شهدت محافظة أسيوط ، خلال 6 شهور مضت ، عقد 32 ألف و818 حالة زواج، بالرغم من أن المحافظة تتصدر المشهد في كونها الأشد فقرا والاكثر احتياجا بمصر بنسبة وصلت إلي 62 بالمائة من الشريحة السكانية حسب تقرير رسمي صادر عن مركز المعلومات برئاسة الوزارء.
فرغم ما يعيشه المواطنون من حياة متدنية في كثير من القري والمراكز وترد للعديد من الخدمات والمرافق، إلا أن المهور مازالت تناطح السماء ، فدون مبرر يستلزم ذلك ، ارتفعت المهور ، فمازالت العادات والتقاليد البالية هي المسيطرة علي عقول بعض الأسر الأسيوطية التى ربما تحرم بناتها من الزواج لعدم قدرة من يتقدمون لخطبتها علي دفع تلك المبالغ المالية التى لا قبل للشباب وأسرهم بها ، في محافظة تتصدر المشهد أيضا في نسبة البطالة ، وانخفاض دخل الفرد، مما يؤرق آلاف الأسر التى يصل شبابها إلي مرحلة الزواج. ورغم تلك الحالة من المد والجزر بين الخطاب وأولياء الأمور، رفعت قاعات الأفراح شعار «عفوا القاعة محجوزة»، حتى وصل الحال إلي حجز القاعة في أيام محددة من العام المقبل، نظرا للارتفاع الكبير علي حجز القاعات هذا العام ، والغريب في الأمر أن أهل العروس بالقري ، يشترطون في اتفاقهم أن يعقد القران بقاعة أفراح بمدينة أسيوط ، مما رفع قيمة استئجار قاعة لمدة 6 ساعات إلي 10 آلاف وحتى 30 ألف جنيه، مما يكلف الزوج مبالغ مالية طائلة ، حتى يرضي أهل عروسه - ان كان يملك المال- ، أما إن أصبحت طلبات أهل العروس زيادة عن اللزوم ، فهنا ربما يتراجع البعض عن إتمام زواجهم .
يقول مصطفي محمد، البالغ من العمر 23 عاما ،وغير متزوج، أهم خطوة في حياة الشباب بقري اسيوط اصبحت الزواج ، واهل الفتاة طالما ان الزوج لديه دخل فيتم الزواج بلا تأخير ، خاصة مع الانفتاح من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ، وتمثل العادات والتقاليد شيئا مهما ، فاصبح من العيب أن تترك الفتاة دون زواج خاصة لو اقتربت من سن العشرين عاما.
وقال الدكتور احمد ثابت هلال إبراهيم، مدرس الخدمة الاجتماعية الإكلينيكية بجامعة أسيوط: «إن زيادة الإقبال على الزواج في الفترة الأخيرة في محافظة أسيوط لا يعتبر مؤشرا للجزم بأن أسيوط تودع العنوسة فالظاهرة لازالت موجودة وان اختفت بين حين وآخر، وإقبال الشباب على الزواج يمكن إرجاعه إلى انتشار ظاهرة الزواج من خارج المحافظة وهو اقل ماديا، بشكل يسهل فى تسريع إجراءات الزواج، ويمثل ( بالعشاء) عبئا إضافيا علي كاهل الزوج، والغرض من هذا المصطلح أن يعطي الزوج للزوجة ما يقرب من 10 إلى 15 ألف جنيه، نظير أن تقوم الزوجة بتجهيز نفسها وشراء المتطلبات الخاصة بها ،وهذه النسبة المالية فى زيادة مستمرة فقط في أسيوط، بشكل يعجل فى زيادة الإقبال على الزواج من خارجها.
ويعد الارتباط بموظفة عاملا أساسيا ، نظرا للظروف الاقتصادية التى تحول دون تحمل الزوج مسئوليات المنزل بمفرده ، فبمجرد وجود زوجة عاملة مناسبة تتوافق مع ميول ومتطلبات الزوج يسرع بالارتباط بها.
أسامة صديق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق