيفة ولا تصل إلا ساعات قليلة ليلا، ولا يوجد مكتب للبريد حتى يقوم كبار السن بصرف معاشهم، ولا صرف صحى، وحتى الأراضى التى استصلحها الأهالى، وقاموا بزراعتها تم انتزاعها منهم بدعوى أن الأرض مخصصة كغابة شجرية، لكن القرية الآن فى أشد الحاجة إلى وحدة إطفاء نظرا لتعرضها للحرائق بشكل مستمر وخسائر مادية بشكل كبير لكل أهالى القرية البسطاء".
عبد المنعم محمود سليم أحد أهالى القرية قال إن هناك حرائق مستمرة والمطافئ لا تأتى إلا بعد أن تكون الحرائق قد قضت على ما تطوله من منازل، وحتى عندما تأتى لكى تستخدم مواسير الإطفاء المعدة لذلك بالقرية تجدها لا تعمل وإن عملت تجد المياه ضعيفة جدا لا تسعفها فى الإطفاء، ويقوم الأهالى بالاعتماد على هذه المياه الضعيفة لإطفاء النيران.
مواطن يروى قصة احتراق منزله
محمود رشاد أحمد أحد شباب القرية وأحد المضارين بسبب النيران، وآخر منزل تعرض للنيران منذ أيام قليلة قال: "فوجئنا باشتعال النيران فى منزلنا بسبب ماس كهربائى وفى اللحظة الأولى لاندلاع النيران بالمنزل قمنا بالاتصال بالمطافئ قبل أى شىء وبدأنا فى الاعتماد على الإمكانيات البسيطة من أوانى بمنازل الجيران للسيطرة على الحريق، لكن لم نتمكن من ذلك وتأخرت المطافئ كثيرا، وقدرا مرت سيارة صرف صحى تحمل مياه الصرف الصحى ومتجهة للتخلص من حمولتها فقمنا باستيقافها واستخدمنا مياه الصرف الصحى الموجودة بالسيارة لإطفاء النيران ثم بدأنا فى استخدامها لسحب المياه من الترعة للسيطرة على الحريق لكن النيران تمكنت من التهام كل محتويات المنزل من أثاث وأموال وماشية، وطالب رشاد بتوفير وحدة إطفاء بالقرية، خاصة أن هناك أملاك دولة كثيرة من الممكن استخدامها لذلك.
هيثم البدرى
ضحا صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق